التقارير

تقرير خاص: تصاعد مؤشرات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي .. #الإمارات في الواجهة و #السعودية بكواليسها

رائد الماجد..

كشفت الأيام القليلة الماضية النقاب عن تصاعد مؤشرات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بصورة ملحوظة في شتى المجالات، اقتصاديا وسياسيا ورياضيا وحتى عسكريا، ورغم أن الإمارات كانت السباقة لتوقيع اتفاق السلام مع كيان الاحتلال، إلا أن العين لن تنحرف عن دول الخليج الأخرى بما فيها السعودية.

حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة على رأس قائمة الدول العربية الموقعة اتفاقيات رسمية مع العدو، كما أنها أول من أقام نوافذ للتطبيع غير مسبوقة في التاريخ العربي كله، تخطت البُعد السياسي إلى آفاق اقتصادية وعسكرية وأمنية وصلت في بعض الأحيان إلى النيابة عن تل أبيب في القيام ببعض الجوانب الاستخباراتية ضد الجانب الفلسطيني.

يلي الإمارات السعودية التي تدرجت في علاقاتها مع الكيان الصهيوني عبر عدة مراحل، بدءاً بمرحلة الرفض الكامل ثم الاتصالات غير الرسمية المرفوضة مروراً باللقاءات السرية وصولاً إلى الانتقال إلى المرحلة العلنية، لتصبح المملكة شريكاً أساسياً في اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وكيان الاحتلال، وذلك حين تفرض سيادتها فوق جزيرتي تيران وصنافير، التي تأتي في إطار المخطط الأمريكي الذي يسمى إعلاميا بـ"صفقة القرن"، دون أن ننسى عمان والأردن وعلاقتهما مع الكيان.

ليس سراً أن هناك أصواتاً سعودية نادت في السابق بالتطبيع مع كيان الاحتلال، وثمة من ذهب إلى هناك، والبعض التقى صهاينة علناً، كما حصل أكثر من مرة مع الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، الذي قال في حوار له مع الجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عن "الأمن والسلام في الشرق الأوسط" في مايو 2016: "أمنيتي الأكبر، وأتمنى أن يمكنني تحقيق ذلك غدا، هي أن أذهب للصلاة في القدس"، وتابع" أملي أنه في حياة أبنائي وأحفادي نكون قد تجاوزنا هذه الخلافات، ونكون كما قلت سابقا أشخاصا توصلوا إلى السلام ويمكنهم العمل معاً من أجل وضع أفضل للإنسانية، لذلك، هذا هو الموقف اليوم، وسألتقي الجنرال مجدداً في مناسبات أخرى كما قلت سابقا".

لكن أن تبدأ دعوات التطبيع وإقامة علاقات طبيعية مع "إسرائيل" بظهير إعلامي كما حدث في الفترة الأخيرة، فهذا يعني أن هناك قراراً سياسياً من أعلى المستويات بتدشين مرحلة جديدة، وهذه بالطبع مرحلة محمد بن سلمان ولي العهد الجديد الذي يستعد لاستلام الحكم كأصغر ملك في تاريخ السعودية.

البعض يرى أن رؤية ابن سلمان الجديدة تسعى إلى إخراج المملكة من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وهو يطمح إلى ثمن لذلك يتمثل في بناء تحالف مع "إسرائيل".

ورغم أن التطبيع بلغ أوجه خلال هذا العام، إلا أنه وفي الـ10 سنوات الأخيرة تحديدا وبفضل المستجدات الإقليمية والسياسية قفزت مسيرة التقارب العربي الإسرائيلي قفزات خطيرة، وشهدت نقلة نوعية وضعت بعض الكيانات العربية على خريطة التطبيع بصورة واضحة، وهو ما كُشف عنه فيما بعد من خلال التسريبات الصحفية تارة والإلكترونية تارة أخرى.

وهكذا تواصل الدول العربية هرولتها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وما كان بالأمس سراً بات اليوم معلناً في إطار الحديث عن توسيع رقعة التقارب في العلاقات مع تل أبيب والمندرج تحت ما يسمى بـ"صفقة القرن" التي تستهدف ذوبان الكيان الصهيوني في المحيط العربي بصورة تضمن له مستقبل آمن ومستقر، ويسعى من خلاله إلى تحقيق حلمه التاريخي في بسط الهيمنة على المنطقة من النيل للفرات.

أضيف بتاريخ :2020/10/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد