قصة وحدث

#العوامية ’حكاية حصار’

 

وردة علي ..
أنا لا أخشى الخروج من المنزل لتتلقاني رصاصة طائشة بقلبي، كل ما أخشاه حين أخرج من منزلنا إني لا أستطيع التعرف على ملامح عواميتي الجميلة بعد اليوم.. بهذه الكلمات عبرت إحدى الفتيات عن عمق المعاناة والألم والحسرة، وقوة الخراب الذي خلفته السلطات في اليوم الرابع فقط من الاقتحام والحصار.

وفي جانب آخر فلا شيء أكثرُ ألما من رؤية أحبتك في موقف العجز، والأكثر ألما هو عجزك أنت الآخر، أن تعيش في وطنك الغربة تلو الغربة، مرة تجد في الكتب المدرسية والمناهج التعليمية، وتسمع على المنابر بأنك مشرك وكافر، ولا يحق لك الاعتراض ولا التفوه بكلمة تنطق فيها بأن اختلاف مذهبك لا يعني بأنك على باطل، ولا هو دليل على كفرك، أما أن تُحاصر في بلدتك المضطهدة والمعذبة، وأن تُقتل ويُرمى عليك النار وتُحرق وتُهجر فتلك غربة أعظم.. تسأل حينها كبراءة طفل ماذا يعني الوطن؟!

لم تنتهِ الحكاية بعد فهنا تقف قليلا  مع حديث المعذبين المتعبين والمشردين على أرض الوطن، تقول إحدى النساء من بلدة العوامية وهي متزوجة من شاب من منطقة أخرى بالقطيف، في حديثها لـ "خبير"، تتحفظ خبير عن ذكر اسمها لدواعي أمنية، ما زلتُ أعيش لحظة رعب حقيقة، أشعر بهزة تسري في جسدي، حين اتصلت على والدتي للاطمئنان عليها وعلى والدي، وأثناء حديثها فجأة أسمع صراخ والدتي مختلط بصوت الرصاص، أصرخ في الهاتف أنادي عليها وأنا في ذهول تام، لترد والدتي بعد دقائق بأن الرصاص كاد أن يقتلها لولا لطف الله وعنايته.

تُضيف الشابة، والدي رجل كبير في السن، أضف إلى ذلك حالته الصحية حرجة جدا، فهو يحتاج إلى غيار وتبديل، ونظرا لإغلاق الصيدليات فوضعه أكثر سوءا وألما، وحده أخي مع والدتي وأمي، يجد صعوبة بالغة بإخراجهما من البلدة، وهما كبيران في السن، والبقاء معهما في المنزل شاق أيضا في ظل الحصار المفروض.

وعن سؤالها عن مُحاولة الخروج، تقول: حاول أخي مرارا وتكرار لكن الوضع صعب جدا كونهما كبيران في السن، تصمت قليلا وتقول: لماذا يتصرفون معنا هكذا؟! ... هذه بلدنا وطننا.. هل ما كنا نسمعه في العراق وسوريا يُطبق علينا؟!

أما السؤال المفروض لماذا الحصار و ماذا يعني حصار؟!

وعند البحث تجد بأن الحصار هو: عمل دورية على سواحل بلد العدو بالسفن الحربية، والطائرات، لمنع البلد من تلقي السلع التي يحتاج إليها لشن الحرب. ويُمكن أن يكون الحصار بإحاطة مدينة أو حصن بهدف الاستيلاء عليه أو استسلامه.

والسؤال الأكثر دهشة وعمقا، هل كان أهالي بلدة العوامية أعداء، هل من المعقول بأن تتحول قرى ومدن ومناطق بأكملها إلى أعداء و يُوصفون بالإرهاب؟

وإن كان الحصار بإحاطة مدينة بهدف الاستيلاء عليها أو استسلامها، فعلى ماذا  يُطلب من أهلها الاستسلام والتشريد؟!

إنها حكاية حصار لم تكتمل فصولها بعد لتتضح الحقيقة..

أضيف بتاريخ :2017/05/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد