قصة وحدث

١٦ أكتوبر: حكاية الدم الذي أريق في الميقات

 

وصول القوات السّعوديّة إلى مكّة بعد انسحاب الشّريف حسين إلى جدّة

مذبحة الطائف

    بعدما أخذ حجاج بيت الله الحرام يغادرون الحجاز إلى أوطانهم وهل هلال المحرم من سنة 1343 خلا الحجاز من الوافدين، وحان الوقت الموعود لاحتلال القوّات السعودية لها فتلقى خالد بن لؤي وهو في تربة أمر الغزو وخطته من الرياض.

     اجتاز الجيش حدود الحجاز، واحتل بعض القرى صباح السبت الموافق 1 سبتمبر سنة 1924م بأمر عبد العزيز آل سعود وقيادة الإنكليز من أمثال جون فيلبي الذي رافق كافة حملات المذابح وخطط لها. ومن ثم تحرّكت هذه القوّات في مسير ضمن "تربة والحيوة والطائف وجدة فقط"  وراح ضحيّته أكثر من 150000 إنسان.

     ومن اعترافات عبد العزيز، قوله إنه وجد البدو ممن لهم ثارات فرصة للانتقام فزحفوا إلى بيوتهم واقتحموها عليهم. ومن المظاهر الأكثر قساوة للمجزرة عدم تكليف أنفسهم عناء استلام الأساور الذهبية من أيدي النساء الممدة بل قطعوا أيديهن وأرجلهن ولبسوها.

    ومن بعدها  أخلوا البلاد من السكان المدنيين وحشدوهم  في حدائق شبرا. ويومها كانت النساء سافرات للمرّة الأولى في هذه البلاد واختلطوا مع الرجال حيث مكثوا أيامًا بلا طعام أو حتّى ماء.

 

آثار مجزرة الطائف:

   انتهى الحائل بين الحجاز والقوات السعودية. وأتيحت  فرصة اتّصال المخابرات الانكليزية والقائد "فيلبي" بالذات مع "خالد بن لؤي" أحد أشراف الخرمة، وأقنعته بالمجئ للانضمام لابن آل سعود وافتعال حادثة بينه وبين الشريف.

هكذا افتعل ابن لؤي حادثة مع ابن عمه عبد الله بن الحسين فغضب عليه ابن لؤي وأقسم "أنه سيقود ابن آل سعود إلى مكة". وهكذا ذهب ابن لؤي لبيع مكة.

 

 مبايعة الأمير علي بدلا من الشريف حسين:  

   اعترض الحسين على شكل النظام الجديد في الحجاز بعد المجزرة، خاصّة بعدما بايع أعيان جدة نجله الأمير علي بن الحسين في  4 أكتوبر 1924. وقد كان ذلك سببًا لاحتجاجه على طبيعة الحكم الدستوري لتعارض الخطوة مع أهداف نهضته المتمثلة في استقلال البلاد العربية بحدودها المتفق عليها عام 1916. وعندها حمّل الشّريف حسين مسؤولية الأرواح التي ستزهق جراء القتال إذا ما أصر على موقفه من الاعتراض، وما كان له أثر في إيقاف التقدم النجدي نحو مكة.

 

وصول آل سعود إلى مكة:

  طلبت لجنة الأعيان المشتركة المتمثلة في الحزب الوطني الحجازي من الحسين بعد بيعتها لنجله علي ترك البلاد لتهيئة الأوضاع، فاضطر الحسين ترك مكة وتوجه إلى جدة ووصلها في 9 أكتوبر، الّتي مكث بها ستة أيام فقط.

 

عجز الأشراف أمام القوات السعوديّة

وصل الملك علي إلى مكة بعد إتمام مراسيم بيعته في جدة لتولي مهام منصبه الجديد، لكن لم تطل إقامته فيها لأكثر من إسبوع اضطر بعدها إلى إخلائها والانتقال هو أيضًا إلى جدة.

  تيقن الملك علي من عجز قواته عن مقاومة التقدم النجدي الذي وصل منطقة قريبة من مكة. هذا إلى جانب اقتراح لجنة الأعيان عليه بالانسحاب، فعمد إلى المغادرة إلى جدة وذلك في 14 أكتوبر، حيث انسحبت معه قواته. وعلى أية حال فإن انسحاب الأمير علي إلى منطقة الهدى استعدادًا لوقف التقدم النجدي نحو مكة لم يغير النتيجة، إذ تمكن النجديون من دحر الأمير علي في معركة سميت باسم الموقع الذي دارت فيه (معركة الهدى)، حينها اضطر الأمير علي إلى الانسحاب إلى مكة كي يقوم بإخلائها من الأطفال والنساء بما فيهم عائلة الحسين.

 

آل سعود في مكة:

واصلت القوات السعودية سيرها وتغلبت على الهاشميين مستغلين فرصة تنازل الحسين وانتشار الفوضى في البلاد. هنا غدا الطريق مفتوحًا إلى مكة، فدخلوها محرمين بالعمرة بقيادة خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد في 16 أكتوبر 1924م دون ارتكابهم ما قاموا به في الطائف. إلّا أنّهم قاموا بنهب قصور الأشراف التي تركها أصحابها ومن بينها قصور الحسين التي تركها الأمير علي عند انسحابه إلى جدة.

  أوقف عبد العزيز تقدم قواته إلى جدة لحين وصوله مكة والإشراف على إدارتها مباشرة، فرابطت قواته في مكة فيما تولى القائد خالد بن لؤي زمام الأمور كحاكم على مكة لحين وصوله. أما في المقلب الآخر رفضت بريطانيا طلب الشريف حسين للمساعدة عندها اضطر الشريف حسين للمكوث في جدة.

أضيف بتاريخ :2017/10/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد