قصة وحدث

نجم سهيل"البشير اليماني"بين الماضي والحاضر


بين التغني به قديما وانتظاره حديثاً، يترقب سكان الجزيرة العربية ، ظهور عريس الجنوب "نجم سهيل" في السماء مستبشرين بظهوره بنهاية فصل الصيف، وانكسار حدة أشعة الشمس وبرودة الجو،حيث يرافق ظهور نجم سهيل ، انطلاق عدد من المواسم الزراعية والصيد، حيث يعدّ العرب 53 يوماً بعد ظهوره لدخول فصل الشتاء، مما جعلهم يطلقون عليه "البشير اليماني" استبشاراً بموسم الأمطار.

ويبدأ "البشير اليماني" بالظهور من أوائل أغسطس جنوب الجزيرة العربية، ثم يظهر في وسطها بعد منتصف أغسطس، ويظهر في بدايات سبتمبر شمال الجزيرة العربية، وتغير الأجواء غير مرتبط بالنجم أو تأثير النجم على الأرض بل هو توقيت تعرفت عليه سكان الجزيرة قديماً لمعرفة بداية النهاية لفصل الصيف.
 

ويعتبر نجم سهيل ، من النجوم الجنوبية التي تسهل رؤيتها تقريباً طوال السنة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية إلا أنه ينحصر رؤيته في النصف الشمالي في فترة معينة تبدأ من منتصف أغسطس وتنتهي في نهايات أبريل، ويظهر ناحية الجنوب طوال فترة ظهوره لذلك ينسب دائما لليمن ويقال "سهيل اليماني".

و يراه سكان جنوب الجزيرة من 15 أغسطس من كل عام وكلما اتجهنا شمالاً تأخر ظهوره فيظهر قبيل شروق الشمس وسط المملكة في 24 أغسطس، ويظهر في العشر الأوائل من سبتمبر في شمالها، وجميع الدول العربية تقع في النطاق الشمالي لإمكانية رؤية سهيل إلا أنه يتعذر رؤيته بعد خط عرض 37 درجة شمالاً أي من الحدود التركية السورية لا يمكن رؤيته شمالاً، وتراه دول الشام قريباً جداً من الأفق الجنوبي في موسمه.

و نجم سهيل هو أحد نجوم كوكبة السفينة، ومنها سماه بدو العرب "سفينة الصحراء" ويقع في منطقة نجوم تسمى القاعدة ، وهو ألمع نجم تراه قريباً من الأفق الجنوبي، يرى بعد نهاية أغسطس قبل شروق الشمس بقليل ويبدأ كل يوم يتقدم على شروق الشمس بأربعة دقائق، وهو ما يسمى باليوم النجمي، حتى يصل لذروته أوائل ديسمبر وحينها يكون أفضل وقت لرصده .

ولنجم سهيل حضور قوي في التراث العربي بالعموم وتراث الجزيرة العربية بالخصوص وهو ما يدل على اهتمام العرب بالنجوم ومعرفتهم الوثيقة بارتباط ظهور النجوم بالتغيرات المناخية ودخول المواسم واسترشادهم بها في رحلاتهم عوضاً عن تفصيلهم في لمعان هذه النجوم، فنجم سهيل له الحظوة العليا في هذا التراث وتليه الثريا ونجم الشمال.

و يعتبر نجم سهيل من أكثر النجوم التي يحرص العرب وغيرهم على متابعته وعلى وجه الخصوص في الجزيرة العربية، وله اهتمام خاص منذ القدم بظهورة، ففي مصر قديما كان يستدل عليه للإبحار إلى منارة فروس التي كانت موجود في العصور القديمة في مدينة الإسكندرية، وكان بعض من يعيشون في الصحراء يسمون نجم سهيل بسفينة الصحراء،رو كانت العرب تتغنى بنجم سهيل وتذكره في أشعارها ، كما يقول أبو العلاء المعري و"سهيل " كوَجْنَةِ الحِبِّ في اللَّون *** وقلبِ المحبِّ في الخفقانِ

أما عن الحاضر فقد اتخذته وكالة ناسا ، وكالة الفضاء الإمريكية وسيلة من وسائل تحديد الملاحة الفضائية، حيث من خلال تحديد موقع نجم سهيل يتم تحديد ثم توجيه بعض السفن والمركبات الفضائية إلى مساراتها البعيدة عن الكون ،وهو يعتبر ثاني أكبر نجم مضيء يمكن أن يرى بالعين المجردة وجد لحد الآن حيث أن النجم الأول هو الشعرى اليمانية أشد نجوم السماء سطوعا لنا على الأرض.

أضيف بتاريخ :2015/08/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد