آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد سامي خضرا
عن الكاتب :
باحث وكاتب إسلامي

نحن نعرف أصالة ونزاهة شعب البحرين

 

السيد سامي خضرا

عندما يعجز البعضُ عن القيام بالأمور الكبيرة يلجأ للقيام بالأمور الصغيرة ويُعطيها هالةً شكليةً أو طقوسيةً أو إعلاميةً ويُضخِّم من أمرها تضخيماً مَرَضياً وكأنه يقوم بعملية إستجرار مُتَصنَّع ليوحي للآخرين أنه يقومُ بعملٍ عظيم!

هذه هي حالنا هذه الأيام مع الذين يقفون على مسرح التطبيع في البجرين حيثُ يُعطون خطواتهم أشكالاً مُضخَّمة وأصواتاً عالية ويحاولون القول إننا نقوم بأمرٍ هامّ ويتستَّرون ويتغافلون عن أمورٍ أساسية تتعلق أولاً وأخيراً بخوفهم من شعبهم وبحركة موظفي إدارتهم الحكومية المُربكة التي لا ترضى ولا تريد خطواتٍ بهلوانية استعراضية من قبيل الإعلان عن «عدم قتال متبادل» «والقيم المشتركة»!

فالناس ترى وتدرك وتعرف وتُعايش مواطنين مشمئزِّين ومسؤولين خائفين ومُنَفِّذين مُرتَهَنين يخشونَ عقاباً أو يتلمَّسون لُقْمة عيش يحتاجونها ولا يحتاجون قرعاً لطبول فارغة.

فكلّ تجارب التطبيع أو العلاقة مع العدو التاريخي فاشلة ومُذِلَّة بل مَن قام بها لم ير إلا بؤساً مستمراً، فماذا ينتظر ممثلو مسرح البحرين؟

فناهيكَ عن التجارب الفاشلة والُمذِلَّة لمصر والأردن لا يُمكننا أن نتغافل عن تجربة قطر وموريتانيا والتي انتهت جميعها فور نزول الممثلين عن المسرح ولم تنفع كلّ الألاعيب والحكايا التي وُئدت في مَهدها.

ومعلومٌ انتفاضة الشعب الموريتاني الأصيل على حكامه الذين دفعُوا الأثمان الغالية لنتيجة بائسة.

والآن وأنا أكتُب، وصلتني صورة قديمة لبيوتات في حيٍّ بحرانيٍّ قديم مكتوبٌ على أحد جدرانها «فلسطين» و«يا قدس».

هذا مثالٌ بسيط جداً عن تعلُّق شعب البحرين المجيد بأصالته وتاريخه ودينه وأُخُوَّتهِ مع محيطه الإسلامي.

فإحتفالية الأمس بزيارة وفد التطبيع من الأميركيين والإسرائيليين إلى المنامة لم تنفع معها إطلاق عناوين كبيرة كوصف للزيارة بل يبقي الفأرُ فأراً ولو أُطلق عليه إسم أسد!

كان الاستقبال في مطار المنامة مُخيِّباً لكل اللاعبين على المسرح لدرجة «البياخة»:

إستقبالٌ باردٌ باهتٌ ومُرتبك.

كنت تشعر أنّ الجميع قلق حتى في الشكليات فهُم يريدون أن يصنعوا شيئاً ما لأهدافٍ ومطالب أميركية وإسرائيلية بالدرجة الأولى تُسمّى «اتفاقية أو معاهدة أو مُذكرة تفاهم أو علاقة إقتصادية أو سياحية…» والكلّ يشعر بالخوف والتُّهمة لدرجة مفضوحة.

والمفاجأة التي كانت سيدة الموقف هي أنّ الصحف البحرينية الأساسية كما وكالة الأنباء الرسمية تعاملت كأنها تعلَم ولا تعلَم، وكأنها موجودة وليست موجودة.

فلم تَجد حتى كلمة مُجاملة واحدة للديكور كما فعلت السعودية والإمارات في مناسباتٍ مُشابهة!

فإذا كانت الجهات الإعلامية الرسمية على هذه الحالة من البؤس فعلينا أن نتصوَّر كيف هي حالة شعب البحرين المُعارض منه والمُوالي، ومن ضمنه تلفزيون البحرين الرسمي الذي لم ينقل بطريقة مباشرة بثاً مباشراً للحدث!

بل بعد وقت قصير من «إعلان النوايا» تصدَّر وسم «بحرينيون ضدّ التطبيع موقع تويتر».

لن تطول الأيام حتى نرى تضييقاً حكومياً على كلّ مؤسسات الشعب البحريني وجمعياته ونقاباته والتي كما هو معلومٌ لكلّ مُتابع أنها ترفض كلّ أنواع التطبيع مع العدو.

فلا تأخُذْنا بعض التضليلات الإعلامية ولنَنْتَظر الأيام المقبلة التي سوف تحمل أصالة ونزاهة شعب البحرين الكريم.

صحيفة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2020/10/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد