آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد سامي خضرا
عن الكاتب :
باحث وكاتب إسلامي

ما هي حِصَّتُنا مِمَّا أَفْضتْ إليه مآلات الانتخابات الأميركية؟

 

السيد سامي خضرا

من دون تخطيط مُسبق نحن أمام أميركا جديدة… والأمر يعنينا.

فالذي يحدث في الداخل الأميركي اليوم غريبٌ أو غير مألوف على الأقل، فكأننا أمام نظامٍ جديدٍ يتقاسم وجه شَبَهٍ مع السائد في العالم الثالث.

والأكيد أنّ الشرخَ الذي تَبَدَّى خلال الانتخابات وما بعدها عميقٌ إلى درجة القول إننا أمام سلطتين ومُجتَمَعين في الولايات المتحدة الأميركية.

وطبعاً هذا له آثاره الكثيرة والكبيرة.

سيقول البعض إنّ معركة ترامب خاسرة، لكن الواقع يقول إنه إلى الآن لم يعترف ولم يُسَلِّم بل ما زال يُصعِّد.

ويبدو من إصراره المُعلَن أنّ هناك تصرفات غير منطقية:

فالبيت الأبيض أمَر الوكالات الفيدرالية بتجنُّب التعاون مع فريق بايدن الإنتقالي مع أنّ القانون يُلزم الإدارة بتقديم كافة التسهيلات لفريق المُرشح الفائز والتي من بينها تسليمهُ ستة ملايين دولار لتيسير أعماله.

وفي نفس السِّياق الغريب ما أُعْلِن عن جولة لبومبيو إلى العديد من دول العالم في وقت تواجه أميركا تحديات دولية على صعيد القرارات والمواقف التي اتخذها ترامب والإرث الذي تركه والذي لم يكن سهلاً إطلاقاً بل هو عِبءٌ على الرئيس الجديد:

إنْ كان في ما يتعلق بالعَبَث بالتحالفات الدولية وهي حجرٌ أساس في الإستقرار الدولي،

أو الانسحاب من الإتفاقيات والمؤسسات العالمية، فضلاً عن الإنتهاكات المتكررة للأعراف العامة، فلا ننسى فصل الأطفال المهاجرين عن ذويهم عند الحدود الأميركية المكسيكية،

إضافةً لقرار انسحاب القوات الأميركية من ألمانيا،

وتفاقم الخلافات المالية للقوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية.

أو تجاه الملف التجاري مع الصين وتزويد أوكرانيا بالأسلحة وملف التطبيع بين الكيان اللقيط وبعض دول الخليج.

وكيف ننسى موقفه المعلوم من منظمة الصحة العالمية أثناء جائحة كورونا!

فنحن اليوم أمام أزمةٍ دستوريةٍ حقيقية، حيث أنّ عشرات الملايين من الأميركيين الذين انتخبوا ترامب ولهم دورهم الخطِر والعنصري والميِلِيشياوي هؤلاء جميعاً ما زالوا مُعجبين بتهوُّره، ويقابلهم النصف الآخر من الشعب الذي لا يرضى بذلك ويواجه.

إذاً ليس سهلاً ما أفضت إليها مآلات الانتخابات.

وكلّ التوقعات بما فيها التي كانت مُسْتبعدة باتتْ واردة بل يُتَكلَّم عنها علناً، ومنها:

ماذا لو رفضَ ترامب مغادرة البيت الأبيض أو حرَّض أنصاره على تحركٍ مُسلح أو تحرَّكوا من تلقاء أنفسهم؟!

وبالمناسبة:

في القانون المحلّي لأريزونا يُسمح للمتظاهرين بمحاصرة مراكز عدِّ الأصوات وهم مدجّجون بالسلاح الظاهر!

وماذا لو تطوَّر الوضعُ أكثر باتخاذ قرار طرد ترامب من البيت الأبيض؟

وعلى كلّ حال:

النتيجة الآن أنّ معظم من يتعاطى مع الولايات المتحدة الأميركية يشعر أنه يتعامل مع دولة لا يمكن الاعتماد عليها.

وهذا جَلَبَ أضراراً كثيرة على السياسة الخارجية الأميركية المُضطَرِبة أصلاً.

وكل اضطرابٍ في السياسات الدولية والتحالفات والاتفاقيات لا بدّ أن يكون سيّئ النتيجة.

فعدم الإستقرار له أثمانه.

المهمّ أنّ أميركا اليوم تواجه مشكلة حقيقية لعلها لم تألفها منذ أن تواجدت بقوة على الساحة الدولية في مؤتمر الصلح بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مع الرئيس ويلسون.

 ونحن لنا حصَّة مما يجري فتأثيرات الانتخابات الأميركية تطال أكثرية مَنْ يعيش على هذه الأرض ولا تتعلق بالشعب الأميركي فقط.

ولكلّ واحدٍ منهم نصيبٌ سلبيٌ أو إيجابي من نتائجها انعكاساً لدور أميركا في بلاد العالم على كلّ النواحي تقريباً ومنها بلادنا.

فَلْنَتَرقَّب…

جريدة البناء
 

أضيف بتاريخ :2020/11/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد