التقارير

#تقرير_خاص : الخلاف السعودي الإماراتي قيد الظهور العلني.. "أوبك" أول المتضررين

 

رائد الماجد..

ظلت خلال السنوات الأخيرة الماضية المواقف بين أبو ظبي والرياض متباينة في كثير من المواضيع والقضايا الإقليمية، لكن الجانبان يتحاشيا الإشارة إليها رسمياً؛ باستثناء ما يأتي على لسان محللين وأكاديميين وبعض نشطاء البلدين المقربين من دوائر صناع القرار.

ومؤخراً، ظهرت بعض الخلافات إلى العلن، وتصاعدت بشكل كبير، ما يشير إلى حدوث تغييرات جوهرية في التحالف بينهما أبرزها التقارب مع قطر، لكن السؤال المطروح هو ما إذا كان الخلاف وشيك أم مجرد تبادل أدوار بينهما؟

عدا عن ذلك، توضح بشكل جلي مؤخراً، أن الإمارات العربية المتحدة صعدت التوتر مع المملكة العربية السعودية وروسيا، الحليفين النفطيّين، مع طرح المسؤولين فكرة مفاجئة: أبوظبي تفكر في الانسحاب من تحالف أوبك +.

هذه الخطوة غير عادية لأن الإمارات العربية المتحدة تجنبت منذ فترة طويلة الاشتباكات العامة، مفضلة حل النزاعات بهدوء خلف الأبواب المغلقة، ومن غير الواضح ما إذا كان التحذير عبارة عن مناورة لفرض مفاوضات حول مستويات الإنتاج، أو أنه يمثل مناقشة سياسية حقيقية، وفقاً لتقرير وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

تصاعد التوتر بين الرياض وأبو ظبي منذ أواخر الصيف الماضي، عندما زادت الإمارات إنتاجها فوق حصتها في أوبك+، مما دفع جارتها إلى التحذير الشديد، إذ تتخذ الإمارات العربية المتحدة خطاً بعيداً بشكل غير معتاد عن جارتها الخليجية.

لكن يبدو أن السعودية بعد هذه الخطوة محبطة من الإمارات بسبب رفضها تخفيض إمدادات النفط؛ ما يوحي بأن الإمارات خرجت من تحت جناح النفوذ السعودي في أوبك وهنا ستكمن التصدعات.

بسبب هذا الإحباط عرض وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان التنحي عن منصب نائب رئيس لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في أوبك، وعُرض منصب نائب الرئيس على الإمارات، لكنها لم ترغب فيه، ورغم أن الوزير السعودي مستاء للغاية، لكنه لن يخرج عن التوافق.

موقف الإمارات زاد التعقيدات بعدما اشترطت أبو ظبي التزام الدول الأعضاء بتعهداتها بشأن تخفيضات الإنتاج لكي تؤيد التمديد.
إلى ذلك، قال المصرف الأمريكي في تقرير حول توقعات النفط، أن الأسواق ما زالت تعاني بسبب فائض المعروض والخلافات السياسية داخل مجموعة "أوبك+" مضيفاً أنه "حتى إذا تم الحفاظ على الانضباط خلال 2021، إلا أن الخلافات بين الإمارات والسعودية حول سياسة الإنتاج يمكن أن تظهر مرة أخرى في أي وقت".

يبدو أن أبوظبي تلعب دورا مشبوها الوسط الخليجي الداخلي وازداد أكثر هذا الدور بعد التطبيع وتوقيعها اتفاق "السلام" مع "إسرائيل"، فهذه الخلافات لا تخدم إلا جانب واحد.

أضيف بتاريخ :2021/01/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد