آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
يوسف الشهاب
عن الكاتب :
كاتب كويتي

فتاوى.. مشايخنا الأطباء

 

يحتار الكثير من المرضى مع اختلاف فتاوى الأطباء، وما أكثرها في مستوصفاتنا ومستشفياتنا، أحدهم يصف دواء للمريض فيأخذه وهو ساكت لا تعليق له لأنه لا يفقه بالطب ولا بأسرار الأدوية وتركيبتها وأعراضها الايجابية أن توافرت، أو السلبية، وهذه الأخطر بالطبع يذهب المريض لتناول هذه الأدوية وفق تعليمات المحروس الطبيب، ولا حيلة له ما دام يريد استعادة عافيته وما باليد حيلة.. وبعد أيام قد يضطر هذا المريض للعودة ثانية إلى المستوصف أو المستشفى للمراجعة من ذات المرض.

وبعد الفحص وقائمة الأسئلة والأجوبة بين الجانبين، يحرر الطبيب وصفة دواء آخر للمريض، فيأخذه لكنه أي المريض حين يعرض على الطبيب الدواء الذي أخذه من سلفه وزميله الطبيب الآخر يأتي الجواب الذي يبط الكبد من أعطاك هذا الدواء أنه لا يصلح لك ولا تأخذه ومكانه سلة المهملات! تعجب من الكلام بالطبع وتستغفر الله وتستعيذ به من كل شيطان رجيم وتخرج من العيادة وأنت في حيص بيص لا تدري أين تلقي مرساك بين فتاوى الأطباء؟ أيضا تنفذ الأوامر وتأخذ دواء الطبيب الآخر وأمرك إلى الله ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه، لكنك مع كل هذا لن تنتهي من الحوسة والطوشة بين الأطباء، اذ يطالعك طبيب ثالث وربما رابع وأكثر حين تذهب لأي منهم يفاجئك بفتوى يدحرجها عليك، وكأنه قد سكب عليك ماء باردا بالشتاء. الزمهرير.. خير يا دكتور.. ويقول لك، لا خير لكن الدواء اللي معاك لا يصلح للاستعمال لك؟ وتسأل لماذا وهو من طبيب آخر زميل لك، الطبيب غلطان في وصف هذا الدواء وبه أعراض لطبيعة المرض ونوعيته فلا تجد من سبيل إلا رميه في سلة المهملات بانتظار وصول سيارة البلدية لتبدأ مرحلة جديدة مع دواء جديد، ويتحول بعدها بطنك إلى سندويتش مشكل من كوكتيل الأدوية.

كل هذه الفتاوى الطبية المختلفة ضحيتها في المرضى الذين لا هم لهم سوى بلع الأدوية بأوامر واجتهادات متباينة وغير متطابقة من هذا الطبيب أو ذاك، ولا أحد يعلم متى يتفق مشايخنا أصحاب الفضيلة الأطباء على فتوى واحدة بشأن دواء واحد لأعراض واحدة من المرض يشتكي منها مريض واحد لا مجموعة من المرضى وبأمراض مختلفة. الضحية هو المريض دائماً ولا عزاء لأي أعراض جانبية قد تأتي من هذا الدواء أو غيره مادام فضيلة الشيخ الطبيب يعطي فتواه و.. بس.. ولا يهم ان كانت في مكانها أو بعيدة حتى عن طبيعة المرض ونوعيته.

* * *

• نغزة

لا أدري إن كان مشايخنا الأطباء ينظرون إلى المرضى وكأنهم مختبر تجارب لهم يجرون عليهم تجاربهم لمعرفة الصالح منها، وإلا ما حكاية هذا الاختلاف في الوصفات الطبية مع إن المرض واحد أمامهم.. طال عمرك.

 

الكاتب: يوسف الشهاب

 جريدة القبس الكويتية.

أضيف بتاريخ :2015/10/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد