التقارير

#تقرير_خاص : كيف تتعامل #السعودية مع التخلي الأمريكي عن #أفغانستان ؟


محمد الفرج..

ربما لم يخطط الأمير "خالد بن سلمان" لهذا، لكن توقيت رحلته إلى موسكو الأسبوع الماضي أرسل رسالة واضحة إلى واشنطن، فمن خلال عدم تأجيل الزيارة، أشار نائب وزير الدفاع السعودي إلى أنه يحاول تأمين رهانات مملكته من خلال توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مع روسيا، في وقت تتخبط فيه الولايات المتحدة لإجلاء آلاف الأشخاص بعد سيطرة "طالبان" على كابل.

توترات وتساؤلات سعودية

ربما أرادت السعودية أن ينظر إليها على أنها تحوط رهاناتها في كل الأحوال، بوجود أو عدم وجود إخفاق أمريكي، حيث تدرك المملكة أن روسيا ستستغل الفرص التي أنشأها الفشل الأمريكي في أفغانستان، لكنها لن تكون مستعدة ولا قادرة على استبدال الولايات المتحدة كضامن لأمن الخليج.

ومع ذلك، ترغب السعودية في الاستفادة من توتر الولايات المتحدة في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن تحديد الخطأ الذي حدث والتكيف مع حقيقة أن أفغانستان ستحكمها "طالبان" مرة أخرى.

وفي عام 2001، أطاحت الولايات المتحدة بالحركة من السلطة لأنها آوت عناصر "القاعدة" الذين خططوا لهجمات 11 سبتمبر/أيلول من أفغانستان، ولا يزال هناك وجود لـ"القاعدة" في أفغانستان، إلى جانب مختلف الجماعات المسلحة الأخرى، لكن "طالبان" تصر على أنها لن تسمح لأحد بشن هجمات على بلدان أخرى من الأراضي الأفغانية.

ومع ذلك، فإن الاستعداد لاستغلال التوترات الأمريكية قد يشير أيضا إلى توترات في السعودية، فالانسحاب الأمريكي من أفغانستان يثير أسئلة لدى الرياض.

فهل ما زالت الولايات المتحدة موثوقة فيما يتعلق الأمر بالدفاع عن المملكة وشبه الجزيرة العربية؟ وهل أدى التحرك الأمريكي لتقويض الثقة في قدرة واشنطن على التفاوض على إحياء الاتفاقية النووية الإيرانية إذا بدأت المحادثات مرة أخرى؟ وهل يمكن أن تصبح أفغانستان ساحة معركة في إطار التنافس بين السعودية وإيران، على الرغم من سعي الجانبين لتخفيض التوترات؟

تأمين السعودية لرهاناتها

وعلى نفس المنوال، لاحظ بعض المحللين أن السعودية لم تشترك مع دول الخليج التي ساعدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الإجلاء من أفغانستان، وبدلا من ذلك، أرسلت نائب وزير دفاعها إلى موسكو.

وأشار آخرون إلى أن السعودية اختارت أن تظل على الهامش وتؤمن رهاناتها، بالنظر إلى تاريخها مع "طالبان"، فحتى عام 2001، كانت السعودية ذات نفوذ كبير على الجهاديين الأفغان الذين مولتهم خلال الحرب ضد السوفييت في الثمانينيات.

كما كانت أيضا واحدة من 3 دول تعترف بحكومة "طالبان" في أفغانستان عندما استحوذت على السلطة للمرة الأولى في عام 1996، وكان هناك 15 سعوديًا من المرتكبين الـ19 لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.

وبحلول ذلك الوقت، كان التأثير السعودي قد انحسر بالفعل، كما تجلى في رفض "طالبان" لتسليم "أسامة بن لادن" قبل وقوع الهجمات.

وإذا أصابت توقعات "كيليام" فمن شأن ذلك أن يخالف سجل "طالبان" بعدم العمل خارج حدود أفغانستان (عدا باكستان) على الرغم من أنها تسامحت مع وجود مقاتلي "القاعدة" وغيرهم على الأراضي التي تسيطر عليها.

أضيف بتاريخ :2021/08/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد