قصة وحدث

انتفاضات الأقصى

 

بين التحرك والاضطراب مصطلح قديم اسمه "انتفاضة"، و تعني الانتفاضة لغة في معجم لسان العرب لابن منظور: نفضت الثوب والشجر إذا حركته لينتفض، وكذلك جاء في المعجم الوسيط: انتفض الشيء: تحرك واضطرب.

 

و استُعمل هذا المصطلح لأوّل مرّة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية في أول بيان صدر عن حماس الذي تم توزيعه لأول مرة في غزة يوم 11 ديسمبر سنة 1987، وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على التظاهرات العارمة التي انطلقت.

 

وقال البيان: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة، رفضاً لكل الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السّلام الهزيل، وراء المؤتمرات الدولية الفارغة"، ليدخل المصطلح ميدان الصحافة العربية والغربية التي تناقلته بلفظه العربي ،كما تواردته ألسنة المحللين والمؤلفين حتى في داخل الوسط الإسرائيلي حيث ألف الصحفيان زئيف شيف وإيهود يعاري كتاب عن هذه الفترة التاريخية وأسمياه "انتفاضة".

 

 

في 1917، ضمن الحرب العالمية الأولى، احتل الجيش البريطاني المتجه من مصر منطقة فلسطين، وفي 1922 تأسس الانتداب البريطاني على فلسطين بموجب قرار عصبة الأمم في مؤتمر سان ريمو عام 1920، الذي كان فيه "وعد بالفور "، و كان من ردود الفعل العربية الفلسطيننية لوعد بلفور عقد أول مؤتمر وطني فلسطيني عام 1919 رافضا له كونه كان وعد من لا يملك لمن لايستحق وكون فلسطين هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.

 

وفي أبريل 1920 حدثت أولى الأزمات العنيفة بين العرب واليهود في سلسلة من الأزمات كانت ذروتها بين السنوات 1933 و1936 في الثورة الفلسطينية الكبرى والتي تطورت بعد انتهاء الانتداب إلى اسم القضية الفلسطينية أو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، و في ثورة القدس عام 1920 م احتشد الفلسطينيون من مختلف مدن فلسطين، في القدس كان العديد من اليهود يحتفلون كعادتهم كل عام بما يسمى موسم النبي موسى. وفي 4 أبريل اندلعت اشتباكات عنيفة بين المحتفلين واالفلسطينيين المقدسيين.

 

 

تصاعدت الأحداث في فلسطين منذ استشهاد عز الدين القسام، وكان فرحان السعدي قد استمر بعده بتنظيم الهجمات المسلحة على القوافل البريطانية واليهودية في فلسطين حتى قبضت عليه القوات البريطانية، وفي 15 أبريل 1936 اشتبك الفلسطينيون مع جماعة من اليهود الصهيونيين في طريق نابلس طولكرم، فقتل ثلاثة من الفلسطينيين، وفي الليلة التالية قتل فلسطينيين قرب مستعمرة بتاح تكفا، وفي اليوم التالي جرت اشتباكات بين العرب واليهود في يافا وتل الربيع قتل فيها ثلاثة من اليهود، ففرض نظام منع التجول في يافا وتل الربيع، وأعلن قانون الطوارئ .

 

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين، مما حدا ببريطانيا إلى احالة المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، وفي الفترة التي تلت ذلك، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية من جميع الاطراف، وكانت لدى الصهاينة خطط مدروسة قامت بتطبيقها وكانت تسيطر على كل منطقة تنسحب منها القوات البريطانية، في حين كان العرب في حالة تأزم عسكري بسبب التأخر في القيام باجرائات فعّآلة لبناء قوة عربية نظامية تدافع عن فلسطين، ونجحت القوات الصهيونية باحتلال مساحات تفوق ما حصلت عليه في قرار التقسيم، وخرجت اعداد كبيرة من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بسبب المعارك وخوفا من المذابح التي حدثت والقصف الصهيوني.

 

في عام 1967 قام الجيش الإسرائيلي باحتلال الضفة الغربية من نهر الأردن التي كانت في ذلك الحين جزء من الأردن، كما احتل قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية بالإضافة إلى مناطق أردنية أخرى في الشمال، وعرفت هذه الحرب باسم حرب الايام الستة، ودخلت القاموس الفلسطيني باسم النكسة واحتلت إسرائيل سيناء.

 

 

و حدثت الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، وسمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة،والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

 

استمرت الانتفاضة من قبل القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد. بدأت الانتفاضة يوم 8 ديسمبر/ 1987، وكان ذلك في جباليا، في قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين.

 

و يعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز «إريز»، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي فلسطين منذ سنة 1948، هدأت الانتفاضة في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

 

 الانتفاضة الفلسطينية الثانية 2000 م

 

كانت بداية انتفاضة الأقصى في تاريخ 28/9/2000 ردة فعل شعبية على دخول ارئيل شارون أحد باحات المسجد الاقصى المبارك، وقد عملت حركات المقاومة على استمرار الانتفاضة وتصعيدها حتى تحولت إلى مقاومة مسلحة في مواجهة ترسانة الحرب الإسرائيلية.

 

في يونيو 2002 بدأت الحكومة الإسرائيلية ببناء جدار فاصل داخل الضفة الغربية، قائلة بأن الهدف من بناء الجدار هو حماية مواطنيها من "الهجمات الإرهابية" والحفاظ على أمنها، وأدى بناء الجدار إلى تحديد الحركة بين مناطق الضفة الغربية، كما حدّ من الحركة إلى إسرائيل بالإضافة إلى خلق مناطق مغلقة وجيوب محصورة خلف الجدار لا يستطيع السكان الفلسطينيون الوصول إليها إلا بتصاريح خاصة، وكذلك إلى حصر ما يقدر ب 5000 فلسطيني خلف الجدار.

 

وبعد حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، ازدادت الاحتجاجات و امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.

 

والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط إطلاق الجنود الإسرائيليين النار ، وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه.

 

 

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة (مسيرة العودة الفلسطينية)

 

حركة شبابية نشأت عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك تدعو إلى الانضمام إلى مجموعة من المسيرات المليونية للعودة إلى فلسطين في يوم 15-5-2011 (5 أيار/مايو) والذي يصادف الذكرى 63 للنكبة أي ذكرى احتلال فلسطين عام 1948.

 

 و تمت الدعوة لها بعد اندلاع موجة الاحتجاجات والثورات في الوطن العربي مطلع عام 2011 م. وقد أطلق عليها اسم "مسيرة العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948" والتي تم تهجير أجدادهم وأبائهم منها ومن ثم تأسيس دولة الاحتلال ( ما يسمى إسرائيل) على أنقاضها.

 

ويعتمد المتظاهرون في مسيرة العودة على القرار الأممي 194 الذي ينص على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى القرى والمدن التي تم تهجيرهم منها نتيجة لحرب 1948.

 

وكانت نقطة الانطلاق -حسب موقع فيسبوك- من 30 نقطة تنتشر على طول حدود الدول المحيطة بفلسطين التاريخية؛ وهي الأردن، سوريا، لبنان ومصر،و خرجت عدة مظاهرات شارك فيها الآلاف في فلسطين وسوريا والأردن ولبنان ومصر مؤكدين على حق العودة، وكانت النتيجة: حوالي 15 شهيد قامت قوى الاحتلال الصهيوني بإطلاق الرصاص الحي عليهم 10 منهم استشهدوا على الحدود اللبنانية الفلسطينية.

 

 

عبرت أواسط إسرائيلية وجهات أمنية عن قلقها من تزايد أعداد المنضمين لصفحة الانتفاضة على الفيسبوك والتي أنشئت في 6-3-2011، وقارب عددهم ثلاثمائة ألف خلال أسبوعين، فيما طلب وزير الإعلام الإسرائيلي يولي إدلشتاين من مؤسس الموقع مارك تسوكربرغ إغلاق الصفحة.

 

 و تم إغلاق الصفحة بعد أن حصلت على 350 ألف مشترك وقال متحدث باسم الشركة المالكة لموقع الفيسبوك أنه تم حجب الصفحة بعد ظهور دعوات "للعنف"،وحسب موقع الانتفاضة فإن موقع اليوتيوب قام بحذف فيديو باللغة الانجليزية للأنتفاضة الفلسطينية الثالثة لأنه كان يخاطب الشعب الغربي المخدوع ويكشف جرائم إسرائيل.

أضيف بتاريخ :2015/10/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد