التقارير

#تقرير_خاص : من يستغل حاجة الآخر لإعادة الدفء للعلاقات.. #بايدن أم #ابن_سلمان؟

رائد الماجد..

ابتلع الرئيس الأميركي، جو بايدن كلّ وعوده بعدم التعامل شخصياً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، متغاضياً عن الإساءات المباشرة التي وجّهها إليه الأخير، برفض الردّ على اتّصالاته الهاتفية، والصراخ في وجه مستشاره للأمن القومي، والسخرية منه في بعض البرامج التلفزيونية السعودية، فإن الثمن المطلوب لجميع ذلك لا يبدو مضموناً على أيّ حال.

فبعد أن سيطر الفتور على العلاقات بين البلدين منذ تولي بايدن الرئاسة؛ على خلفية واقعة مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، يجري مسؤولو إدارة بايدن محادثات مع السعوديين حول ترتيبات اللقاء المباشر الذي سيجري خلال رحلة خارجية للرئيس الأمريكي الشهر المقبل، وفق ما قاله مسؤولون سابقون وحاليون.

وزيارة نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير "خالد بن سلمان"، إلى واشنطن كمبعوث لأخيه الأكبر، الحاكم الفعلي للمملكة، جاءت بمثابة تمهيد للقاء المنتظر.

الانتخابات قادمة في أمريكا، وأسعار النفط في أعلى مستوياتها، وربما  يفكر بايدن بمنح محمد بن سلمان المقابلة التي يرغب بها وجها لوجه، مقابل رفع إنتاج النفط.

وما يجري الحديث عنه في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص ملامح الصفقة المحتملة بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ووليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، يشير إلى أن الأوّل يصل دائماً متأخّراً، وربّما بعد فوات الأوان؛ إذ يبدو أنه سيقدّم الكثير للأخير، في العلاقة مع السعودية.

انتقل بايدن، خلال ما مضى من عهده حتى الآن، من حال الهجوم المتصاعد، الذي ولّد انطباعاً بأنه يسير بخُطى ثابتة نحو الإطاحة بابن سلمان، إلى التراجع السريع، حتى الخضوع لوليّ العهد

يرجح كثيرون أن الصفقة المحتملة بين أمريكا والسعودية تشمل التجهيز لتنصيب ابن سلمان ملكاً وإخضاع الأسرة لذلك، وإنهاء عزلته بإغلاق ملفّه في القضاء الأميركي، وتسوية قضية المعارض سعد الجبري بإطلاق سراح ابنَيه المعتقلَين في سجون ابن سلمان، وإطلاق سراح بعض معتقلي الرأي وخاصة من الشيعة لتبييض سجلّه السيّئ، وزيادة إنتاج النفط تلبيةً لطلب أمريكا.

ما سيحصل عليه بايدن مقابل ذلك هو التزام من ابن سلمان بزيادة إنتاج النفط في «أوبك»، لكن لا وليّ العهد السعودي ولا غيره من حكّام مجلس التعاون يستطيعون التحكّم بسوق النفط، وإن كان بإمكانهم التأثير فيها. ولو كانوا يستطيعون ذلك، لما انهارت الأسعار إلى ناقص 37 دولاراً للبرميل في ذروة أزمة «كورونا»، فالواضح أن الوعود التي قد يقدمها ابن سلمان لبايدن ستكون وهمية.

أضيف بتاريخ :2022/05/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد