التقارير

#تقرير_خاص: كيف استغلت السعودية زيارة الرئيس الصيني لإعادة مكانتها في الشرق الأوسط؟

رائد الماجد...

اختتم الرئيس الصيني "شي جين بينغ" زيارته إلى الرياض، بعد قمم ثلاث، أولها مع الدولة المضيفة، والثانية مع دول الخليج، والأخيرة عربية، بحث خلالها مع قادة تلك الدول آفاق التعاون بين الصين والدول العربية والمصالح المشتركة.

زيارة وصفتها بكين بأنها "النشاط الدبلوماسي الأكبر مع العرب" منذ تأسيس الجمهورية الشعبية، حيث التقى "شي" نحو 16 من ممثلي الدول العربية وقادتها، بحثت المصالح المشتركة وفتح أفق التنمية، والشراكة في إيجاد حلول للأزمات الدولية والإقليمية.

الزيارة تمثل مستوى جديد في العلاقات، وهو ما ظهر في تصريحات "شي" الذي قال إن القمم الثلاث تفتح الباب أمام توسيع أفق التعاون الثنائي.

وتأتي كلمة السر في فتح مساحات شراكة تتيح تواجدا صينيا أكبر في الشرق الأوسط، حيث يمكن تلخيص نتائج الزيارة بأنها تحمل مكاسب كبيرة للصين، كما لاقتصادات الخليج، وتأتي ضمن الوتيرة الصينية التي تبتعد، ولو بشكل راهن، عن إحداث صدمات كبرى في التوازنات العالمية، والتي لم تصل بعد إلى مرحلة قلْب الطاولات.

وبمعزل عمّا يمكن أن تصل إليه زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، وما إذا كان من المبالغة القول إنها تشكّل "نقطة تحوّل" في موقع هذه المنطقة النفطية من التحالفات العالمية أم لا، فإنها تمثّل حدثاً كبيراً، لا في سياق ما صار يُعرف حالياً بالصراع بين الإدارة الأمريكية والنظام السعودي فحسب، وإنّما أيضاً في سياق تعزيز بكين حضورها في مزيد من المناطق التي كانت حكراً على الأمريكيين حتى وقت قريب.

في المقابل، يسعى السعوديون إلى تعظيم المردود السياسي لهذه الزيارة، لتوجيه رسالة مباشرة إلى الأمريكيين في زمن الخلاف الكبير معهم، وتحديداً مع الإدارة الديموقراطية الحالية، بأن التحالفات البديلة موجودة إن هم قرّروا سحْب الضمانة الأمنية التي ما زالوا يوفّرونها للنظام السعودي وإخوته في الخليج.

لكن المشكلة الحقيقية بالنسبة إلى السعودية، بَعد الزيارة كما قَبلها، تبقى في تراجع مكانتها ومكانة الشرق الأوسط عموماً في التفكير الاستراتيجي الأمريكي.

أضيف بتاريخ :2022/12/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد