آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
راشد محمد الفوزان
عن الكاتب :
ماجستير بالإدارة، كاتب يومي بجريدة الرياض،مدير مكاتب CNBC عربية بالمملكة، حاصل على جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب الاكثر تاثيرا بالإقتصاد

طبيبة سعودية.. بين المنع والقبول


راشد محمد الفوزان ..

حادثة إطلاق النار على طبيب النساء والولادة المتداولة قصته، ولن أدخل في تفاصيل القصة فهي تحت قبة البحث والتحري والقضاء الآن، ولكن مما قرأت أن السبب هو رفض الزوج أن يولد زوجته طبيب "رجل" بل امرأة، السؤال هنا قانونيا هل يعتبر الرجل هو المسؤول عن زوجته لدرجة أن يحدد كيف تعالج وتطبب؟ لننظر للصورة في حال حصلت أزمة "نزيف" مثلاً وهي تحدث بمثل هذه الحالات، وهو طلب "الزوج" أن لا يولّد زوجته إلا طبيبة" هذا في حال هو من يملك القرار والحق، ونلحظ هنا أن المرأة ليس لها قرار!" وحصل النزيف ولن يكون المعالج في مثل هذه الحالات إلا طبيبا "رجل" ما الحل ؟! هل ينتظرون موافقة الزوج الذي افترضنا أنه هو صاحب الحق بإنسانة أخرى وهي المرأة؟ وان افترضنا تركت المرأة بلا تدخل الطبيب ونزفت المرأة حتى الموت أو مضاعافات خطيرة، أو حصلت وفاة، هل سيرضى الزوج بأن تتوفى زوجته لمجرد أن الطبيب لم يطلب تدخله؟ وأن الطبيبة لم تكن متقنة ومتمكنة من حالات النزيف؟ لا بد بعد ذلك أن يرفع شكوى "الزوج" لا الزوجة التي قد تكون توفيت، عن سبب عدم تدخل الطبيب أين كان ولماذا إلى آخر شكوى متوقعة؟ لن يجبر أحد على ما لا يريد، ولكن يجب أن ننظر إلى مجتمعنا الذي يتحفظ "بشريحة منه" على عمل المواطنة السعودية كطبيبة، بل وقد يعيبها لهذا العمل، والتحفظ كبير وموجود، حتى أن التوسع في قبول الطبيبات السعوديات بمستويات ليست عالية وكبيرة ونحن بأمس الحاجة له.

نستغرب ممن يرفض دخول ابنته أو من مجتمعه إلى الحقل الطبي سواء طبيبة أو ممرضة أو أي ما يخص القطاع الطبي، ثم يذهب للمستشفى ليبحث عن طبيبة سعودية، كيف يمكن تركيب هذه المعادلة والتناقض الذي نعيشه، نريد طبيبة سعودية ونرفض أن تدخل القطاع الطبي ونتحفظ والبعض بل يرفض الزواج منها أو قبولها في مجتمعنا، تناقض كبير وغريب ولا تفهم له معنى أو قيمة، من هنا يجب التوسع بقبول الطالبات السعوديات والتوسع بالتخصصات، سنجد الطبيبات السعوديات من مختلف المناطق بالمملكة، ولا يوجد إجبار أبدا، بل فتح القبول فهناك من يريد الدخول والفرصة للمجال الطبي، وتنويع القبول بين مختلف المناطق، نحتاج التوعية والتوسع بالقبول، والتحفيز والتشجيع لكي نجد طبيبات وممرضات سعوديات، ونلغي فكرة، نحتاج طبيبة سعودية ولكن لا نقبل أن تكون ابنتي أو بنتك، لن يجبرك أحد، لكن هناك من يريد وهي خدمة إنسانية كبيرة يحتاجها الجميع.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/05/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد