آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد المحسن هلال
عن الكاتب :
كاتب سعودي

لماذا يذهبون للخارج


عبدالمحسن هلال ..

برغم فرص الاستثمار التي شرعت أبوابها وفتحت نوافذها، وبرغم أن رؤية المملكة المستقبلية بنيت على محور الاستثمار في توجه بدا طاغيا لمشاركة القطاع الخاص في مشاريع التنمية وتنويع مصادر الدخل، برغم كل الوعود الحكومية والتسهيلات والإعفاءات وخطوات هيئة الاستثمار لتشجيع الاستثمار والمستثمرين، لم نسمع بعد عن إبداء رغبة أو مبادرة للقطاع الخاص للمشاركة في المشاريع المقترحة أو التقدم بمشاريع خاصة تملأ فراغ الاستثمارات المحلية، بل على العكس نشاهد نفورا من السوق المحلي وتوجها متزايدا نحو الاستثمارات خارج الوطن ونزوحا أو هجرة لرؤوس الأموال.

ليست القضية ترددا أو عدم وضوح رؤية أو ما يقال دوما عن جبن رأس المال، ولكيلا أذهب بعيدا سأقول إنها عدم ثقة وعدم اطمئنان للسوق المحلية ومتطلباتها، لكنه يظل موقفا سلبيا من قطاع كنا نؤمل فيه أفضل مما قدم. أمامي عدة أمثلة مما نشر عن هذا التوجه وربما ما لم ينشر أكثر، أختار بعضها لضيق ذات المساحة، وفد من مجلس الغرف يبحث في السويد عن فرص للاستثمار، 35 مليار جنيه لتدشين أول شراكة سعودية مصرية لمشاريع سكنية، وحسب الخبر سيوفر المشروع 200 ألف وظيفة، وتظل مشاريعنا السكنية هنا راكدة ويظل شبابنا ينتظرون فرصا وظيفية قادمة، حتى سيدات الأعمال قفز بعضهن فوق الحدود وسجلن حضورا لافتا في شراء الشقق المفروشة في سوق دبي للاستثمار العقاري، أكثر من هذا يتبرع وزير ماليتنا ببحث حلول لعقبات المستثمرين السعوديين في السودان مع وزارة الاستثمار السودانية، ليته يسرها لهم هنا أكثر بتسريع مستخلصاتهم وحقوقهم المتأخرة، أما الأكثر لفتا فدعوة رئيس وزراء كوريا الجنوبية للمستثمرين السعوديين للاستثمار في البنى التحتية لبلدهم باجتماعه الأخير معهم بغرفة جدة.

سواء كان الاستثمار في البنى التحتية أو في المشاريع السكنية، وكلاهما عليه طلب مهول، أو في أي من المشاريع الأخرى المطروحة، فإنها جميعا تبدو واعدة ومجدية اقتصاديا، فما هي عوائق مستثمرينا، هل هي من النوع الذي يمكن حله إذا اجتمعت وفود الغرف التجارية المتجهة للخارج مع وزير المالية أو وزير العمل، أم أنها تكمن في العمالة وتجارة الاستقدام، أم تراها في العقود والأجور؟ ما الفرق بين قدوم شركة أجنبية بعمالتها وشركة محلية تستقدم عمالتها، في الحالين لا يستفيد العاطلون من أبناء الوطن، برغم أن المواطن يضحي بخدمة وسلعة أفضل تشجيعا لصناعته المحلية ولا يقابله تشجيع مماثل من أرباب هذه الصناعات والمستثمرين فيها، فمتى يصبح قطاعنا الخاص قادرا على المنافسة مع الأجنبي، وقبلها قادرا على الإفادة من الفرص المتاحة وخدمة نفسه وأبناء وطنه؟

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/05/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد