آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
بسام أبو شريف
عن الكاتب :
أحد المستشارين السابقين للراحل ياسر عرفات . وهو من مؤسسين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . صاحب وثيقة أبو شريف حول السلام .

الولايات المتحدة هي المتآمر الرئيسي على سوريا وفلسطين.. وعشرون ألف ضابط وجندي وإداري أوروبي في سورية

 

 بسام أبو شريف ..

قد يشعر المواطنون في الشرق الأوسط بنوع من الضياع حول ما يدور على أرض المعارك وما يدور في الردهات السياسية وتفاقم العنف وامتداده لأوروبا والولايات المتحدة.

 

والضياع يشمل عدم وجود تأكيد أو نفي لوجود عسكري ميداني مقاتل للولايات المتحدة في سوريا كما هو في العراق؟ وكذلك عن وجود أو عدم وجود قواعد مقاتلة للأسلحة الفرنسية المختلفة – سلاح الجو وسلاح الصواريخ والمدفعية وسلاح الدبابات وكذلك هنالك عدم وضوح لطبيعة الوجود العسكري البريطاني على أرض سوريا .

 

فما هي الحقيقة؟ وما هو المتوقع ؟

 

الصورة العامة لم تختلف رغم كل المفاوضات والمباحثات والأخذ والرد.

ففي لحظات من قول الحقيقة قبل أن يمكن أوباما من إعادة بلعها قبل انتشارها تبرز الحقيقة .

 

وهي ضلوع الولايات المتحدة حتى أخمص قدميها وابتداء من رأسها في مخطط يستهدف إنهاء آخر معقل عربي يدعو لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ويعمل لتحرير الأرض ويرفض الاعتراف بإسرائيل.

 

وهذا الموقع هو سوريا والعراق ، فقد ظن الأمريكيون أن تصفية الجيش العراقي مع تصفية نظام حزب البعث في العراق سوف يأتي بنظام جديد وجيش سيحتاج الأمريكيون إلى عقود لبنائه وترقيته بسياسات غير مواجهة لإسرائيل وتعترف بها وتنكفئ لمعالجة المصائب التي زرعها الأمريكيون في العراق .

 

لكن حساباتهم جاءت مخالفة للواقع فالقوى الشيعية التي تسلمت السلطة في البلاد تقف موقفاً صلباً من إسرائيل وتؤيد تأييدا قوميا شعب فلسطين وتدعم نضاله.

 

ولذلك تفنن الأمريكيون في تجويع العراق ونهب ثروته النفطية هم وحلفاؤهم الأوروبيين وتركيا وتعاونوا مع البرزاني لسرقة هذه الثروة وتحول العراق الغني والذي يملك تحت أرضه أكبر مخزون نفطي في العالم تحول لى متسول على أبواب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويهود أمريكا.

 

لكن المخطط الذي رسمته دائرة المخطط الاستراتيجي في البنتاغون بالاشتراك مع إسرائيل وبمساهمة أساسية من الأمريكيين اليهود الذين يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية في دائرة التخطيط في البنتاغون (ريتشارد بيرل) ومجموعته.

 

ونستطيع أن نضيف المخطط بأنه مخطط يغطي المنطقة العربية بهدف تدمير العامل القومي الذي يشكل رابطا بين كافة الشعوب العربية ويشدها لدعم شعب فلسطين ورفض إسرائيل.

 

ويركز المخطط على استخدام التنظيمات التي أسسها سابقا الاستعمار البريطاني في العشرينات والثلاثينات لنفس الهدف (منع الرابط القومي من توحيد العالم الغربي) لتفتيت ما قرره سايكس وبيكو من دول يوزع عليها العرب تحت أنظمة مرتبط بالاستعمار الجديد والقديم (كالاستعمار البريطاني).

 

وتجمع المخطط للأداة التي ستقوم بمهمة القاعدة.

أسسها ومولها الأمريكيون والعائلة السعودية وكلفوا أسامة بن لادن بقياداتها لمحاربة الروس الكفار في أفغانستان.

وكذلك الإخوان المسلمين الذين أسستهم بريطانيا والتي ارتبطت على مدى العقود بتنفيذ مخططات الاستعمار البريطاني ضد الأمة العربية ووحدتها.

والوهابيون الذين أسسهم الاستعمار البريطاني في العشرينات للقضاء على الثورة العربية الكبرى التي رفعت شعار الاستقلال (من الاستعمار التركي) والوحدة العربية.

 

هذه الأداة كلفت بإشعال الصراع الطائفي وتفتيت البلدان العربية إلى إمارات طائفية وعرقية تجعل منها ابعد ما تكون عن الدفاع عن نفسها فكيف بموقفها من القومية العربية والوحدة العربية وقضية فلسطين.

 

وتركت الاحتمالات مفتوحة:

 

قد يتم تقسيم مصر إلى ثلاث دول أو أربع إمارات، وقد يتم تقسيم العراق إلى ثلاث إمارات أو أربع.

 

وأطلقت أنظمة حليفة لواشنطن على هذا وطلب منها الانضمام، كانت تركيا أول المنضمين ، وفي ذهن أردوغان هدفان : الأول هيمنة تركيا على النظام الإسلامي الذي قد ينشأ على طريقة الدولة العثمانية .

 

وثانياً كسب المغانم والمرابح من النفط العراقي والسوري المهرب لتركيا والتلاعب على أكراد العراق لضرب أكراد تركيا وسوريا وضم شريط حدود شمال سوريا، طالما كانت عين الأتراك عليه ويشمل الهيمنة على حلب.

 

أما النظام السعودي فكان بذهنه أن يهيمن آل سعود الوهابيين على المنطقة بدلاً من تركيا وهذا كان حلم وهدف الوهابيين الذي سمه الاستعمار البريطاني الذي تصدى لإبراهيم باشا ( ابن محمد علي باشا الكبير) تمكن من هزيمة آل سعود والوهابيين وعندما تابع إبراهيم باشا انتصاراته وحرر بلاد الشام واقترب من تركيا راحت أوروبا تحاربه رغم أنها كانت تخطط لضرب الدولة العثمانية .

 

فانتصار إبراهيم باشا كان يعني هزيمة للأتراك والوهابيين الذين أسسهم ورسم دورهم المستعمرون البريطانيون.

تصدوا لإبراهيم باشا خشية من مشروع الاستقلال والوحدة العربية ولأن أداتهم لضرب هذه الوحدة واستغلال العرب كان ” الوهابيون”.

 

ورث الاستعمار الجديد ممثلاً بالولايات المتحدة التركة الاستعمارية القديمة فدعم وتحالف مع النظام السعودي الوهابي وتحالف مع الأنظمة التي صنعها البريطانيون لنكون أدوات استعمارهم ونهبهم لثروات المنطقة.

 

لكن ثورة جمال عبد الناصر والمد القومي العربي افزع الاستعمارين القدامى والجدد.

فتم وضع المخطط لإعادة الحكم الطائفي ولتفتيت الأمة العربية لطوائف ولضرب حركة التحرر العربي ولجعل منطقة الشرق الأوسط (بلاد العرب) خاضعة لهيمنة القوة الإقليمية التي أسسها الاستعمار القديم ودعمها الاستعمار الجديد ” إسرائيل”.

 

ونعود لنقول أن المخطط يستهدف القضاء على قضية العرب الأولى فلسطين من خلال تفتيت البلدان العربية وتقسيمها طائفياً وزرع الصراع الدموي على أرضها للتراجع عشرات السنين للخلف ولتحتاج عشرات السنين لإعادة بناء ما دمرته حروب الاستعمار على أيدي عملائه.

 

أوباما عبر عن نية الولايات المتحدة تحويل الحرب على الأرض السورية إلى حرب استنزاف طويلة المدى.

ومارست الخداع وما زالت فيما يتصل بمحاربة الإرهاب.

فهي في الحقيقة:

تساعد داعش تدريباً وتسليحاً وبالرجال المقاتلين على ارض سوريا.

 

ونكشف هنا أن المعلومات المؤكدة تشير إلى وجود رجال مقاتلين ينتمون لأكثر من دولة أوروبية ونحدد هنا أن المعلومات المؤكدة من مصدر دبلوماسي غربي رفيع يقيم في أنقره أن “

 

1-      مئات من الضباط والجنود البريطانيين يعملون في الميدان ضد الجيش العربي السوري يساندون جيش سوريا الحر وجيش الإسلام والنصرة.

وأن أسلحة بريطانية (خاصة المدفعية الثقيلة) قد أرسلت إلى شمال سوريا.

 

 

2-      أن الفرنسيين أقاموا أكثر من قاعدة عسكرية في الشمال بتنسيق مع تركيا ومنها قاعدة جوية.

وان عدد العسكريين الفرنسيين الضالعين في المعارك دون تنسيق مع دمشق يبلغ أربعة آلاف بين ضابط وجندي وأداري واتصالات وإسعاف.

 

3 – أن حكومة ألمانيا اتفقت مع تركيا على إبقاء دخول قوات ألمانيا إلى شمال سوريا سراً.

لكن ميركل اتخذت قراراً بإرسال قوات خاصة وضباط استشاره وأسلحة لمناطق في شمال سوريا.

تظن ميركل أنها قد تساعد في إيواء اللاجئين.

لكن الحقيقة التي أبلغها ضباط القوة للمستشارة الألمانية هي أن اشتراكهم في القتال أمر مقرر لطبيعة الأوضاع في تلك المناطق.

 

4 – وتحت لواء الناتو يشارك إسرائيليون وعسكريون من هولندا ودول اسكندنافية وإيطاليا في المعارك.

خلاصة هذه المعلومات هي أن الولايات المتحدة تخوض حرباً دولية ضد سوريا وجيشها العربي تحت شعار محاربة داعش.

 

وكانت الولايات المتحدة (أوباما وكيري) قد وعدت النظام السعودي بالتوصل إلى حل سياسي يرضيهم.

ولذا فأن الولايات المتحدة تعود لتقول على السطح أن مستقبل سوريا السياسي يخلو من دور بشار الأسد.

وتسعى لإقامة نظام طائفي تتقاسم فيه الطوائف الحصص.

الولايات المتحدة هي العدو الأول والمحرك الأول للقصف الدموي والضاغط على الجميع لتزوير الإرهابيين بالسلاح والذخائر وأكبر حليف لها في هذا الميدان هي تركيا.

التي تشكل جسر الإمداد للإرهابيين.

 

ودون أن نغوص في تفاصيل أخرى فإننا نرى وما نراه موثق بأقوال المسؤولين الإسرائيليين، أن إسرائيل لعبت منذ البداية وما زالت تلعب دوراً متصاعداً في دعم الإرهابيين والاشتراك معهم في هذه الحرب.

 

ونسقت إسرائيل هذه النشاطات مع تركيا والولايات المتحدة ودول عربية مجاوره.

 

والخطر الراهن يتركز في محور الجنوب (قنيطرة – درعا – السويداء) الجولان ومحور الشمال.

حلب – ادلب.

وكذلك في القلمون – محور لبنان.

 

وتتبع هذه الأطراف تكتيكات عسكرية هدفها إنهاك القوات العربية السورية.

وهذا يبرز أهمية العمل على تنظيف الجبهات، جبهة وراء جبهة تنظيفاً كاملاً.

 

ومن المهم الإشارة هنا إلى ضرورة تصفية مخزن أدلب ، فأدلب هي مخزن سلاح وذخيرة وإرهابيين ومرتزقة يمد الجبهات بالمساعدة.

 

ولا بد من جعل طرق تركيا إلى شمال سوريا طرق حارقة مدمرة لا يجرؤ أحد على استخدامها لتهريب النفط أو لتهريب المرتزقة.

 

وإتباع سياسة وتكتيك الكمائن لتصفية كل من يسلك عبر حدود درعا وحدود الجولان وحدود القلمون.

 

الحرب ستستمر ولا مجال للتهاون ونعني بذلك:

 

لا مجال لهدنة يستخدمها الأمريكيون لنصرة النصرة وداعش والإرهابيين.

ولابد من اعتبار أي وجود عسكري أوروبي دون موافقة الحكومة السورية هدفاً مشروعاً للجيش العربي السوري.

 

وليأخذ الجميع بعين الاعتبار أن معظم زعماء دكاكين الإرهاب على الأرض السورية أصبحوا مرتبطين ملحياً باستمرار المعارك فهذا يدر عليهم أرباحا طائلة ثمناً للمرتزقة وثمناً للذخائر وثمناً للوقود وزراعة الممنوعات وتصدير المخدرات.

 

وهنالك أنظمة كنظام آل سعود ونظام قطر وعدد أخر من الأنظمة جاهزة ومستمرة في ضخ الأموال لتدمير سوريا وتمكين إسرائيل من ابتلاع الجولان وكامل فلسطين.

 

إن من يقاتل ويكافح ضد مخطط أمريكا الإسرائيلي في سوريا هو الذي يكافح لتحرير فلسطين وهو الذي يكافح لاستقلال الأمة العربية ووحدتها.

 

حينما كان المواطن العربي يستطيع أن يكافح ضد هذا المخطط الذي لا شك لدينا أنه سيهزم رغم الثمن الكبير الذي سندفعه لهذا الانتصار على العدو.

 

سياسي فلسطيني

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2016/06/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد