قصة وحدث: الرئيس الأميركي هاري ترومان يعلن نهاية الحرب العالمية الثانية
في الأول من سبتمبر 1939 في أوروبا كان العالم على موعد مع حدثٍ غير متوقع؛ نزاع دولي مدمر انطلق في تاريخه ليمتد سنوات ست (انتهى في الثاني من سبتمبر 1945)، شاركت فيه الغالبية العظمى من دول العالم بعد أن توزعت على حلفين متناحرين: الحلفاء والمحور... إلى أن حل تاريخ 31 ديسمبر عام 1945، فخرج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هاري ترومان معلناً نهاية الحرب العالمية الثانية، ذلك الخراب الذي أتي على العالم بأسره.
هاري ترومان، هو الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، تولى المنصب من 12 أبريل 1945 حتى 20 يناير 1953، بعد أن شغل منصب نائب الرئيس فرانكلين روزفلت لمدة 82 يوم، قبل أن يخلفه بعد وفاته.
وكان ترومان عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ميسوري (1935-1945). أشرف على إنهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام كلاً من ألمانيا واليابان. وهو صاحب الأمر بإطلاق قنبلتي هيروشيما وناجازاكي في أغسطس 1945، وعمل على إنشاء منطقة حلف شمال الأطلسي "حلف الناتو" في عام 1949، وفي عهده بدأت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي، قبل أن يساهم في التدخل العسكري في الحرب الكورية عام 1950.
عام 1945 خاض الإنتخابات الرئاسية كنائب للرئيس فرانكلين روزفلت، وفازوا بها إلا أن الرئيس فرانكلين توفي وهو في المنصب وقام ترومان بأداء القسم وتولى المنصب بشكل رسمي. كانت الحرب في أوروبا على وشك الانتهاء واستسلمت ألمانيا بعد أسابيع قليلة من تولى ترومان الرئاسة، كان متوقعاً أن تستمر الحرب مع اليابان لسنة أخرى أو أكثر، ولكن قرار ترومان بالهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي أدوقف الحرب، وهو قرار عرضّه لاحقاً للكثير من الانتقادات.
شكلت رئاسته نقطة تحول للعلاقات الخارجية لأمريكا، فبدأ سياسة خارجية عالمية بالتعاون بين الولايات المتحدة مع حلفائها الأوربيين وقام بإنشاء الناتو في عام 1949، كما أعلن عن " خطة ترومان للأحتواء" للتصدي للمد الشيوعي في العالم، ساهم ترومان في تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، وأعلن قيام مشروع مارشال لإعادة بناء أوروبا بنحو 13 بليون دولار، وبعد نهاية الحرب بدأت توتر العلاقات مع السوفييت خاصة إبان حصار برلين عام 1949 وبدء الحرب الباردة. وعندما غزت كوريا الشمالية (الشيوعية) كوريا الجنوبية (الديمقراطية) في عام 1950، كانت القوات الأمريكية حاضرة على الفور للتدخل في الحرب، بعد أن حصل ترومان على موافقة الامم المتحدة.
العديد من الانتقادات لاحقت ترومان خلال عهده ، خاصة في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1948، وفضيحة سقوط شبكات الشيوعية داخل إدارته، وظهور بوادر للفساد في إدارة ترومان ارتبطت بأعضاء في مجلس الوزراء وكبار موظفى البيت الأبيض، والتي كانت قضية جوهرية أثرت في تدنى شعبيته وعدم خوضه الانتخابات لفترة ثالثة. أثرت أيضاً هذه المشاكل على الحملة الانتخابية الرئاسية للمرشح الديموقراطى وخليفته أدلاي ستيفنسون عام 1952،مما أدى إلى خسارته أمام المرشح الجمهورى دوايت أيزنهاور.
تعد فترة ترومان من أكثر الفترات جدلاً بين المؤرخين والأكاديميين نظراً لارتفاع شعبيته في بدايه حكمه وتدنيها لاحقاً بشكل قياسي. عقب خروجه من السبيت الأبيض كان ترومان قد أعلن اعتزاله الحياة السياسية تماماً، وبعد عشرين عاماً من انتهاء فترة حكمه قام بكتابة مذكراته، إلى أن توفي في 26 ديسمبر 1972 ودفن في المكتبة والمتحف الرئاسي في مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري.
وتعد الحرب العالمية الثانية من الحروب الشمولية، وأكثرها كلفة في تاريخ البشرية لاتساع بقعة الحرب وتعدد مسارح المعارك والجبهات فيها، حيث شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، وتسببت بمقتل ما بين 50 إلى 85 مليون شخص ما بين مدنيين وعسكريين، أي ما يعادل 2.5% من سكان العالم في تلك الفترة.
أضيف بتاريخ :2016/01/01