قصة وحدث: 11يوليو يخلد أربعة شهداء أعدمتهم السلطات #السعودية
وردة علي..
كغيره من أيام الصيف الحارة على الخليج، مر الحادي عشر من شهر يوليو، إذا أن الحرارة التي تُلهب الأجواء بطقسها تُلقي بثقلها على الشارع، إلا أن خبرا آخر ألهب القلوب و أذاب المشاعر.
كانت المفاجأة قاسية كتلك الحادثة المشابهة، مطلع عام 1016، تناقل الأهالي خبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إقدام السلطات السعودية على تنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة شبان على خلفية الحراك السلمي الذي شهدته المنطقة الشرقية مع ما يُسمى بالربيع العربي.
** وسائل الإعلام الرسمية تنشر خبر "تنفيذ حُكْم القتل تعزيرًا في 4 مواطنين بالمنطقة الشرقية".
نشرت وسائل الإعلام الرسمية خبر إقدام السلطات السعودية تنفيذ خبر إعدام أربعة مواطنين، واصفة إياهم بالجناة والإرهابيين.
صحيفة سبق الإلكترونية والمقربة من السلطات قالت في خبرها المعنون بـ "الداخلية: تنفيذ حُكْم القتل تعزيرًا في 4 جناة بالمنطقة الشرقية استهدفوا زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل".
الداخلية في بيانها نشرت أسماء المواطنين الأربعة: زاهر عبد الرحيم حسين البصري، يوسف علي عبد الله المشيخص، مهدي محمد حسن الصايغ، أمجد ناجي حسن آل امعيبد.
و في مقدمة بيانها المبطن بالكذب والتزوير، تزوير الحقيقة وقلب الأوراق كعادتها، استشهدت بآية من القرآن الكريم "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".
عن أي محاربة يتحدثون؟! وعن أي فساد؟!! في قلبها للحقائق تُسمي السلطات السعودية طلاب الإصلاح إرهابيين، و أصحاب الرأي مُفسدين، إنها ديدن الطغاة على مر العصور..
من الإرهابي الذي يقتل الشعوب ويعتدي على حرمات الناس أم أصحاب الرأي؟؟
لغة التخويف وإرهاب الناس كانت هي السائدة، منذ أن قمعت السلطات الحراك الشعبي "السلمي" الذي شهدته منطقة القطيف تحديدا، و ازداد قمعها عبر السجن والتعذيب، وأحكام الإعدام، واقتحام البيوت وإطلاق الرصاص الحي.
كل هذا جعل من الأهالي يتهامسون فيما بينهم، "الإرهابي هو من يعتدي على حرمة الناس ومن يروع أمنهم وأمانهم، الإرهابي من يقتل الأطفال ويشن الحروب على دول الجوار الفقيرة، فقط لأنها في موقف لا يتماشى مع سياستها المصطفة مع الاحتلال الإسرائيلي ضد حركات المقاومة في كل العالم".
"ومن طالب بحقه هو مناضل يشهد له التاريخ بأنه ضحى بروحه من أجل نيل الحرية والكرامة، في وجه آلة القمع والقهر والجبروت، من أعطى أسمى وأرقى مطالب حضارية عبر تحركه السلمي وتعبيره عن رأيه".
مجالس العزاء..
أقام الأهالي مجالس العزاء للشهداء الذي احتجزت السلطات أجسادهم كغيرهم من عشرات الشهداء، الذين غُيبت أجسادهم منذ عدة عقود وقبل ما يُسمى بالربيع العربي، يوسف المشيخص ببلدته في العوامية، أما زاهر عبد الرحيم حسين البصري، و مهدي محمد حسن الصايغ، و أمجد ناجي حسن آل امعيبد، في جزيرة تاروت، في مجلس موحد.
**انتهت مجالس العزاء وبقي إرهاب السلطات..
السلطات التي تخشى الكلمة وتخافها، يُخيفها ذكر الشهداء، ويُحاصرها تخليد ذكراهم، فتمعن بقمعها وتزداد وحشيتها، عبر اعتقالها لأصحاب المجالس التي فتحتها لإقامة مراسم العزاء مواساة لأهالي الشهداء.
ذكر الشهداء باقِ ومخلد وإرهاب السلطة و جولته ساعة, وجولة الحق إلى قيام الساعة.
أضيف بتاريخ :2018/07/11