قصة وحدث - #دير_ياسين مذبحة ربيع 1948
التاسع من أبريل 1948، كان يوماً لم يمر على دير ياسين الفلسطينية مثيلاً له، كان يوماً ربيعياً هادئاً في إحدى قرى فلسطين الوادعة التي التزمت بمواثيق ملزمة بعدم الإعتداء على اليهود القادمين لاستيطان البلاد.
كانت الساعة في أيدي قادة ومرتزقة الإرجون والشتيرن تشير إلى الساعة الثاثة فجراً، أهالي القرية الفلسطينية كانوا يغطون في نوم عميق مطمئنين بأن لن يمسهم سوء، إلا أن عقرب ساعة الوحشية كان يشير إلى أنها لحظة الصفر: إنطلقوا!
خلال دقائق كان مسلحو العصابات الصهيونية قد انتشروا على أطراف البلدة، كان القرار بالهجوم وبدء الإغارة.
حاولت العصابات الصهيونية من جهات القرية الأربع لتغير عليها بالمدرعات والمجنزرات، وأثناء دخولهم الوحشي للقرية جوبهوا بمقاومة من قبل بعض أهالي القرية. لم يكن أهل دير ياسين يملكون إلا بعض الأسلحة الخفيفة للدفاع عن النفس، لم يكونوا بوارد أنهم يوماً ما سيجدون أنفسهم في معركة تستهدف وجودهم.
خيضت المعارك، استبسل فيها الفلسطينيون فأوقعوا أربع قتلى في صفوف صهاينة وأصابوا 40 آخرين، مما اضطر مسلحي الإرجون والشتيرن إلى إلقاء قنابل في وسط الأسواق لعدم خبرتهم في خوض مثل هذه المعارك.
صمدت القرية في وجه الاعتداء الأولى للعصابات الصهيونية، إلا أن متغيّراً ما حدث وقلب موازين المعركة بحلول وقت الظهيرة.
لم يكن أمام عصابات الإرجون والشتيرن إلا طلب الاستعانة بعصابات صهيونية أخرى. كان الخيار هذه المرة مقاتلو البالماخ المتمركزون قرب القدس. قصف البالماخ القرية بمدافع الهاون، أفرغوا ما عندهم من قذائف القتل فقُضي الأمر، تم القضاء على مقاومي دير ياسين.
بعد فراغ القرية من المقاومين عمدت العصابات الصهاينة إلى تفجير البيوت عن طريق الديناميت، بيتاً بيتاً تم تفجيره... ورصاص الوحشية كان يردي كل من يتحرك من النساء والأطفال والشيوخ.
يومان استغرقتهما المذبحة الدامية... قتل أهالي دير ياسين بعد أن وُجهوا باتجاه الحائط، رصاصة تلو رصاصة، يتساقط معها شهيد تلو آخر.
لم تكتفِ عصابات الصهاينة بالقتل مارست كل فنون التعذيب، شوّهت أجساد الشهداء وبترت أعضاء لهم وحتى الحوامل كان يتم ذبح النساء الحوامل في لعبة المراهنة على نوع الأجنة. استمرت كل أفعال الوحشية حتى باتت تلك القرية الوادعة خالية من السكان، إلا من الجثث والأنقاض.
سقط 360 شهيدا أُلقي بـ 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد 25 من الرجال الأحياء في حافلات ليُطاف بهم في أسواق القدس طواف النصر، على غرار ما كانت تفعله الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رمياً بالرصاص. وألقيت الجثث في بئر القرية وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة!
أضيف بتاريخ :2016/04/11