نيويورك تايمز: السعودية مفتعلة نيران التطرف وإطفائيتها في الوقت ذاته (2-2)
بقلم سكوت شاين - واشنطن
ترجمة: خبير
معضلة ناهزت عمرها القرون
لماذا تجد السعودية صعوبة في التخلي عن إيديولوجيا يعتقد معظم العالم أنّها خبيثة؟ يرجع مفتاح المعضلة السعودية بالزمن إلى حوالي ٣ قرون عند أصل الحلف الذي يساند السعودية إلى الآن. في العام ١٧٤٤، سعى محمد بن عبد الوهاب -وهو رجل دين إصلاحي- إلى محمد بن سعود لحمايته، وهو زعيم قويّ لقبيلة تتواجد في صحراء شبه الجزيرة العربية. وكان التحالف مفيداً للطرفين: تلقى بن عبد الوهاب الحماية العسكرية لحركته التي تسعى من خلالها إلى إرجاع المسلمين إلى ما يعتقد أنّه مبادئ السنوات الأولى من الإسلام في القرن السابع عندما كان النبي محمد (ص) ما زال على قيد الحياة. (وكانت معتقدات بن عبد الوهاب وجهًا مختلفًا من السلفية، وهي مدرسة الإسلام المحافظة التي تعلّم بأنّ السلف -أي الأسلاف الأتقياء- يتبعون الطرق والمعتقدات الصحيحة وينبغي محاكاتها) وفي المقابل، كسب آل سعود مباركة رجل دين إسلامي متشدد معروف بإصراره على الإعدام برجم النساء المتهمات بالزنا.
وكانت نسخة بن عبد الوهاب المحددة من الإسلام إحدى حادثتين تاريخيتين يتميّز النفوذ السعودي الديني من خلالهما في القرون اللاحقة. وقال "أكبر أحمد"، وهو رئيس الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية في واشنطن، "إنّ ما صار معروفاً بالوهابية كانت (إسلام قبيلة صحراوية) تشكّلت من البيئة الحادّة، إذ تتصف بكره الأجانب ومعارضة إلى حدّ عنيف للمقامات والأضرحة ورفضت الفن والموسيقى وتختلف إلى حدّ كبير عن الإسلام الدولي الموجود في المدن التجارية المتنوعة كبغداد والقاهرة".
وجاءت الحادثة التاريخية الثانية في العام ١٩٣٨م عندما اكتشف المنقبون الأمريكيون الاحتياطيات النفطية الأكبر على وجه الكرة الأرضية في السعودية. وقد أنتج الإيراد النفطي الذي ولّدته الشركة العربية الأمريكية للزيت أي "أرامكو" ثروة ضخمة، لكنّها حفزت أيضاً النظام الاجتماعي والاقتصادي المتزمت وأعطت المؤسسات الدينية المحافظة ميزانية فاحشة لتصدير تأويلهم الصارم عن الإسلام.
وأضاف البروفيسور"أحمد": "تجد النفط في يوم من الأيام، والعالم يأتون إليك، وقد أعطاك الله القدرة على نشر تأويلك عن الإسلام إلى العالم".
وفي العام ١٩٦٤م، عندما اعتلى "الملك فيصل" العرش، اعتنق فكرة وجوب نشر الإسلام، ومع أنّه معاصر في الكثير من الأوجه وصاحب روابط وطيدة مع الغرب، إلّا أنّه لم يستطع إصلاح الفكر الوهابي الذي أصبح وجه السخاء السعودي في الكثير من الدول. وعلى مدى العقود الأربعة المتتالية، في الدول ذات الغالبية غير المسلمة لوحدها، بَنَت السعودية ١٣٥٩ جامعاً و٢١٠ مركزاً إسلامياً و٢٠٢ معهداً و٢٠٠٠ مدرسة. وساعد المال السعودي على تمويل ١٦ جامعاً أمريكياً و٤ في كندا وجوامع أخرى في لندن ومدريد وبروكسل وجنيف، وفق تقرير في صحيفة سعودية رسمية أسبوعية "عين اليقين". وورد في التقرير أنّه بلغ الإنفاق الإجمالي "المليارات من الريال السعودي" لتزويد أئمة الجوامع والأساتذة بحاجاتهم وتدريبهم.
وكان للتعاليم السعودية الدينية قوّة أكبر لأنها جاءت من مكان ولادة النبي محمد (ص) وأراضي الإسلام المقدسة مكة والمدينة، وعندما وصل أئمة الجوامع السعودية إلى الدول المسلمة في آسيا أو إفريقيا، أو إلى المجتمعات المسلمة في أوروبا أو الأمريكيتين، مرتدين العباءة العربية التقليدية، ومتكلمين بلغة القرآن، وحاملين دفتر شيكات سخية، تولّد لديهم مصداقية فورية.
وعندما تطوّر القرن العشرين واختلط الناس من الجنسيات والديانات المختلفة مع بعضهم، أصبحت الطبيعة المنعزلة للتعاليم الوهابية أكثر اختلالاً مع مرور الزمن، بيد أنّ الحكومة السعودية تجد صعوبة بالغة في تلطيف أيديولوجيتها، لا سيما بعد العام ١٩٧٩م.
في طهران من تلك السنة، جلبت الثورة الإيرانية حكومة شيعية متطرفة إلى السلطة، وبذلك تحدّت بطريقة رمزية السعودية زعيم السنة لقيادة الإسلام الدولي. وتصاعدت المنافسة بين هذين المذهبين الأساسيين في الإسلام بعد إعلان الجمهورية الإسلامية في إيران، دافعةً السعوديين إلى تكثيف جهودهم من أجل مكافحة إيران ونشر الوهابية حول العالم.
وفي نفس العام احتلت مجموعة من ٥٠٠ متطرفاً سعودياً المسجد الحرام لمدة أسبوعين، ووصفوا الحكام السعوديين بأنّهم دمى الغرب وخونة للإسلام الحقيقي. وانهزم المتمردون، ولكن وافق رجال الدين على دعم الحكومة فقط من بعد توفير ضمانات لقمع التحركات في المملكة وتصدير الوهابية بطريقة أكثر صرامة إلى الخارج.
وأخيراً، في نهاية ذلك العام، غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان وحصل على القوة من أجل تشكيل حكومة شيوعية، وسرعان ما واجه حركة تمرّد من الجهاديين المقاتلين المستقطبين من جميع أنحاء العالم إلى معركة طالت عشر سنوات لدحر المحتلين.
وخلال الثمانينيات، عملت السعودية والولايات المتحدة معاً لتمويل الجهاديين في الحرب الأفغانية الكبيرة، والتي كانت أعادت إحياء حركة الجهاد المسلح للمسلمين في جميع أنحاء العالم، فرحب الرئيس "رونالد ريغان" ببعثة من "المقاتلين الأفغانيين من أجل الحرية" والذين كانوا بالكاد يختلفون عن الطالبان الذي ظهر لاحقاً.
وفي الواقع، أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية ٥٠ مليون دولاراً من العام ١٩٨٦م إلى العام ١٩٩٢م على ما يسمى بمشروع "التثقيف الجهادي" وهو مشروع يطبع فيه الكتب للأطفال والراشدين الأفغانيين لتشجيعهم على العنف ضد الكفار كالمقاتلين السوفياتيين. وفق دراسة قامت بها مساعدة بروفيسور في جامعة نيويورك "دانا بورد"، كان قد استخدم كتاب لغة الباشتو للصف الأول كلمةَ "مجاهد" للشرح: "أخي مجاهد. المسلمون الأفغانيون مجاهدون. أنا أجاهد معهم. الجهاد ضد الكفار واجبنا".
الضغط بعد ١١ أيلول/سبتمبر
بعد يوم واحد من هجمات ١١ أيلول/سبتمبر الشهيرة، كان يتجول "روبيرت جوردن" السفير الأمريكي المملكة مع السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان، وقد أشار الأمير إلى جامع وقال: "قمت لتوي بطرد إمام من هناك" وأضاف إلى أنّ تعاليم الرجل كانت عسكرية للغاية.
وقد قال السيد "جوردن" وهو محامي من تكساس، "إن بعد اعتداءات القاعدة، كان قد زاد الضغط على الحكومة السعودية لنشره الفكر المتطرف"، وأضاف: "قلت لهم: الأمور التي تدرسونها في مدارسكم وتدعون إليها في جوامعكم لم تعد شأناً داخلياً. أصبح يؤثّر على الأمن القومي".
وبعد سنوات من التشجيع على إسلام صارم وتمويله لدعم الجهاد المناهض للنظام السوفياتي، تراجعت الولايات المتحدة عن أفعالها تدريجياً خلال التسعينيات ثمّ بحسم بعد اعتداءات ١١ أيلول/سبتمبر. ولكن بضغطهم على السعودية، كان ينبغي على المسؤولين الأمريكيين التعامل بدقة وحذر لأنّها تدرك الاعتماد الأمريكي على النفط السعودي والتعاون المخابراتي، والإصلاح السعودي قد يسير على نمط بطيء بشكل لا يطاق.
وبعد ١٢ سنة من حادثة ١١ أيلول/سبتمبر، ومن بعد سنوات من الشكاوى الأمريكية حول التعاليم السعودية، أنهى متعاقد مع وزارة الخارجية الأمريكية وهو المركز العالمي للدين والدبلوماسية دراسةً حول كتب السعودية الرسمية. وقد نقل في تقريره بعض التقدم في التخفيف من المحتوى المتشدد والعنيف لكنه وجد الكثير من المادة المستهجنة. ولم ينشر المسؤولين الدراسة التي أقيمت في العام ٢٠١٣م خوفاً من إغضاب السعوديين، بيد أنّ صحيفة نيويورك تايمز حصلت عليها تحت سلطة قانون حرية المعلومات.
ووفق ما ورد في التقرير، فإنّ طلاب الصف السابع يتعلمون بأنّ "محاربة الكفار لتطبيق كلمات الله" من بين الأعمال المحببة عند الله، ووجد التقرير العشرات من المقتطفات المضطربة المماثلة. وقد تعلم طلاب الصف العاشر بأنّ المسلمين الذين يرتدّون عن الإسلام يعتقلون لثلاثة أيام، وإن لم يغيروا رأيهم، "يقتلون لهجر دينهم الحقيقي". ويقرأ طلاب الصف الرابع بأنّ غير المسلمين "قد رأوا الحقيقة لكنهم هجروها كاليهود" أو أنّهم استبدلوا الحقيقة بالـ"جهل والتوهم" كالمسيحيين.
وروجت بعض الكتب التي تحضرها الحكومة وتوزعها للأفكار المعادية للعلوم والعصرنة وحقوق المرأة والأفكار الملتوية كتأييد إعدام السحرة والتحذير من مخاطر نوادي "الروتاري" الدولية ونوادي "ليونز" الدولية. (وفق ما جاء في كتاب للصف العاشر، فإن نية هذه المجموعات "تحقيق أهداف الصهيونية").
وقد وزعت هذه الكتب والمواد التعليمية السعودية الأخرى محتويات مشابهة في الكثير من الدول، بحسب ما جاء في الدراسة.
واستمرّ إصلاح الكتب منذ دراسة العام ٢٠١٣م، ويقول المسؤولون السعوديون إنّهم يحاولون تبديل الكتب القديمة التي وزعت في الخارج.
ولكن وفق ما ذكر في الدراسة، فتعدّ الكتب المدرسية جزءً صغيراً من التصدير السعودي ذي التمويل الباذخ للوهابية. وفي أماكن عدّة، تشمل الهبات الممنوحة "مدرسة ممولة من السعودية مع كلية للوهابية، ملحقة بجامع وإمام وهابي وذات هيكلية تعليمية وهابية عالمية".
وقد حطّت هذه القوة الماحقة على مناطق متنوعة حيث أمضى المسلمون من المذاهب المختلفة قروناً وهم يتعلمون التأقلم مع الآخرين. ووصف "السيد شاه"، وهو صحفي باكستاني يعمل على الدكتوراه في الولايات المتحدة، التأثير الفتاك على قريته القريبة من الحدود الأفغانية بعد وصول داعية باكستاني مدرب في معهد سعودي التمويل.
وقال إن سكان القرية لطالما كانوا خليطاً من المذاهب المسلمة، مضيفاً: "كنا سنة لكن ثقافتنا وتقاليدنا مزيج بين الشيعة والبريلوية والديوبندية". وكانت تزور عائلته مقام البريلوية الكبير ويشاهدون كيف كان جيرانهم الشيعة يطبّرون في طقوس دينية عامة، قائلاً: "لم نكن نفعل ذلك، لكننا كنا نوزع السكاكر والماء عليهم".
كما ذكر "السيد شاه" بأنّ الداعية الجديد كان قد أدان المذاهب الشيعية والبريلوية على أنّهما زائفتين وابتداعيتين، مقسماً بذلك المجتمع ومطلقاً سنين من الجدالات المريرة. وبحلول العام ٢٠١٠م، "تغير كلّ شيء"، وفق "السيد شاه"، إذ أنّ النساء اللواتي كانت تغطي شعرها بالشالات أصبحت تلبس البرقع الكامل وبدأ محتسبون بالهجوم على الأكشاك حيث كان يبيع التجار أقراص الموسيقى. واستخدم الإرهابيون المتفجرات مرتين لمحاولة تدمير مقام محلي مشهور للقرية.
والآن، أصبحت العائلات منقسمة، فقريب السيد شاه "يريد الدين السعودي فقط"، وأضاف "السيد شاه" أنّ هناك جيلاً كاملاً ترسخت لديه عقيدة متشددة وغير متسامحة.
وقال: "إنه صعب هذه الأيام، فكنا في البداية على طريق واحد. كان لدينا مشاكل مادية، لكننا كنا مستقرين ثقافياً. الأمور أصعب الآن، لأن بعض الناس يريدون الثقافة السعودية والبعض الآخر يعارض ذلك".
وقالت "كريستين فير"، وهي خبيرة في الشأن الباكستاني لدى جامعة جورج تاون، إنّ قصّة "السيد شاه" موثوق بها، وهو كمثيل الكثير من العلماء الذين يصفون التأثير السعودي على الدين، قالت إنّ للقتال في باكستان أسباباً محلية أيضاً. بينما كان المال والتعليم السعودي عوامل مسرعة بلا شك، تجذّرت مشاكل باكستان الطائفية والعنف الجهادي منذ الانفصال عن الهند في العام ١٩٤٧م. وأضافت قائلة: "القول إنّه لو لم تكن السعودية، لكانت باكستان مثل سويسرا أمراً تافهاً".
الروابط السعودية المراوغة
هذا هو السؤال المثير للجدل بالطبع: كيف سيكون العالم من دون عقود من قولبة الإسلام الممول من السعودية؟ ومع أنّه كان هناك اعتقاد شائع بأنّ النفوذ السعودي ساهم في نمو الإرهاب، إلّا أنّه نادرًا ما تجد مباشرة يذكر السبب والنتيجة. فعلى سبيل المثال، في بروكسل، تم بناء الجامع الكبير بأموال سعودية وتم توظيف أئمة جوامع سعوديين. وفي العام ٢٠١٢م، بحسب ما ورد في برقيات دبلوماسية نشرها موقع "ويكيليكس"، فأُخرج خطيب سعودي بعد شكاوى بلجيكية تفيد بأنّه كان "سلفياً راسخاً" ولم يقبل أي مدرسة أخرى من الإسلام.
وبعد إيجاد رابط بين الاعتداءات الإرهابية في باريس في شهر تشرين الثاني/نوفمبر وفي بروكسل في آذار/مارس وبين خلية "داعش" في بلجيكا، كان التاريخ السعودي محطّ اهتمام تقارير وسائط إعلامية عدّة، لكن صَعُبَ إيجاد رابط مباشر بين المفجرين والتراث السعودي في العاصمة البلجيكية.
وامتلك الكثير من المشبوهين خلفيات إجرامية ثانوية، وكانت معرفتهم بالإسلام سطحية بحسب أقوال أصدقائهم، ولم يبد أنّهم ارتادوا الجامع بانتظام. ورغم تبني "داعش" مسؤولية التفجيرات، بدا أنّ الحقد على المعاملة التي تتلقاها عائلات المهاجرين من شمال إفريقيا في بلجيكا وتعرضها للحرب الدعائية الداعشية، هي العوامل الرئيسية وراء الهجمات، وبحال وجود رابط سعودي، لكان رابط غير مباشر.
"هند فريهي"، وهي صحفية مغربية بلجيكية دخلت إلى صميم حي "مولونبيك" للمهاجرين في بروكسل في العام ٢٠٠٥م وألفت كتابًا حول ذلك، التقت بالأئمة المدربين في السعودية ووجدت الكثير من المحتوى المتطرف الذي كتبته السعودية والذي يشجع على "الاستقطاب، والإحساس بأنّنا ضدهم، وتمجيد الجهاد".
وقد قالت السيدة "فريهي" إنّ المعتدين تحفزوا من "عدة عوامل الإحباط الاقتصادي والعنصرية وجيل يشعر بأنّ لا مستقبل له"، مضيفة إلى أنّ التعاليم السعودية هي "جزء من المزيج".
ومن دون الوجود السعودي على مدى العقود، هل كان طغى إسلاماً أكثر تقدماً واستيعاباً في بروكسل؟ هل كان المسلمون الذين تربوا في بلجيكا أقل تعرضاً للدعوة الصارمة والعنيفة لداعش؟ ربما، لكنه من الصعب إثبات ذلك.
أو خذ بعين الاعتبار بيئة ثقافية مختلفة تماماً، كالدولة التي يعيش فيها نسبة كبيرة من المسلمين "إندونيسيا"، وقد قالت في هذا المجال "سيدني جونز"، وهي مديرة معهد تحليل سياسة النزاع في جاكرتا، "إنّ السعودية أرسلت مالاً لبناء الجوامع ونشر الكتب والمدرسين لعقود عدة"، وأضافت: "على مرّ الزمان، ساهم النفوذ السعودي في خلق جو أكثر تحفظاً وتعصباً". (وقد ذكر الرئيس أوباما، الذي عاش في إندونيسيا عندما كان طفلاً، الظاهرة ذاتها) وقالت إنّها تعتقد بأنّ المال الآتي من المتبرعين والجمعيات السعودية كان السبب وراء الحملات في إندونيسيا ضد الشيعة والأحمدية، الذين تعتبرهما الوهابية مذاهب ابتداعية.
ولكن عندما درست السيدة "جونز" حوالي ١٠٠٠ شخص اعتقل في إندونيسيا بتهمة الإرهاب منذ العام ٢٠٠٢م، وجدت حرفياً أربع أو خمس حالات لها روابط مع مؤسسات وهابية أو سلفية. واستنتجت: عندما يصل الأمر إلى العنف يكون الرابط السعودي مجرد "تضليل".
وأضافت إلى أنّه "في الواقع، هناك فجوة بين الجهاديين والسلفيين الإندونيسيين الذين يلجؤون إلى العلماء السعوديين أو اليمنيين للتوجيه، إذ أنّ الجهاديين يتهمون السلفيين بفشلهم في التنفيذ بناءً على قناعاتهم، والسلفيين في المقابل يحتقرون الجهاديين لأنّهم متطرفين".
مهما كانت التأثيرات الدولية جراء عقود من التبشير السعودي، أصبح الآن تحت المراقبة أكثر من ذي قبل، سواء خارج المملكة أو داخلها. ومحاولات الحكام السعوديين الإصلاح المشتمل على الكتب وطرق التبشير تصل إلى اعتراف صامت بأنّه كان لتصديراتهم الدينية مفعولاً عكسياً. كما وسعت المملكة إلى التأسيس لحملة علاقات عامة قوية في الغرب، من خلال توظيف المروجين الأمريكيين لصدّ التقارير الإعلامية المهمة وتكوين صورة إصلاحية عن الحكام السعوديين.
بيد أنّه لا يمكن للمروجين ولا لزبونهم إهمال المذهب الإسلامي الذي بنت عليه الدولة السعودية، يبدو أنّ العادات القديمة يصعب كبحها. فعلى سبيل المثال، انتزع الملك السابق "عبد الله" من رجل دين رفيع المستوى "سعد بن ناصر الشثري" منصباً قيادياً لإدانته التعليم المختلط، لكن أرجع الملك "سلمان" منصب "سعد الشثري" العام الماضي، بعد انضمام رجل الدين إلى مجموعة من المواقف الرسمية المدينة لـ"داعش". لكن أظهر منطق السيد "الشثري" لإدانة داعش صعوبته على التغيير، إذ أنّه قال إن داعش "أكثر كفراً من اليهود والمسيحيين".
Source: The New York Times, 25/08/2016
أضيف بتاريخ :2016/09/11