المنيتور الأمريكية: خالد مشعل حائر بين طهران والرياض!
خبيرـ(خاص).
كتبت صحيفة المنيتور الأمريكية مقالاً بعنوان "حماس بين طهران والرياض" ذكرت فيه أن حماس واقعة بين محورين كبيرين في المنطقة وهي لاتريد أن تخسر أياً منهم ولا أن تنحاز لطرف على حساب الآخر
ففي جانب هناك الروابط الأيدلوجية مع تركيا وقطر وخصوصاً تنظيم "الإخوان المسلمين"، وفي الجانب الآخر الروابط والعلاقات السياسية مع محور المقاومة المتمثل بـ (إيران وسوريا وحزب الله البناني).
و كلا الطرفين اليوم يقفون في الاتجاه المعاكس في مواقفهم تجاه الأزمتين السورية واليمنية، ولديهم وجهات نظر مختلفة حول من يجب أن يقود المنطقة ولمن يجب أن تتبع دول المنطقة في سياساتها من القضايا المصيرية الكبرى في المنطقة.
وتابعت الصحيفة "لحد الآن حماس تحاول أن تبقي على علاقاتها ولو بالقدر اليسير مع داعميها و في مقدمتهم طهران".
وفي سياق حديثها نقلت الصحيفة تصريحات نسبتها لمصدر مسؤول من حركة "حماس" في بيروت يروي فيها قصة ذهاب وفد حماس بقيادة مسؤول المكتب السياسي في الحركة "خالد مشعل" وماتلاها من إلغاء زيارة وفد الحركة لطهران.
ومع تضارب هذه التصريحات مع مانشر سابقاً عن تفاصيل الزيارة تبقى الحقيقة قيد اللعبة السياسية والزمن كفيل بكشفها بحسب وصف الصحيفة.
وذكرت الصحيفة عن المصدر المسؤول من "حماس" الذي قالت أنّه طلب عدم الكشف عن اسمه "لن ننحاز إلى أي جانب، لكن لدينا مانقوله حول مايحدث، إيران صديقة، وكانت من الأصدقاء المقربين جداً ونحن لم ننسى هذا، واليوم هناك مجهود لإعادة العلاقات مرة أخرى، إلا أنّ هناك صعوبات يواجهها الطرفان".
وأضاف المصدر الذي زار "إيران" عدة مرات حسب ما أفادت الصحيفة "كان هناك خطة لزيارة خالد مشعل إلى طهران ولكن لظروف متعددة ألغيت الزيارة، و لأننا لم نكن واثقين أنها ستجري كما خططنا لها".
كما ذكرت "المنيتور" أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كان قلقاً من عدم السماح له بمقابلة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي، و أنّ زيارة مشعل لطهران ستكون غير مفيدة لحماس دون لقاء الإمام الخامنائي.
وقال مصدر "حماس" للصحيفة "هناك نوع من عدم الثقة بين مشعل والإيرانيي" مضيفاً أنّ " هناك حاجة لإعادة بناء العلاقات من جديد، و أنّ قيادات أخرى من حماس مستمرون بزيارة طهران إلى الآن وهذا مؤشر على أن العلاقات مع طهران ليست في أسوأ حالاتها".
و تابع المصدر قائلاً أنّ "هناك أطراف في إيران لاتريد أي علاقات مع حماس وهناك أطراف في حماس لاتريد للعلاقات مع إيران أن تكون قوية"، وأضاف"لكنني أستطيع أن أؤكد أن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وسماحة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله يدفعان باتجاه إعادة بناء علاقات جيدة مع إيران".
كما قالت الصحيفة أنّ مصدر "إيراني" مسؤول صرح للمنيتور أن العلاقات مع حماس كانت دائماً (أولوية) بالنسبى لطهران، "نحن سنواصل دعمنا للمقاومة"، مضيفاً "هذا كان موقفنا من اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية وسيظل هذا الموقف بعد الاتفاق النووي، فلسطين أولويتنا ولن نتغير أبداً".
وتابع "إن العلاقة مع المقاومة الفلسطينية هي علاقة استراتيجية وليست علاقة تكتيكية" مضيفًا أنّ "هناك اختلافات مع قيادة حماس على الوضع في سوريا لكنها لن تؤثر على العلاقات مع المقاومة المسلحة".
و نقلت "المنيتور" عن المصدر المسؤول من حماس قوله أن الإيرانيين كانوا يصرون في البداية على أن يرأس "مشعل" أي وفد من حماس يزور طهران.
وأضافت الصحيفة على لسان المصدر "مشعل أراد ضمانات من إيران لمقابلة الإمام الخامنئي ولكنّه لم يُعطَ تلك الضمانات، ثم جاءتنا موافقة من قبل الإيرانيين على أن يرأس وفد الحركة لطهران موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار ومحمد ناصر، إلى أن زار مشعل السعودية في 16 يونيو".
وأوضح المصدر بحسب الصحيفة أنّ "تلك الزيارة للمملكة العربية السعودية جاءت بعد إلحاحنا و طلبنا المتكرر لزيارة المملكة وذلك من أجل الحديث حول ثمانية مسؤولين من الحركة تم اعتقالهم من قبل السلطات السعودية، وكان من بينهم أبو عارف رئيس شورى حركة حماس".
وتابع "كان هناك عدة محاولات بواسطة قيادات في المنطقة للمساعدة في حماية قادة حماس المحتجزين في السعودية، منها محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي فشلت، وأيضاً أمير قطر الشيخ تميم، وأيضاً الرئيس الماليزي مهاتير محمد لم ينجح في ذلك".
وحسب مانقلته الصحيفة عن المصدر أنّه بعد فشل الوساطات لإطلاق سراح موقوفي حماس لدى السعوديّة، طلب "خالد مشعل" تأشيرة دخول للسعودية لأداء فريضة العمرة وزيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد تمت الموافقة على طلبه في 13 يونيو الموافق للسادس والعشرين من شهر رمضان، فذهب "مشعل" مع القليل من الأشخاص لأداء العمرة وقد تم تحذيرهم من قبل ممثل عن المخابرات السعودية من الإتصال بأي أحد".
و تابعت الصحيفة في هذا السياق أنّ "مشعل" قرر أن يخاطر ويتصل ببعض أصدقائه في الرياض الذين ساعدوه على المشاركة في صلاة العيد المقامة في قصر الملك سلمان.
وأضافت الصحيفة أنّه وخلال لقائه بولي ولي العهد محمد بن سلمان طلب مشعل من (بن سلمان) أن يساعده في إطلاق سراح القيادي في حماس "أبو عارف" ومن معه إلا أن "بن سلمان" كان واضحاً في هذا الشأن و قال أنه لامجال للنقاش في هذا الموضوع.
وأكّدت الصحيفة أنّ الشيء الوحيد الذي سمعه الوفد من "بن سلمان" هو أن المملكة العربية السعودية القوة الرئيسية في المنطقة والتي تواجه النفوذ الإيراني ولذلك فإنّ "إيران" تفعل مابوسعها لتفوز في المواجهة.
وأضافت الصحيفة أنه عندما همّ "مشعل" والوفد المرافق له بالخروج، كانت السلطات السعودية قد أفرجت عن "أبو عارف" ومن معه من كوادر حركة حماس، و صرّح المصدر المسؤول من حركة حماس للمنيتور "هكذا انتهت زيارة وفد حماس للسعودية، لم يحدث أي شيء خطير، كانت فقط لإطلاق سراح أعضاء حركة حماس المعتقلين في السجون السعودية".
وختمت الصحيفة سيناريو القصة بقول المصدر "الإيرانيون التقو بنا بعد زيارة الوفد إلى السعودية، ومنذ ذلك الحين يصرون على أن لاتكون هناك زيارة لطهران دون قيادة مشعل للوفد".
أضيف بتاريخ :2015/08/26