سايمون هندرسون: محمد بن سلمان.. ملك السعودية المقبل
رجّح مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في "معهد واشنطن"، سايمون هندرسون، أن يكون الحاكم القادم للمملكة السعودية، الذي سيخلف الملك سلمان بن عبد العزيز، نجله البالغ من العمر 30 عاماً ولي ولي العهد محمد بن سلمان، وليس ابن أخيه ولي العهد محمد بن نايف.
وقال هندرسون، في مقال نشره موقع المعهد على الإنترنت، إن محمد بن نايف، الذي كان سابقاً من المفضلين لدى الولايات المتحدة، "يتعرض للتهميش المتزايد سواء في المملكة العربية السعودية أو في العالم على نطاق أوسع".
ويشير إلى أن الصحة العقلية للملك سلمان، بالإضافة إلى المحبة التي يكنها الملك لنجله، "تفسر لماذا استطاع الأمير محمد بن سلمان اكتساب قوة وسلطة كبيرتين. وقد رد محامو الديوان الملكي السعودي على إشاعات خافتة عن وضع الملك الصحي، كما هو الحال في "تصحيح" غامض بعض الشيء لسيرة إلكترونية نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" حول الملك سلمان بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير 2015م".
ولفت إلى أنه "يتم الإفصاح عن حقيقة الوضع الصحي للملك في تعليقات جانبية صغرى، على غرار تعليق أدلى به مسؤول أمريكي في أيلول/سبتمبر الماضي (2015م) ومفاده أنه سيُعقد اجتماع في البيت الأبيض بين الملك سلمان والرئيس أوباما و"سيتم تدوين محتواه بدقة"، فـ"على المستوى الصحفي، تميل المقالات نحو الحذر، كما هو الحال في السيرة التي قدمتها مجلة "نيويوركر" في 21 كانون الأول/ديسمبر 2015م عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والتي كشفت عن أن الملك سلمان يقرأ تصريحاته على جهاز "آي پاد". وبالمثل، أشارت مقالة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2015م إلى هيكل السلطة النظري القائم على الملك وولي العهد وولي ولي العهد كما يظهر في عروض الشوارع الكبرى، موضحة: "ولكن إذا ما سألت أي سعودي عن مكان تركز السلطة اليوم، لقال لك إنها بيد الأمير الشاب"، كما أورد هندرسون
وأكد أنه "في حين تنحصر مؤهلات الأمير محمد بن نايف العلمية بارتياده كلية الفنون الحرة في ولاية أوريغون الأميركية ولكن من دون حصوله على شهادة منها، تعلم الأمير محمد بن سلمان في جامعة الملك سعود في الرياض، وحصل منها على شهادة بكالوريوس في القانون، يقول هندرسون، بينما "أمضى الأمير محمد بن سلمان سنوات بالقرب من والده الملك سلمان عندما كان حاكم الرياض، كما لعب دور الموفِق بين أفراد العائلة المالكة، والمنفِذ عند الحاجة، مما أكسبه ثقة كبيرة بذاته وجعله يتخطى عائقاً محتملاً وهو تشنج لا إرادي في عضلات الوجه. وكونه الابن الأول لسلمان من زوجته الثالثة والمفضلة على الأرجح، التي تعلق على ما يبدو آمالاً كبرى على نجلها الأمير محمد بن سلمان، فقد ساعده ذلك أيضاً على البروز".
وإذ ذكر إن مجموعة من الأمراء النافذين "تؤيد تسلم الأمير أحمد، أخ الملك سلمان، الحكم، ولكن ليس بالضرورة في هذه الأيام، علماً أنه كان وزير داخلية لمرة واحدة"، قال هندرسون إن الأسرة الحاكمة "تريد إعادة الخلافة إلى النظام التقليدي الذي يسلم فيه أخ الحكم لأخيه، بدلاً من اتباع نظام الخلافة من الأب إلى ابنه كإجراء روتيني".
وبحسب هندرسون، فإن "الدعم الذي يتمتع به الأمير أحمد ضمن العائلة المالكة، والرغبة بمنع الأمير محمد بن سلمان من تسلم العرش قد يكونان كافيين لتخلي الأمير محمد بن نايف، الذي ليس لديه أبناء، عن إرثه الحالي المفترض، وهناك افتراض بأن الأمير محمد بن سلمان سيدفع الملك سلمان إلى مناهضة هذه الخطة عاجلاً وليس آجلاً، خشية أن تكون أولى خطوات الأمير محمد بن نايف، في حال توليه العرش، اختيار ولي عهد جديد بدلاً من الأمير محمد بن سلمان".
وفي ما يتعلق بالملك، يمكنه أن يتخلى عن منصب رئيس الوزراء ويسلمه إلى محمد بن سلمان، لكنها، وفقا لما يراه هندرسون، "مناورة تجعله أعلى إدارياً من الأمير محمد بن نايف، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء. وفي الواقع، أصبحت معاملة الأمير محمد بن نايف بازدراء إحدى خصائل الأمير محمد بن سلمان الشهيرة".
ويعدد هندرون سيناريوهات الأزمة قائلا إنه "على الرغم من أن الأزمة المستجدة مع إيران هذا الأسبوع قد هيمنت على التغطية الإعلامية الخارجية للمملكة، إلا أنه على الصعيد المحلي، تُعتبر الحرب في اليمن، التي يتم ربطها عن كثب بالأمير محمد بن سلمان، أكثر قضية قد تقضي على المستقبل المهني للأمير الشاب"، موضحا أن "القتال، الذي ما زال على ما يبدو يحظى بتأييد عامة الشعب في المملكة، مكلف جداً من الناحية المادية ويتوقع أن يستمر لمدة طويلة من دون أن يأتي بنتائج واضحة. كما أن الميزانيات المحدودة، الناتجة عن انخفاض سعر النفط والمرتبطة أيضاً بالسياسة النفطية السعودية الحالية وبالأمير محمد بن سلمان، قد تحتم التخلي عن هذا الأخير".
ويلفت إلى أن أن واشنطن ترى أن محمد بن سلمان "غير مؤهل لاستلام السلطة، أو غير فاهم، إذ أن افتقاره للخبرة والنضوج قد ظهر جلياً من خلال تعليقاته في المقابلة التي أجرتها معه مجلة "ذي إيكونومست"، والتي بدا فيها عازماً بشكل عام على مضاعفة جهوده بدلاً من تحويل مساره. وهو بالتأكيد لا يبدو أنه يريد الاعتراف بالهزيمة".
ويذكر هندرسون إن محمد بن سلمان "هو حالياً من يلجأ إليه قادة العالم والصحفيون الزائرون في الرياض. فوزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اتصل به بدلاً من الملك أو الأمير محمد بن نايف لكي يحاول تهدئة الأزمة السعودية ـ الإيرانية المستجدة، ويتم الإصغاء إلى تعليقات الأمير محمد بن سلمان حول السياسة النفطية بقدر ما يتم الإصغاء للتعليقات المقتضبة لوزير النفط المخضرم، علي النعيمي، بالرغم من كونها أكثر صوابية".
وختم هندرسون قائلاً "كونه في الثلاثين من العمر فقط، يملك الأمير محمد بن سلمان السلطة الضرورية لإعلان هذه الرؤى. ولكن ما إذا كان سيملك السلطة في يوم ما لتطبيق هذه الرؤى فهي مسألة أخرى تماماً".
أضيف بتاريخ :2016/01/11