بي بي سي: العام الأول لحكم الملك سلمان لم يكن هادئا على الإطلاق
نشرت الـ بي بي سي البريطانيا تقريرا لها بعنوان " عام على التغيير في السعودية تحت حكم الملك سلمان" تناولت فيه عن أهم الاحداث التي جرت في عهد الملك سلمان.
وافتتح "فرانك غاردنر" تقريره بقول : حربان في اليمن وسوريا، وتدافع مميت في موسم الحج، وإعدامات جماعية، وتفجيرات في مساجد، وانخفاض أسعار النفط، مع كل هذه الأحداث، لم يكن العام الأول لحكم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هادئا على الإطلاق، إذن كيف كان أداء الملك حتى الآن؟ وما هي التحديات التي يواجهها بلده حاليا؟
وأشار غاردنر: إلى الاعتقاد الذي كان سائدا بأن شخصية الملك المحافظة، لن تقبل على "إحداث تغيير قوي"، مُبينا بأن هذا التقييم تبيّن أنه خالف الصواب.
وتحدث غاردنر عن صدمة النظام القديم، بتعين الملك الجديد سلمان سريعا ابنه المفضل الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع ووليا لولي العهد، وهو في سن 29 عاما.
وأوضح : بأن السن الصغير للأمير سلمان يجعل القيادة أكثر تناغما مع قطاع الشباب في المملكة، الذي يمثل الأغلبية (70 في المئة من المواطنين أقل من 30 عاما)، فإن قلة خبرته أثارت بالتأكيد تساؤلات عن مؤهلاته لمثل هذا المنصب المهم.
وتابع غاردنر: نادرا ما يخلو خبر من ذكر الأمير الشاب بعد أن أصبح الموجه للسياسة الخارجية الجديدة للقيادة السعودية التي تتميز بالصرامة (والبعض قد يصفها بالعدائية)، بالإضافة إلى أنه أصبح يمسك بزمام الملف الاقتصادي أيضا.
مُشيرا إلى أثار الصعود السريع للأمير محمد بن سلمان إلى السلطة حالة من القلق في أوساط أجنحة معينة من العائلة المالكة السعودية الكبيرة، وهو ما أثار تكهنات في وسائل إعلام غربية بشأن احتمال حدوث انقلاب داخل عائلة آل سعود.
كما تحدث عن مأزق السعودية في اليمن، وبرغم ثقة السعودية من هزيمة الحوثيين واستعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية للسلطة، لكن وبعد مرور عشرة أشهر، لم يحدث أي من هذين الأمرين، إذ أن السعوديين وحلفاءهم الإماراتيين غارقين في مستنقع حرب راكدة ليس فيها منتصر واضح.
من جهة أخرى، قتل نحو ستة آلاف شخص، نصفهم تقريبا من المدنيين، وذلك في حرب تكلف الخزانة السعودية مليارات الريالات.
وبدون تحقيق انتصار واضح على الحوثيين، فإن حرب اليمن قد تصبح عبئا على كل من الملك سلمان ونجله وزير الدفاع الشاب.
وأشار الكاتب إلى أسعار النفط واصفا إياه بـ "حرب أسعار النفط"، معلقا بقول : حتى أصدقاء السعودية يعتقدون أنها تلعب بالنار في ما يتعلق بالإبقاء على معدلات إنتاج عالية من النفط في ظل انخفاض الأسعار.
وشدد على أن الانخفاض التاريخي في الأسعار يؤثر بشدة على الاقتصاد العالمي وعلى الميزانية الحكومية السعودية التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط والغاز.
وبدأت بالفعل الحرب عالية التكلفة في اليمن وانخفاض أسعار النفط من أكثر من 100 دولار للبرميل إلى 30 دولارا فقط في استنزاف خزينة الدولة السعودية بأكثر من 100 مليار دولار.
ويبين غاردنر :بأن المشكلة الأهم التي يواجهها السعوديون هي أنه في الوقت الذي يتدفق المواطنون، وأغلبيتهم الساحقة من الشباب، على سوق العمل، فإنه لا توجد وظائف كافية متاحة لهم.
وإذا لم يعد بإمكان الدولة تحمل دفع إعانات ضخمة لتخفيف الضغط على المواطنين، فإنه حتما سيأتي اليوم الذي سيطالب فيه السكان بمزيد من الحرية السياسية ووجود حكومة تخضع للمحاسبة وميزانية شفافة.
وأشار الكاتب إلى انتقاد منظمات حقوق الإنسان الدولية، سجل السعودية في ظل حكم الملك السابق، إنه يجري تطبيق قوانين قمعية لاعتقال المعارضين وأن عدد الإعدامات في العام الماضي فاق عدد من أُعدموا منذ عام 1995.
وختم غاردنر بقول :بغض النظر عن شخصية الملك القادم للسعودية، فإنه على الأرجح سيواجه بعض السنوات الأكثر تحديا في التاريخ القصير لهذا البلد.
أضيف بتاريخ :2016/01/23