صحف بريطانية تنتقد ربط #كاميرون عدم تعلُّم النساء المسلمات للإنكليزية بـ’الإرهاب والتطرف’
انتقدت صحف بريطانية خطاب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون عن تعليم المسلمات اللغة الإنكليزية، وربطه بين هذه القضية و"الإرهاب والتطرف".
وتساءلت الكاتبة في صحيفة "ذي غارديان" سانار ساروار عن "العلاقة بين تعلم الإنكليزية والقابلية للوقوع في التطرف"، وأعربت عن موافقتها لكاميرون "حين قال إن الانسجام الاجتماعي يلعب دورا رئيساً في خلق مجتمع متجانس"، مضيفة أنها "لا تشعر بأن تسليط الضوء على النساء المسلمات وحدهن يساهم في الانسجام الاجتماعي".
واعتبرت أن "أهم المشاكل التي تواجهها المسلمات في بريطانيا هي تعرضهن للتحرش أكثر من غيرهن، خاصة عندما يرتدين الحجاب"، فـ"ربط المسلمات بالتطرف في سياسة رسمية، مهما كان حسن النية، لا يؤدي إلا إلى المزيد من شعورهن بالاستهداف وبالتالي العزلة"، وفقاً لساروار.
وقالت ساروار إنها كمسلمة لا ترحب باقتراحات كاميرون "لأنها تؤدي إلى مزيد من العزلة"، وأضافت أنه "لا توجد مشكلة أصلاً بالنسبة إلى المسلمين"، مستشهدة بما قاله فريق البحث "بريتش فويتشر" (مستقبل بريطانيا) من أن المسلمين هناك "يشعرون بأنهم أكثر بريطانية من أية أقلية دينية أو عرقية أخرى، بما في ذلك البيض أنفسهم".
وفي مقال نشرته الصحيفة نفسها، قالت الكاتبة ديبورا أور إن خطاب كاميرون حول هذا الموضوع "لن يغضب المسلمات فقط، بل النساء عموما لأنه يشتمل على مضامين معادية لعامة النساء"، قائلة إن "من المثير للغضب سماع من يقول إن النساء اللائي يقمن بتربية أطفالهن في المنازل ولا يعملن خارج المنزل، غير نشطات على الصعيد الاقتصادي".
وأشارت إلى أنه "لا أحد ضد تعليم اللغات وخاصة اللغة الإنكليزية لمن يعيش في بريطانيا، لكن كاميرون وضع ذلك في إطار جيوسياسي يسمح لمن يستمع له أن يفهم أنه لا يرمي لمساعدة النساء اللائي في حاجة لتعلم الإنكليزية".
وتساءلت الكاتبة في صحيفة "ذا إندبندنت" ممفيس باركر "عما إذا كان ترحيل الأمهات وإبعادهن عن أولادهن الشباب لا يقود إلى تطرفهم"، مشيرة إلى أن "استهداف الزوجات والأمهات اللائي لا يجدن الإنكليزية هي طريقة مضحكة لكسب قلوب المسلمين وعقولهم".
وتطرقت باركر إلى القيادية السابقة في حزب "المحافظين" البريطاني البارونة وارسي لقولها إن أمها المولودة في باكستان والتي لا تجيد الإنكليزية "نجحت في تربية محام ومدرس ومحاسب وصيدلي ووزير دولة"، معتبرة أن "أكثر الفئات التي ستتضرر من خطاب كاميرون هم اللاجئون".
وذكرت باركر إن "المقصود من هذه القرارات إعطاء الناخبين البيض انطباعا بأن الحكومة صارمة حول اللجوء والهجرة، وهما القضيتان اللتان تأتيان على رأس اهتمامات هؤلاء الناخبين وفقا لآخر استطلاعات الرأي".
من جهتها، قالت صحيفة "تلغراف" إن كاميرون "مخطئ في الربط بين ضعف إنكليزية الأمهات والتطرف الإسلامي والإرهاب"، لافتة إلى أنه "عندما تحدث عن تعزيز القيم الليبرالية كان يقصد مساعدة المسلمات في الحصول على عمل والتحرر والاستقلال وهو أمر نؤيده".
أما صحيفة "ذا تايمز" فرأت أن كاميرون "تعرض لاتهامات واسعة بـ"النفاق" من جراء طلبه من المسلمات تحسين لغتهن الإنكليزية، بعد أن اتضح أنه خفض الدعم المالي لتعليم الإنكليزية عام 2011م".
أضيف بتاريخ :2016/01/24