تقرير خاص: ماذا لو أصبح ’#ترامب’ رئيساً لـ #الولايات_المتحدة؟
عنصري يميل للفاشية، دائماً ما يخرج بتصريحات مثيرة للجدل تصل لحد التهريج، لا تتناسب شخصيته مع رجل دبلوماسي يخوض انتخابات رئاسية... إنه "دونالد ترامب" المرشح الجمهوري المحتمل للبيت الأبيض.
سجل "دونالد ترامب" تقدماً مبكراً على الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية الأمريكية، ما يضعه في منافسة قوية مع مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. نتائج وضعت الأوساط السياسية الأمريكية والدولية أمام احتمال صعب يتضاعف مع كل جولة انتخابية، بأن يفوز المرشح المثير بلقب سيد البيت الأبيض!
النتائج جاءت ضمن جولات ما تُسمى بـ"الثلاثاء الكبير" الذي شهد تصويت 11 ولاية في أكبر تصويت يُجرى في يوم واحد في مرحلة التصفيات الحزبية قبل الانتخابات الرئاسية العامة النهائية في الثامن من شهر نوفمبر المقبل.
يرى منتقدو "ترامب" من داخل الصف الجمهوري ذاته، أن الحماس الذي يبديه جزء من الناخبين تجاهه سيختفي مع اقتراب موعد الحسم في اختيار مرشح الحزب ليخوض غمار التنافس مع مرشح الحزب الديمقراطي، لأنهم سيكتشفون أن "ترامب" بآرائه وتصريحاته الشاذة لن يستطيع التغلب على "كلينتون".
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ذكرت أن الجمهوريين يواجهون اليوم تحدياً أخلاقياً بشأن ما إذا كانوا سيعارضون ترامب "المتعصب والعنصري والذي يبث الكراهية ويعادي النساء والمسلمين واللاتينيين ويتحالف مع المنظمات الإرهابية مثل كو كلوكس كلان".
كاتب المقال "دانا ميلبانك" نقل عن أحد قادة الجمهوريين قوله إن تأييد "ترامب" أو عدم تأييده لم يعد خياراً سياسياً "إنه خيار أخلاقي. هذا الرجل شرير، أن تؤيد ترامب يعني أنك تؤيد العنصرية وكراهية الآخر".
الصحيفة ذاتها، نشرت مقالاً للكاتب "بيتر موريشي" يرجّح فيه فوز "ترامب"، ويدعو الأميركيين بمن فيهم النساء للتصويت لترامب "لأنه سيعيد أميركا لمجدها الاقتصادي ومكانتها في التجارة العالمية"، داعياً كذلك الجميع للتقاضي عن اللغة القبيحة التي يستخدمها "ترامب".
"ترامب" وأمريكا وجهان لنفس العملة
في موازاة ذلك، استغربت صحيفة "رأي اليوم" الضجة الكبرى الغاضبة حيال تصريحات ترامب ومطالبته بمنع المسلمين من دخول أمريكا، موضحة أن "الرجل يخوض سباقاً رئاسياً في دولة عظمى دمرت العديد من الدول الإسلامية، وقتلت الملايين من المسلمين، وما زالت تعبر عن مواقفها العنصرية ضدهم، تحت ذرائع متعددة خاصة في سورية والعراق وأفغانستان".
وفي حوار خاص نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، قال "ترامب": "إنه في حالة فوزه بالانتخابات الأمريكية المقبلة سيتخذ قرارًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، للتأكيد على أن المدينة هي عاصمة إسرائيل"!
وأضاف أنه سيكون الرئيس الأمريكي الأكثر صداقة لـ "إسرائيل"، ويطمح لبلورة اتفاق سلام بين الصهاينة والفلسطينيين. لا تختلف مواقف "ترامب" مع السياسة الأمريكية الداعمة منذ اليوم الأول لقيام الكيان الإسرائيلي، وماجاء في حديث "ترامب" هو تطبيق لتلك السياسات العنصرية تجاه أصحاب الأرض، وهم الفلسطينيون الذين يعيشون في وطأة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الدولية والإنسانية من قتل ومجاز وهدم المنازل والاعتقالات .
منتخب بدون برنامج انتخابي
ويرى مراقبون للانتخابات الأمريكية أن "ترامب" لم يقدم أي برنامج سياسي ملموس أو عملي كل ما صدر عنه هو "ديماغوجي" وتباهيه بنفسه واستصغاره الآخرين.
اللافت أن "ترامب" ليس شخصية مثيرة للجدل أو أنه لم يقدم أي برنامج سياسي فحسب،بل إنه لم يتحدث عن الشرق الأوسط الحافل بالحروب نتيجة السياسيات الأمريكية والغربية وغيرها !
إلا أن ما يستحق التوقف عنده، هو إقبال الشارع الأمريكي على التصويت بهذه القوة لـ"ترامب"، الذي يجهر بمواقفه المعادية للمسلمين... ولعله مؤشر يوضح حقيقة موقف هذا الشارع من الإسلام! ليتماهى بذلك غالبية الشارع مع الإدارة السياسية، التي لطالما كان يتم التمييز بينهما في إطار ما يتخذ من مواقف ويُقر من سياسات.
إلا أن التساؤل المطروح: هل سيصبح "ترامب" رئيساً للولايات المتحدة، وهل سيكون منفذاً علنياً للسياسة الأمريكية المعادية الإسلام؟
أضيف بتاريخ :2016/03/03