#كندا تضرب وتر #السعودية الحساس.. وتشويق النسوة يلعب لعبته
وصلت الكرة أخيراً للملعب الكندي لتنال من السعودية على طبق من فضة، والكرة كانت طفلة سعودية هربت من منزل والديها طالبة اللجوء، والتصرف الذي قامت به الحكومة الكندية في مشهد استقبالها للبنت السعودية الهاربة يكشف عن نوايا كندية لتوسيع دائرة الخلاف مع الرياض والضرب على الوتر الحساس.
كان يمكن لهروب الفتاة السعودية رهف القنون أن يمر مرور الكرام لو أن استراليا رحبت بطلبها الانتقال إليها والعيش فيها بدلاً من العيش عند أهلها في السعودية، فتصبح قضيتها تشبه، إلى حدٍّ ما، حالة سعوديين آخرين قرروا منذ سنوات العيش في إحدى دول الغرب مدداً طويلة ثم عادوا، أو لم يعودوا أبداً.
لكن كندا جعلت من هروب رهف قضية دولية حين استخدمت الفتاة (ورقة) في ملف العلاقات السعودية الكندية المتوترة، عنوان الملف إنساني لكن محتواه سياسي بحت. وكان يمكن لحكومة كندا أن تكون أكثر ذكاءً في إخراج المشهد (الإنساني) لاستقبال الفتاة السعودية في مطار تورونتو لو أن الذي خرج لاستقبالها هو السيد أحمد حسين وزير الهجرة واللاجئين أو السيدة مريم منصف وزيرة أوضاع المرأة، لكن غباء مشهد الاستقبال اكتمل بخروج وزيرة الخارجية الكندية نفسها لاستقبال مراهقة هاربة من أهلها، وبذا انسلخت القضية من جانبها الإنساني، وتكشّف الجانب السياسي الوضيع فيها.
الخلاف الكندي السعودي:
اتهمت كندا المملكة بارتكاب جرائم حرب في اليمن، لكن وقعت أوتاوا في فخ "المعايير المزدوجة" عند التعامل مع قضية حقوق الإنسان، فعندما ترتبط انتهاكات حقوق الإنسان بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، تغض كندا الطرف عن إدانة عمليات القتل والسجن التي ترتكب ضد الأطفال والشباب الفلسطينيين، ومصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة مستوطنات غير قانونية.
واشتعل هذا الخلاف عندما أمرت الحكومة السعودية بطرد سفير كندا من المملكة وأعلنت عن وقف «جميع المعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة مع كندا»، وجاء ذلك رداً على تغريدات وزيرة الشؤون الخارجية الكندية، كريستينا فريلاند، على حسابها على موقع تويتر التابع لوزارة الخارجية، والذي ينتقد توقيف الناشطة الحقوقية سمر بدوي.
المملكة العربية السعودية هي أكبر شريك تجاري لكندا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تراوحت القيمة الإجمالية للتجارة بين البلدين بين 3 و 4 مليار دولار كندي بين عامي 2011 و 2017، حيث بلغت الصادرات الكندية نحو مليار دولار والواردات من 2 إلى 3 مليار دولار، وتحرك الرياض لتجميد كل الأعمال التجارية مع أوتاوا حرم كندا من فرص هائلة للتعاون والاستثمار في المملكة العربية السعودية.
سيبقى طبعاً للجانب النسوي تشويقاته الخاصة، خصوصاً في العالم العربي والإسلامي، وخصوصاً أكثر في السعودية، وحتى الذين عاشوا في الغرب يعرفون بأن النساء هناك، رغم كل مساعي الحرية والشعارات التي ترفعها المنظمات النسوية، ما زلن يعانين من تهميش واستغلال وتعنيف، واستغلال كندا للفتاة السعودية يصب في هذا الإطار حتماً.
أضيف بتاريخ :2019/01/16










