تعرف على السلاح الروسي المزدوج في الشرق الأوسط ؟
لم يعد بالإمكان تجاهل الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وثقلها الاستراتيجي في العمليات العسكرية من جهة والأزمات السياسية من ناحية أخرى، ودورها المحوري في الصراعات المستمرة من ليبيا إلى سوريا.
وبعيداً عن الدور الذي تمارسه الدبوماسية الروسية، واليد الطولى للقوات الروسية عسكرياً، فإن موسكو تنتشر في بعض الدول من خلال طرق أخرى، وأبرزها الشركات الأمنية الخاصة التي تمارس دوراً حيوياً في حفظ الأمن بالمناطق المتواجدة بها.
وتكثّف الحديث في الأيام الأخيرة عن الدور الذي تمارسه الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر في ليبيا وسوريا وحتى أفريقيا الوسطى.
تعدّ الشركة العسكرية "فاغنر" من أشهر الشركات الأمنية الروسية، ويعمل فيها نخبة المقاتلين الروس، الذين كان لهم الفضل الكبير في حفظ السلام في مناطق النزاع المسلح.
فقد قامت قوات فاغنر بالحفاظ على وقف إطلاق النار في ليبيا أثناء الهدنة، كما ساعدوا جيش إفريقيا الوسطى في الدفاع عن العاصمة.
كما تواجدت تلك القوات على الأرض السورية وتحديداً في مدينة دير الزور شرق البلاد، وساهمت تلك الشركة وفقاً لتقارير إعلامية روسية في الحد من هجمات تنظيم داعش الإرهابي لفترة طويلة، قبل أن تعلن مؤخراً الشركة مغادرتها الأراضي السورية بشكل مفاجئ ودون ذكر الأسباب.
حتى ذهب بعض المراقبين إلى الربط بين خروج الشركة من دير الزور وتصعيد تنظيم داعش الارهابي من هجماته في المنطقة، وبدأ حرب استنزاف ضد قوات الجيش السوري، إضافة إلى العمليات التي استهدفت المدنيين أكثر من مرة على طريق حمص - دير الزور، حيث استهدف التنظيم حافلة للركاب في 30 كانون الأول، راح ضحيتها 37 شخصاً، ثم أعاد الكرّة في الـ 4 من كانون الثاني، سقط إثرها 27 شخصاً بينهم أطفال، وغيرها العديد من الهجمات التي طالت مواقع للجيش السوري واغتيالات داخل مدينة دير الزور، وهو الأمر الذي دفع الجيش السوري إلى اطلاق عملية تمشيط واسعة في البادية السورية واستهداف خلايا نائمة للتنظيم قال إنها من نفذت الهجمات على طريق دير الزور.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه منطقة شرق الفرات في سوريا انتشاراً كبيراً للقوات الأمريكية وميليشيات قسد المدعومة من قبلها، وتستخدم القوات الأمريكية المعابر غير الشرعية التي أحدثتها من أجل ادخال التعزيزات العسكرية واللوجستية لدعم قواتها المنتشرة بشكل غير شرعي بريف الحسكة ودير الزور، إضافة الى استخدامها لتمرير ما يتم سرقته من نفط وحبوب الى الأراضي العراقية بمساعدة ميليشيات قسد.
وتزعم الولايات المتحدة الأمريكية أن وجودها في سوريا هو لمحاربة الإرهاب ولكنها في الحقيقة تقوم بنهب النفط السوري، والحبوب والقمح، وذلك لأن المناطق المتواجدة فيها تُعتبر من أغنى المناطق في سوريا.
أضيف بتاريخ :2021/02/03