تصعيد ضد القواعد الأمريكية في #سوريا و #العراق.. أمريكيون: الهجمات دقيقة ومتزايدة وقاتلة
تعرضت القواعد الأمريكية في كل من سوريا والعراق لعدة ضربات متتالية منذ يوم الثلاثاء الفائت، وسط محاولات من المسؤولين الأمريكيين لتقديم تفسير لهذه الهجمات، فيما عمل آخرون على توضيح خلفياتها وسماتها.
السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي، أكد خلال مؤتمر صحفي له أمس الأربعاء إلى أن هذه الهجمات جاءت بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لاغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، حيث قال: "من الصعب أن نعرف بدقة كبيرة ويقين، ما الذي يفسر تكرار هذه الهجمات"، مضيفاً: "من المحتمل بالتأكيد أن يكون ذلك مرتبطاً بذكرى اغتيال سليماني ومن المحتمل بالتأكيد أن يكون ذلك مرتبطاً بتغيير المهمة في العراق" وفقاً لما نقلته قناة "CNN" الأمريكية.
وكان كيربي قد أشار سابقاً إلى: "المحصلة النهائية هي أننا كنا نفكر ونستعد لاحتمال تصعيد الهجمات في نهاية كانون الأول".
هذا التصعيد ضد القواعد الأمريكية وفي هذا التوقيت بالتحديد (ذكرى اغتيال سليماني والمهندس) لم يكن مُفاجئاً بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين، الأمر الذي دفعهم إلى اتخاذ إجراءات مسبقة، حيث نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر عسكرية تأكيدها على أن القوات الأمريكية أخلت قبل أيام قاعدتها في التنف عند المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، وانتقلت مع معداتها بشكل مؤقت إلى الأردن، تحسباً من تعرضها لأي اعتداء إلى جانب الكشف عن حالة استنفار عالٍ سادت كافة القواعد الأمريكية في كل من سوريا والعراق.
الهجمات على القواعد الأمريكية بدأت منذ يوم الأثنين الفائت، حيث دخلت مروحيتان أمريكيتان وطائرات مسيّرة محملة بالمتفجرات بالقرب من مطار بغداد وقاعدة الأسد الجوية، وأعلن "التحالف الدولي" أمس الأربعاء أن ثمانية صواريخ سقطت داخل محيط قاعدة القرية الخضراء في سوريا، وفي اليوم ذاته سقطت خمسة صواريخ على الأقل بالقرب من قاعدة الأسد الجوية غربي بغداد، وأكد "التحالف" أن أياً من المقذوفات لم تسقط على القاعدة، حيث كان أقرب هبوط على بعد أكثر من ميل واحد.
وفي الشرق السوري، أُصيبت أمس الأربعاء قاعدة تديرها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بقذائف، وذلك بحضور أحد استشاريي "التحالف الدولي" حيث قال "التحالف: "إن هناك أضراراً طفيفة" وفقاً لما نقله موقع "المونيتور" الأمريكي.
وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن الاستهدافات الأخيرة تشير إلى عودة صداع قديم لمسؤولي "التحالف" بقيادة واشنطن وهم يعملون على تعزيز قدرات قوات الأمن العراقية والسورية.
وبدوره أكد كيربي، بقوله: "التهديد يتزايد، من حيث التحديد والدقة، وتم تشجيع القادة الأمريكيين على تغيير تكتيكاتهم وتقنياتهم وإجراءاتهم للدفاع ضد الهجمات"، مشيراً إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص في العراق وسوريا أصبحت دقيقة بشكل متزايد وقاتلة بشكل متزايد وفقاً لما نقله "المونيتور".
وفي المزيد من التأكيد على التخوف الأمريكي من هذه الاعتداءات، قال "البنتاغون": "جنودنا لا يزالون عرضةً للخطر، وعلينا أن نتعامل مع هذا التهديد على محمل الجدّ".
ولاحظ مختصون في الشأن العسكري أن الهجمات عل القواعد الأمريكية بدأت تأخذ التواتر، الأمر الذي يهدف إلى ضمان حالة عدم الاستقرار من جهة، وزيادة الضغوط على القوات الأمريكية، في ما قد يشكّل عاملاً حاسماً في دفْعها إلى الانسحاب ولو بعد حين.
ونشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية مقالاً يؤكد هذه الفرضية، مشيرة إلى أن ما يعززها هو النجاح في تنفيذ عدد كبير من الهجمات على الرغم من رفْع الأمريكيين من وتيرة عملياتهم العسكرية والأمنية في محيط مواقع انتشارهم، واستقدامهم تعزيزات وأسلحة دفاعية نوعية، ما يعني أن المُهاجِمين تمكّنوا حتى الآن من تحقيق اختراق كبير للدفاعات الأمريكية، التي ستجد نفسها مع استمرار هذه الهجمات تخوض حرب استنزاف، في وضْع مختلف بشكل جذري عن السنوات السابقة التي كانت خلالها واشنطن محصّنة وبعيدة عن الاستهداف.
أضيف بتاريخ :2022/01/06