أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس الخميس أنها ستجلي موظفيها من ستة مستشفيات في شمال اليمن بعد أن استهدفت غارة جوية من التحالف الذي تقوده السعودية منشأة صحية تديرها المنظمة مما أسفر عن مقتل 19 شخصا.

وقالت المنظمة في بيان لها "بالأخذ في الاعتبار شدة الحملة الجوية الحالية وفقداننا للثقة في قدرة التحالف على تجنب مثل هذه الغارات المزهقة للأرواح تعتبر منظمة أطباء بلا حدود أن المستشفيات التي تعمل فيها في محافظتي صعدة وحجة غير آمنة سواء على المرضى والموظفين."

وأضافت المنظمة أن الهجمات التي لا تحصى على المنشآت الصحية في اليمن عرضت المرضى والموظفين للخطر وكشفت فشلا من الأطراف المتحاربة في السيطرة على استخدام القوة.

وتعد منظمة أطباء بلا حدود أحد المنظمات الدولية القليلة في مجال الإغاثة الطبية التي تعمل على الأرض في اليمن الذي قتل فيه أكثر من 6500 شخص خلال الحرب المستمرة منذ 16 شهرا والتي دفعت أحد أفقر الدول في العالم إلى شفا المجاعة.

وأوضحت المنظمة أن الغارة الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية ضربت يوم الثلاثاء مستشفى تديره المنظمة في عبس بمحافظة حجة مما أسفر عن مقتل 19 شخصا أحدهم من موظفيها وإصابة 24 شخصا آخرين.

واستهدفت ضربة جوية أخرى يوم السبت ما وصفته المنظمة بأنه مدرسة في محافظة صعدة مما أسفر عن مقتل عشرة أطفال.

من جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الضربة الجوية ودعا لفتح تحقيق فيها وقال التحالف إنه سيجري هذا التحقيق.

وقالت أطباء بلا حدود إنها التقت مع مسؤولين من التحالف الذي تقوده السعودية "وعلى الرغم من قيام أطباء بلا حدود وعلى نحو منتظم بمشاركة إحداثيات الموقع الجغرافي للمستشفيات التي تعمل فيها مع جميع أطراف الصراع… إلا أن الغارات الجوية استمرت."

وتابعت المنظمة "أن قرارها .. بإجلاء كوادرها …لم يُتَّخذ بسهولة لكن لم يكن أمامها خيار آخر لاسيما في ظل غياب التطمينات ذات المصداقية بأن تحترم أطراف الصراع حماية وحرمة المرافق الطبية والعاملين الطبيين والمرضى."

وتصيب عشرات الضربات الجوية التي يشنها التحالف أهدافا مدنية في اليمن، منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في الحرب في مارس آذار 2015 لإعادة السلطة لعبد ربه منصور هادي.

وأطلعت وكالة "رويترز" على تقرير سري يشير إلى إن تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والاقتصاد في الحرب الأهلية تفوق 14 مليار دولار حتى الآن.