إقليمية

اغتيال زهران علوش... رسالة إلى الرياض

 

ليس خافياً أن الرياض كانت تتبنى زهران علوش، قائد "جيش الإسلام"، الذي قتل في قصف للطائرات السورية يوم الجمعة "25 ديسمبر 2015م" على مقره في الغوطة الشرقية لدمشق. الوصف الشائع عن الرجل أنه "رجل الرياض".

 شارك "جيش الإسلام" في مؤتمر الرياض الذي جمع "المعارضات" السورية مؤخراً، والذي هدفت السعودية من خلاله الاعتماد على ورقة تمكنها من الدخول قوية إلى المفاوضات مع دمشق، لكون التنظيم المسلح يُعدّ من بين المجموعات الأكثر تنظيماً التي تقاتل النظام في سوريا.

يقر الكاتب والأكاديمي السعودي المعروف خالد الدخيل أن اغتيال علوش هي "ضربة موجهة إلى السعودية التي جمعت فصائل المعارضة السورية، ومن بينها "جيش الاسلام" في مؤتمر الرياض أخيراً".

ويعتبر الدخيل في مقال نشرته صحيفة "الحياة" يوم الأحد "27 ديسمبر 2015م" أن الرياض "كانت تأمل في أن كسب تنظيمات معارضة عسكرية لخيار الحل السياسي يعطيها ليس فقط مكاناً في هذا الخيار، بل غطاء سياسياً يحميها ويشجعها على المضي فيه، لكن موسكو لا تنظر إلى الموضوع من الزاوية ذاتها، أرادت توجيه ضربة إلى مؤتمر الرياض، وتركت تنفيذ هذه الضربة للنظام السوري، كما تركت له إعلان ذلك".

رئيس تحرير موقع "رأي اليوم" عبد الباري عطوان قرأ في اغتيال علوش "محاولة لنسف مؤتمر المعارضة السورية في الرياض الذي انعقد قبل أيام، وانبثقت عنه هيئة عليا للمفاوضات".

يحتمل عطوان أن "يتكثف القصف بالصواريخ ومدافع الهاون على دمشق في الأيام المقبلة، وبتحريض سعودي مباشر، من منطلقات انتقامية من النظام الذي سدد ضربات دبلوماسية وعسكرية قوية إلى القيادة السعودية، باغتيال العمود الفقري لحربها غير المباشرة لإسقاط النظام"، فـ"من غير المستبعد أن تكثف هذه القيادة دعمها العسكري النوعي للجيش المذكور، وربما فصائل أخرى، مثل أن تزودها بصواريخ، ومدافع متقدمة مضادة للدروع، وربما للطائرات أيضاً، برغم أن أي قرار في هذا الصدد سيضع الرياض في مواجهة موسكو وجها لوجه".

 صحيفة "نيويورك تايمز" أشارت إلى أنّ اغتيال علوش "يخدم نظام الأسد قبل بدء العملية التفاوضية برعاية الأمم المتحدة، ورسالة واضحة لرفض مؤتمر الرياض، ويعتبر أكبر دعم لنظام بشار الأسد، قبيل محادثات السلام المزمعة الشهر المقبل (يناير 2015م)". بينا، رأت قالت صحيفة "فان كاتر أيور" الفرنسية يوم الأحد "27 ديسمبر 2015م" إن "قتل روسيا لعلوش يشكل ضربة موجهة ضد السعودية، ويشكل ضربة قوية للمعارضة ولمحادثات السلام في سوريا التي بدأت خلال الشهر الجاري".

وفي حديث إلى صحيفة "النهار" نشر يوم الأحد "27 ديسمبر 2015م"، علّق المحلل السعودي جمال حاشقجي على عملية الاغتيال قائلاً: "بعدما شارك "جيش الاسلام" أخيراً في اجتماع الرياض للمعارضة السورية حيث جرى خلاله التوصل إلى إطار لمباحثات السلام مع الحكومة، كانت المملكة تنتظر بداية المفاوضات كي تحدد خطوتها المقبلة، وهي قامت بنقلتها في اللعبة السورية في مؤتمر الرياض والخطوة الثانية التي كانت تنتظرها هي جبهة التفاوض في جنيف التي يُتفق عليه، لكن الروس قاموا بنقلة قبل عقد جنيف 3، وأنا متأكد أن السعوديين المختصين في الشأن السوري يقلّبون الخيارات أمامهم، وخصوصاً أن علوش كان مقرباً من المملكة التي كانت تراهن عليه".

ويندرج في هذا السياق ما ذكره موقع "النشرة" اللبناني نقلا عن مصادر رأت أنّ الاغتيال كان "تحذيراً إلى من يعنيهم الأمر بأنّهم قد يخسرون أوراقهم في أية لحظة في حال استمروا في مواقفهم السابقة، من دون التقدم خطوة إلى الأمام من أجل المساعدة على الخروج من المأزق الحالي، والدليل هو ما حصل مع الرياض، التي من الممكن القول أنها خسرت شخصية كانت تعتبر ركناً أساسياً في مشروعها السوري".

أضيف بتاريخ :2015/12/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد