#هآرتس: #محمد_بن_سلمان أمامه "حقل ألغام"

حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تحليل كتبه تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من "حقل الألغام" الذي يسير فيه بسياساته عقب ضربتين موجعتين تلقاهما في اليمن ولبنان.
وذكر تحليل صحيفة "هآرتس" الأمير محمد بن سلمان في وضع لا يحسد عليه بعد أن تلقى ضربتين أولاهما مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد يومين من إعلانه "فتح صفحة جديدة مع التحالف العربي"، وبينما اهتز القصر السعودي بهذه الضربة، جاءت الثانية حين أعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، تراجعه عن الاستقالة، الإثنين 4 ديسمبر.
وأشار برئيل في المقال إلى أن ولي العهد السعودي وجد أن التكلفة الباهظة في الحرب التي تقودها ضد اليمن عبر إنفاق مليارات الدولارات ولا تضمن له الإنتصار بل تقوده إلى الانزلاق في منحدر زلق، ولفت إلى أن بن سلمان وجد أنه لا جدوى من الاعتماد على منصور هادي، ويريد أن يضع حدًا للخسائر العسكرية وينسحب من اليمن مقابل بعض التسويات الدبلوماسية.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية أن ولي عهد أبوظبي، الأمير محمد بن زايد آل نهيان، هو من اقترح خطة عمل مشتركة مع المملكة السعودية، لإحكام السيطرة على زمام الأمور في اليمن حيث اقترح على محمد بن سلمان أن يقوم بثورة داخلية، الأمر الذي من شأنه أن يدفع صالح إلى تغيير مساره والانضمام إلى التحالف العربي بدلاً من "أنصار الله".
وكشف برئيل أن صالح اشترط أربعة شروط مقابل ذلك وهي: حذف اسمه من قائمة العقوبات الدولية، والوعد بمنصب سياسي في اليمن الجديد، وضمان سلامته وسلامة عائلته، علاوة على مطالبات مالية، وفيما يبدو أن السعودية والإمارات قبلتا هذه الشروط، التي تضمنت تنحية منصور هادي، الرئيس الحالي، وإعلان "ثورة صالح".
وقالت صحيفة "هآرتس": "لولا مقتل صالح لكان للسعودية والإمارات الآن رئيسٌ يمني تابعٌ لهم بجيش موال له، يمكنه مواجهة "أنصار الله"، الذين كانوا على علمٍ بهذه الخطة، لكن الخطة فشلت، ولم يعد لدى الدولتين الآن من هو جديرٌ بالترشح للرئاسة"، وأضافت: " الخيارات الآن ليست جيدة، فاستمرار الحرب مكلف للغاية، اقتصاديا ودبلوماسيا، والمفاوضات مع الحوثيين تعني التنازل والخروج من اليمن، الذي سيظل تحت حكم "أنصار الله" التي تلمح إلى فشل المملكة في إحداث تغيير في النظام باليمن".
وبينت الصحيفة في تحليلها أن ولي العهد السعودي ظن أن استقالة الحريري من شأنها أن تشل الحكومة اللبنانية وتخلق فوضى سياسية، لكن الأمور سارت على غرار الحال في اليمن، إذ لم تكن لدى السعوديين خطةٌ لحسم اللعبة في النهاية، ويشير تراجع الحريري عن الاستقالة إلى أن السعودية لم تنجز شيئًا.
وقال برئيل في المقالة: "حتى الاتفاق الذي تم بين أعضاء الحكومة اللبنانية بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى لا يمنع "حزب الله" من مواصلة عملياته في كل هذه الدول، لأنه يشير إلى "الحكومة" وليس "الحزب" نفسه، ومن ثم فإن أن التغيير السياسي الوحيد في لبنان هو تحقيق مصالح إيران وصفعة على وجه السعودية".
ويحذر التحليل من أن عملية السلام بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، هي حقل الألغام القادم لوليّ العهد السعودي، إذ لم يسفر اقتراحه بدولة فلسطينية من مناطق غير متجاورة عاصمتها أبو ديس عن شيء، ويبدو أن أمامه طريقًا طويلًا، وعليه أن يقطعه قبل أن يُملي السياسة السعودية في الشرق الأوسط.
أضيف بتاريخ :2017/12/08