ما هي دوافع باكستان في الوساطة بين المملكة وإيران؟
تساءل مراقبون عن الأسباب والدوافع التي دعت باكستان للقيام بالوساطة الحالية بين المملكة السعودية وإيران .
وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف زار المملكة يوم الاثنين قبل التوجه إلى إيران يوم الثلاثاء، والتقى شريف باللملك السعودي سلمان ومسؤولين سعوديين في محاولة لرأب الصدع المتفاقم بين السعودية وإيران عقب قيام المملكة بإعدام الشيخ الشهيد النمر.
وتعتبر باكستان دولة ذات أغلبية سنية، فيما يشكل نسبة الشيعة فيها 20 بالمئة من مجموع السكان، أي 40 مليون نسمة.
ويرى مراقبون أنه في ظل وجود أقلية شيعية كبيرة العدد في باكستان فإن البلد الآسيوي مُعَرض لخسارة الكثير إذا أُثيرت بداخله توترات طائفية. هذا الوضع الحساس لباكستان يقول عنه طاهر مالك، أستاذ بالجامعة الوطنية الباكستانية:"إيران والسعودية تكتسيان أهمية كبيرة بالنسبة لباكستان. فإيران هي جارتنا المباشرة. والعربية السعودية شريكنا الوثيق. ويجب على سياستنا الخارجية أن تراعي مصالحنا القومية، وليس مصالح مجموعة دينية".
وتجدر الإشارة إلى أن إسلام أباد كانت قد رفضت العام الماضي دعوة السعودية للانضمام للتحالف الذي تقوده الرياض في اليمن
ويعتبر ساسة كبار في باكستان أن القيام بدور الوساطة بين الرياض وطهران نهج جيد، فقد يساهم أيضا في كبح جماح التوترات الطائفية داخل باكستان. ولدى باكستان إضافة إلى ذلك أسباب أخرى تشرح مبادرة التوسط بين الرياض وطهران، حيث إن المملكة هي أهم مصدر للنفط والشريك الأوثق، ناهيك عن الاستثمارات المملكة السعودية داخل باكستان.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قاضي خليل الله أن "التصعيد الأخير بين المملكة السعودية وجمهورية إيران الإسلامية يقلق باكستان كثيرا"، مستخلصا أن تسوية الخلاف تصب في صالح الأمة الإسلامية.
ويشير المراقبون إلى أنه بعد رفع العقوبات الاقتصادية الغربية عن إيران، من الممكن أن تصبح طهران مصدرا هاما لتزويد باكستان بالغاز، والتي تتطلع إليه باكستان منذ 15 عاما إلى استكمال بناء أنبوب غاز لتغطية حاجياتها المزمنة من الطاقة.
أضيف بتاريخ :2016/01/22