طفل اللجوء السوري لم تؤويه دول الخليج فاضطرّ للغرق!
أهداه البحر إلى الشاطئ ممددًا في نومٍ هادئ وأبدي، بعد أن أراحه الموت من صراع الأمواج، وخبث من هجّروه وأسرته،لقد غرق وغرقت أمه وأخوه، وبقي الوالد المفجوع بقدر مؤلم.
الذين سارعوا للتباكي على "إيلان كردي" ذو الثلاث سنوات لم يسهلوا ويفتحوا باب الهجرة للأسر السورية التي تقصد الموت هربًا من حياة الذل في تركيا.. أليست دول الخليج أولاً وعلى رأسهم السعودية تتحمل مسؤولية غرق السوريين المهجّرين وموتهم..
والأمر والأدهى أن دعاة الفتنة أنفسهم راحو يتباكون على إيلان في حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي مع الباكين والمتباكين .
فلم تهدأ تلك المواقع بعد انتشار صورة إيلان ممددًا على الشاطئ وراح المغردون على تويتر يهاجمون دعاة الفتنة والمخربين لسوريا الذين ساهموا في مأساة أسرة إيلان وغيرها من الأسر التي ماتت على طريق الهجرة، لقد قال أحدالمغردين إن دول الخليج بإمكانها تأمين ملاذات آمنة للاجئين السوريين، وقال آخر تعليقًا على الصورة "ضحايا شيوخ الفتنة"، وثالث قال " هذا ماقدّمه دعاة الثورات والفتن!" مشيرًا إلى القرضاوي والعريفي و عائض القرني، وقال أحدهم " والله حذاؤك الصغير برقبة كل العرب"
صحف أجنبية كثيرة كتبت تقارير عن الحادث الذي أودى بحياة إيلان و عدد آخر من المهاجرين السوريين الذين انطلقوا بقاربين من ساحل مدينة بودروم التركية متجهين إلى جزيرة كوس اليونانية إلا أن القاربين غرقا في عرض البحر.
وبحسب بيان خفر السواحل التركية فقد عُثر على 12 جثة قبالة الشواطئ التركية بينهم خمسة أطفال وامرأة، فيما تم إنقاذ 15 مهاجرًا سوريًا من الغرق وبقي ثلاثة مفقودين لاتزال عمليات البحث جارية للعثور عليهم.
وفي تقرير لها عن الحادث قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنّ الطفل إيلان هو الضحية الأكثر إثارة للشفقة في العالم.
إيلان الذي لم يثر قبل مأساة غرقه مع والدته وأخوه شفقة أحد من تلك الحكومات التي ساهمت بالحرب على سوريا، كانت عائلته قد هربت مع عوائل سورية أخرى من كوباني بعد سيطرة داعش عليها إلى تركيا، وبحسب صحيفة ناشونال بوست الكندية قالت عمة الطفل إيلان "تيما" أنّ والد إيلان "عبدالله" الذي نجا من الغرق اتصل بهم ليخبرهم عن غرق طفليه غالب (5 سنوات) وإيلان (٣سنوات) وزوجته ريحان(35 عامًا).
وذكرت تيما أن كندا رفضت طلب اللجوء الذي قدّمه أخوها عبدالله بسبب مشاكل في طلبات اللجوء المقدّمة من تركيا.
وأضافت"كنت أحاول التكفل بهم ولدي أصدقاء وجيران ساعدوني في أرصدة البنوك لكننا لم نستطع إخراجهم ولذا ركبوا القارب...كنت أدفع إيجار مسكنهم في تركيا لكن طريقة معاملة السوريين هناك مريعة."
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت أن 160 ألف لاجئ ومهاجر تقريبًا وصلوا إلى شواطئ اليونان منذ مطلع العام الماضي قادمين من تركيا. وناشدت المفوضية اليونان والإتحاد الأوروبي مرارا اتخاذ خطوات لمواجهة الموقف إلا أنّ الكثير من الدول ترفض استقبال اللاجئين الذين يواجهون الموت على طريق الهجرة..
ويبقى أن لاضمير لدى الحكومات التي باعت سوريا حتى يموت، لذلك فإنّ ايلان وغيره من الأطفال لن يؤثر فيهم وما دموع التباكي التي يذرفونها إلا كدموع التماسيح فهم من يصنع الموت والدمار لأطفال سوريا واليمن وفلسطين كلّ يوم...
أضيف بتاريخ :2015/09/04