’#اسرائيل’ قلقة من حرب مع #حزب_الله ومتخوفة من هزيمة ’#داعش’
نجاح إيران وسوريا وحزب الله في القتال الدائر في سوريا يشكّل تهديداً ملموساً لإسرائيل ويفرض عليها التدخل للحؤول دونه. هذه هي أهم خلاصات التقديرات السائدة في الجيش الإسرائيلي، مع إعطاء علامة "أرجحية متوسطة" للحرب مع حزب الله شمالاً العام 2016م، وفقا لما نشرته صحيفة "الأخبار" في عددها الصادر يوم الأربعاء "27 يناير 2016م".
وعرض ضباط رفيعو المستوى أمام وسائل الإعلام العبرية يوم الثلاثاء "26 يناير" "الفرص والتهديدات لعام 2016"، شمالاً وجنوباً، وخلصوا إلى أن المواجهة الشاملة مع "حزب الله" ستكون مغايرة عما سبق، ولم يشهد الإسرائيليون مثيلاً لها منذ 30 عاماً.
ووزعت المصادر العسكرية تقديراتها للحرب المقبلة على دائرتين: دفاعية وهجومية. في الدائرة الأولى، تشير تقديرات الجيش إلى أن حزب الله عمد إلى تهيئة الأرض ميدانياً، في الجنوب اللبناني، لخوض مواجهات غير مسبوقة ضد الوحدات العسكرية الإسرائيلية، وحوّل القسم الأكبر من القرى والبلدات في جنوب لبنان إلى مراكز عسكرية كبيرة جداً. أما في الدائرة الهجومية، فيوظّف الحزب جهوداً أكبر في مجال دقة الصواريخ وحجم الرؤوس الحربية لهذه الترسانة، ويعمل على قلب المعادلة التي اعتاد الجيش الإسرائيلي خوضها مع أعدائه، وهو سيعمد إلى "نقل المعركة إلى أراضينا".
وحذّر التقدير العسكري الإسرائيلي من خوض المواجهة البرية مباشرة مع حزب الله، من أنفاق حفرها الحزب، سواء داخل الأراضي اللبنانية، أو تلك تخرق الحدود وتوصل عناصره مباشرة إلى الأراضي الإسرائيلية.
ويشير التقدير الإسرائيلي إلى أن التقدير حول توقيت اندلاع الحرب في العام 2016م ما زال منخفضاً، لكن "حادثاً خطيراً" على الحدود قد يؤدي إلى تصعيد أمني ومواجهة واسعة، الأمر الذي يدفع الجيش إلى إعطاء علامة "أرجحية متوسطة" للحرب، بسبب الحساسية القائمة على طول الحدود، ولا سيما في الشمال، وتدحرج حادث ما إلى مواجهة أوسع.
وفي ما يتعلق بالساحة السورية، يحذر التقدير العسكري الإسرائيلي من أن مجريات المعركة الدائرة هناك تشير إلى إمكان إلحاق هزيمة بتنظيم "داعش"، الأمر الذي يعني "نجاح المحور الراديكالي المتشكل من إيران وسوريا و(الرئيس السوري بشار) الأسد وحزب الله". وبحسب الضباط الإسرائيليين، فإن "هذه النتيجة غير جيدة لإسرائيل، وهي تفرض عليها أن تتدخل كي تحرف الأمور عن مقاصدها وتدفع إلى تغيير النتيجة".
كذلك، يحذر التقدير الإسرائيلي، من وجود تقارب بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا، ما يعني أن في الإمكان التوصل إلى تفاهم مشترك مع الدول الأوروبية في ما يتعلق بهذا البلد. لكنه يشير إلى أن "هذا التفاهم قد يفضي إلى هدوء ما، فيما المسافة التي تفصلنا عن انتهاء الحرب السورية لا تزال بعيدة".
وعن العلاقات والمصالح المشتركة مع "الدول العربية المعتدلة"، يشير التقدير إلى تبلور "محور سني" تقوده المملكة السعودية، وهناك "نافذة فرص" يمكن إسرائيل التوصل من خلالها إلى اتفاقات أو تفاهمات، أو حتى تشكيل جبهة ضد "الإرهاب الإسلامي من حولنا".
وبشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديداً الضفة الغربية، حذّر التقدير الإسرائيلي من إمكان "تصعيد أمني ما" مع الفلسطينيين، إلا أن "ما يكبح ذلك هو المسألة الاقتصادية التي يعاني منها الفلسطينيون، وتنسيق الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، والذي يعد مدماكاً أساسياً في العلاقات مع الجانبين، ومن شأنه أن يحول دون المواجهة". كما حذّر من اليوم الذي يلي غياب رئيس السلطة محمود عباس، والخشية في الجيش الإسرائيلي من سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية في أعقابه.
وبخصوص قطاع غزة، يشير التقدير العسكري الإسرائيلي إلى "صراع عنيف" بين الجناح العسكري لحركة حماس، الذي يريد الدعم الاقتصادي الإيراني، والجناح السياسي بقيادة (رئيس المكتب) خالد مشعل الذي يريد التقارب مع السعودية و"محور الاعتدال". وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، إن مستوى الردع ضد حركة حماس قائم ولم يتغير، الأمر الذي يدفعها إلى الامتناع عن التصعيد ضد إسرائيل، برغم أنها مستمرة في بناء قوتها العسكرية من خلال تطوير الصواريخ وحفر الأنفاق.
أضيف بتاريخ :2016/01/27