إقليمية

تقرير خاص: معركة تشكيل الوعي “#إسرائيل حامية أهل السنة’

 

"هل يقبل أهل السنة إسرائيل صديقاً لهم؟" هكذا خاطب الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله "الشارع السني"، المستهدف في معركة تشكيل وعي أساسه الموقف من "إسرائيل". هذه المرة سقطت محرمات في أدبيات حزب الله، كان الحديث موجهاً بشكل مباشر إلى "أهل السنة".

 

السيد نصر الله تساءل في خطابه الأخير: "ماذا فعل الصهاينة بأهل السنة منذ احتلال فلسطين إلى اليوم؟.. هل تقبلون صديقا يحتل أرضاً سنية؟ هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر بحق أهل السنة؟".

 

وضعت هذه التساؤلات "النخب السنية" نفسها أمام خطاب صادم وواضح بعد محاولات "إسرائيل" تقديم نفسها بأنها المدافع عن أهل السنة في محاولة لجر "الشارع السني" إلى صف لا يتناسب وثوابته التاريخية.

 

يعلم "الشارع السنية" مدى مصداقية التي يتمتع بها نصرالله. مصداقية يُقر بها عدوه الأول، فيكشف الإعلامي في القناة الثانية الإسرائيلية "عوديد بن عامي" أن المشكلة التي تواجهها "إسرائيل" تكمن في "أن نصر الله أثبت أنه صادق ولا يكذب، ودائماً يستند في حديثه إلى الحقائق."

 

في خطابه الأخير، استخدم نصرالله أسلوباً استفز به الوعي السني، أراد من خلال ذلك القول: فعندما يتكلم العدو بأنه حامٍ لأهل السنة، فلابد لأهل السنة من إعادة تصحيح البوصلة!

 

وأشار إلى أن "إسرائيل" تستخدم ورقة "الدفاع عن أهل السنة" مستفيدة من التحريض الطائفي في المنطقة، وهذا يفسر حديث أمين عام حزب الله اللبناني عن أن هناك تطابق بين الأدبيات الإسرائيلية مع بعض أدبيات الإعلام العربي وبالأخص السعودي والخليجي.

 

الكاتب والباحث اللبناني "طلال عتريسي" في حديثه لصحيفة "خبير" يرى أن هناك محاولة إسرائيلية "لاستدراج الأنظمة السنية إلى خانتها، ولكن ليس بالضرورة أن تنجح إسرائيل بتحقيق هدفها".

 

"الإسرائيلي يحاول أن يقول للسعودية تعالوا لنتعاون، ولكن أعتقد أن المملكة السعودية لن تجرؤ على أن تقبل بتعاون علني، المملكة لا تتحمل تداعيات هكذا أمر، وهي بالتالي ستفقد ما تدعيه من مشروعية إسلامية".

 

ويرى المحلل السياسي اللبناني أن المشروع الإسرائيلي يرتكز على ممارسة التضليل بحق شعوب هذه المنطقة، موضحاً أنّ "الإسرائيلي يريد أن يحرف بوصلة الصراع الحقيقية، بترويجه بأن المعركة التي تدور في المنطقة هي معركة بين السنة والشيعة، وليست معركة احتلال فلسطين".

 

"منذ 60 عاماً يُقال إن فلسطين هي القضية المركزية، يأتي الإسرائيلي اليوم ليقول إن هذا الكلام غير صحيح، وإن الصراع الحقيقي لأهل المنطقة هو الصراع الطائفي".

 

على مدى سنوات النضال الفلسطيني المستمر، أقدمت "إسرائيل" على اغتيال قيادات "سنية" من حركات المقاومة الفلسطينية أمثال: عماد عقل، وفتحي الشقاقي ويحيى عياش والشيخ أحمد ياسين وغيرهم.

 

أما اليوم، فيريد الاسرائيلي "أن يقول لأهل السنة بأنه ليس العدو، بل سيكون شريكاً معهم ضد إيران، فقط ليكرس فكرة أن المشكلة ليست في احتلال فلسطين، وأن القضية المركزية ليست فلسطين"، بحسب "عتريسي".

 

ويوضح الكاتب السياسي اللبناني أن السيد نصر الله حاول تقديم الواقع بتفاصيله، ليقطع الطريق على التضليل الذي يمارسه الكيان الصهيوني، وليبيّن أن "إسرائيل" كانت وستبقى هي العدو الحقيقي لأهل السنة وللمسلمين جميعاً، "خصوصاً أن الكيان الإسرائيلي يضع شعاراً لكل مرحلة، وهو يعمل اليوم على ترسيخ صورة أنه حليف للسنة في المنطقة. في خطابه الأخير، أراد السيد نصرالله أن يقول للجماهير الإسلامية انتبهوا ولا تتأثروا بالإعلام".

 

وعن سؤال فيما يخص التباعد الأمريكي والاقتراب الإسرائيلي من الدول العربية والخليجية هل هناك توزيع أدوار بين أمريكا وإسرائيل؟ يقول "عتريسي": "لا أعتقد أن هناك توزيع أدوار منظم، بل هناك تراجع حقيقي للدور الأميركي في المنطقة، وليس تراجعاً إرادياً ومقرراً".

 

ويرجع الباحث الللبناني الإنكفاء الأميركي لأسباب معروفة هي تنطلق من تراجع الدور الإسرائيلي، ومن الضربات المتلاحقة التي تلقاها الأميركيون من أفغانستان والعراق والتحولات في المنطقة.

 

الإسرائيليون يتكلمون علناً باسم أهل السنة

 

مؤخراً، شهد مؤتمر"ميونخ" للأمن الدولي مصافحة علنية بين وزير حرب العدو موشيه يعلون، ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق تركي الفيصل، وبغبطة سارعت وسائل إعلام إسرائيلية لتفسير مدلولات المصافحة، وقالت إنّ "إسرائيل" والسعودية هما أقرب إلى بعضهما من أيّ وقت مضى، مشيرة إلى أن المصافحة بين يعلون والفيصل، تمّت "في لحظة ودّية وعلنية".

 

وفي ختام المؤتمر يقول "يعلون" "توجد لإسرائيل قنوات حوار مع الدول العربية السنية المجاورة، أنا لا أتحدث عن مصر والأردن فحسب، بل أيضًا عن دول الخليج ودول شمال إفريقيا".

لم ينس يعلون التذكير بالصراع مع إيران الذي تروّج له السعودية في المنطقة، وقال:"هناك مصالح مشتركة لدى إسرائيل، الولايات المتحدة وأوروبا مع الأنظمة السنية، وعلى رأسها الصراع ضدّ إيران، نحن نعتبر السعودية زعيمة المعسكر السني ضدّ إيران.

 

خليجياً… لا حرج من إظهار التقارب مع الكيان الإسرائيلي

 

أمام المواقف المتعددة التي أظهرت نوعاً من الود بين مسؤولين خليجيين وصهاينة، لم يصدر أي تعليق رسمي على مواقف باتت تتكرر مؤخراً. هنا يوضح الكاتب اللبناني أن غياب الحرج مردّه إلى التحريض الإعلامي المتواصل عن "الخطر الإيراني"، دون أن يقال أن العدو هو "إسرائيل".

 

"ما يظهر من ممارسات ومواقف من مسؤولين سعوديين باتجاه "إسرائيل" هو تطبيع سيكيولوجي مع الاحتلال، ولكني مقتنع بأنه لن يجر لتطبيع علني على المستوى الرسمي"، يقول "طلال عتريسي".

 

ويرى في الامتناع الرسمي السعودي عن التعليق على مواقف صدرت عن مسؤوليها تجاه "إسرائيل"، بأنّها بمثابة رسائل موجهة أساساً للأمريكيين مفادها: "أن السعودية جاهزة للتطبيع مقابل أن تضربوا إيران".

 

يختم المحلل السياسي "عتريسي" حديثه بأن المملكة السعودية ليس لديها مشكلة بالاعتراف بـ "إسرائيل"، وقد عبّرت عن ذلك مسبقاً في المبادرة العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام ٢٠٠٢، والتي أقرت بأن العرب جاهزين للاعتراف وتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال.

 

إذا كانت المملكة السعودية ليس لديها مشكلة في الاعتراف بـ "إسرائيل"، فهل ينسحب هذا الموقف على الشارع السني؟ هل بات هذا الشارع جاهزاً للقبول بالكيان المغتصب الذي لايزال يحتل أرضاً "سنية" واغتيال قيادات وزعامات سنية، ولم يوفر إجرامه آلاف الأطفال والمدنيين الفلسطينيين السنة؟!

أضيف بتاريخ :2016/02/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد