54 قتيلا في هجمات إرهابية يغلق الحدود بين #تونس و #ليبيا
أشار الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى إغلاق الحدود مع ليبيا خلال كلمة متلفزة من قاعة العمليات المركزية في الثكنة العسكرية بالعاصمة تونس مساء أمس الإثنين 7 مارس وذلك بعدالأحداث التي جرت في مدينة بن قردان وخلفت 54 قتيلا جراء تبادل إطلاق نار مع تنظيم داعش الإرهابي.
وجاء كلمة السبسي : " أعلمني رئيس الحكومة عن الإجراءات التي تم اتخاذها وهي إغلاق الحدود مع الجارة ليبيا. والثاني حظر تجوال في المدينة" موضحا بأن هذه الإجراءات جاءت بعد ما جرى من تبادل إطلاق نار قد بدأ منذ فجر أمس في مدينة بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا بين وحدات من الجيش والحرس الوطني وجماعات مسلحة حاولت اقتحام مقار أمنية وعسكرية في الجهة بشكل متزامن.
وقد لمّح الرئيس السبسي إلى إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى في حال لم تكن تلك المعلنة كافية استنادا إلى الفصل 80 من الدستور والذي يخوّل رئيس الجمهورية اتخاذ إجراءات خاصة في الحالات الاستثنائية التي تعني وجود "خطر داهم يهدد أمن البلاد واستقلالها".
وأضاف في كلمته الموجهة للشعب والتي بثها التلفزيون الحكومي "هذا الهجوم منظم وهو غير مسبوق وربما كان الهدف منه السيطرة على هذه المنطقة وإعلانها إمارة جديدة ولكن قواتنا التي توقعت هذا كانت موجودة ويحق للتونسيين الافتخار بها".
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها حول الحادثة إن 35 مسلحا إسلاميا قتلوا إضافة إلى سبعة مدنيين و11 من قوات الأمن. واعتقلت القوات التونسية سبعة مسلحين آخرين
وأصدرت وزارتا الداخلية والدفاع بيانا أشارتا فيه إلى غلق المعبرين الحدوديين «رأس الجدير» و»الذهيبة – وازن» وتكثيف الوجود الأمني والدوريات الجوية على الحدود مع ليبيا.كما دعا البيان سكان «بن قردان» إلى ملازمة منازلهم والتزام الهدوء والحذر. كما طالب وسائل الإعلام بـ»التروي في نقل المعلومة وانتظار بلاغات المصادر الرسمية»، فيما أصدرت الداخلية بيانا جديدا أعلنت من خلاله فرض حظر التجوال على الأشخاص والعربات في المنطقة.
ويرى الخبير الأمني علي الزرمديني خلال حديث له مع صحيفة "القدس العربي" أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي أحبطتها قوات الجيش والأمن في «بن قردان»، تندرج في إطار مخطط تسعى الجماعات الإرهابية الموجودة حاليا في ليبيا لتنفيذه، ويهدف للتوسع وخلق الفوضى في المنطقة عموما.
وقد استبعد الزرمديني استخدام الأراضي أو الأجواء التونسية لشن هجمات دولية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا، مضيفا «تونس ترفض بشكل قاطع استخدام أراضيها من قبل قوات أجنبية، وهذا مبدأ أساسي وسيادي لا حياد عنه، لكنها بالمقابل تتعاون استخباراتيا مع الدول الأخرى فيما يتعلق بتبادل المعلومات حول الجماعات الإرهابية».
ويعلق الزرمديني علىى خبر مقتل زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» الإرهابي سيف الله بن حسين (أبو عياض) بقوله : " الشيء الثابت إلى حد الآن هو أن أبو عياض لم تتأكد وفاته، وكل ما يروّج هو مجرد إشاعات لها جوانب نفسية وعسكرية، ومن الواضح أنه يوجد في درنة (شمال شرق) والمعلومات الاستخباراتية التي أملك جانبا منها، تقول إنه يتحرك الآن ولديه كتيبة تضم 250 عنصرا أغلبهم تونسيون وهو ما زال على قيد الحياة شأنه شأن مختار المختار (زعيم جماعة المرابطين)».
يجدر بالذكر أن هذا ثاني هجوم إرهابي تتمكن السلطات التونسية من إحباطه في منطقة «بن قردان» خلال أقل من أسبوع، حيث نجحت قوات الأمن والجيش في صدّ هجوم إرهابي بعد اعتراض ثلاث سيارات مجهزة بأسلحة ثقيلة وأحزمة ناسفة وغيرها، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل خمسة إرهابيين وفرار الباقين، فضلا عن مقتل عنصر أمن وجرح آخر.
أضيف بتاريخ :2016/03/08