“لقاء” المعارضة في الجزيرة العربية يصدر بيانه بخصوص الحج وتسييسه من قبل السلطات السعودية
على ضوء الكوارث التي نجمت عن سوء إدارة “السلطات” السعودية لمراسم حج 2024، أصدر “لقاء” المعارضة في الجزيرة العربية تقدير موقف حول مشهد الحج لهذا العام وتزامنه مع ما يتعرض له أهالي غزة من إبادة جماعية تحصل بتواطؤ عربي ودعم أميركي- غربي وفقا لما أكده اللقاء.
تقرير اللقاء تناول في جوانبه مسألة إخضاع آل سعود مراسم الحج بما يخدم المصالح الأميركية في المنطقة سيما في ظل “طوفان الأقصى” ، فكان عنوان التقرير “الحج الأمريكي.. ليشهدوا مصائب”، كما تناول مسألة كارثة أعداد الحجاج الذين لقوا حتفهم نتيجة فشل إدارة المراسم، وفي جانب آخر تطرق اللقاء إلى النفس الطائفي الذي سبق ورافق المراسم، وأخيراً عن حالات الاعتقالات والقمع التي مارسها بحق الحجيج.
بداية من خصوصية الفريضة لهذا العام لترافقها مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، لفت المكتب السياسي للقاء المعارضة إلى أنّ الشعيرة العباديّة والاجتماعيّة التي ينبغي لها أن تكون فرصة للمسلمين لتبادل الهموم إزاء ما تشهده الأمة الإسلامية من أخطار وتحديات، لا سيما قضية فلسطين والتي يتأكد حضورها وإثارتها في موسم هذا العام، خضعت في ظل حكم آل سعود إلى تشويهٍ متعمّد، وتحولت من رحلة للتزوّد الروحيّ والإيمانيّ، وتبادل هموم الأمة وتداولها إلى مجرد طقوس بعيدة كل البعد عن أهدافها السامية.
فعلى الرغم من أن الحج قد ارتبط بفلسطين منذ أن بدأ الصهاينة سياسة السيطرة عليها منذ عشرينيات القرن العشرين، إلا أن سياسات عبد العزيز آل سعود كانت منذ فرض سيطرتهم على الحرمين، تمنع كل أشكال الدعوة لمؤازرة الفلسطينيين ومقاومة الاحتلال الصهيوني، وهو ما استمرت إلى اليوم بما يتناسب مع ما يصب في مصلحة قوى الهيمنة الداعمة للكيان الصهيوني وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لا تريد لموسم الحج أن يتحول مؤتمرا سنويًّا لمناهضة الاحتلال والهيمنة الامبريالية.
يتابع “اللقاء” تسليطه الضوء على هذه القضية، بالحديث عن أن بعد معركة طوفان الأقصى، التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومع موقف السعودية الداعم والمؤيد للعدوان الصهيوني على غزة، استشعر آل سعود بأن حج هذا العام 1445هـ/2024م، قد يخرج عن سيطرتهم، ويتحول إلى مكان للتضامن مع أهالي غزة وساحة للدعاء للمقاومة بالنصر والغلبة على الصهاينة، ولذلك استبق النظام السعودي موسم الحج بالتحذيرات المتكررة التي لم تكن معهودة بهذا المستوى من التصعيد.
نتيجة لهذا الاستنفار المضاعف لآل سعود المترافق مع استنفار مشاعر جموع المسلمين تجاه القضية الفلسطينية، اتجهت “القيادة” السعودية إلى اعتماد نهج “عسكرة الحج” لكبت هذه المشاعر. فلم يُخف النظام السعوديّ البُعد السياسيّ في استهدافه لشعيرة الحجّ، على الرغم من زيف ادعاءاته بحصر هذه الشعيرة في الجانب العباديّ المحض وعدم تسييس الحج.
فقد توعّدت السلطات السعودية، وفقا للقاء المعارضة، أصحاب الرأي في موسم الحجّ، وعدّ أي شكل من أشكال التضامن مع قضية فلسطين من مسببات الفوضى، في إلغاء واضح لأحد الأهداف السامية للحج، حيث يتدارس المسلمون قضاياهم ويتبادلون الرأي فيها، ومع توقعها إثارة المسلمين قضية “العدوان على غزة” ضاعف النظام هذا العام من مظاهر عسكرة المشاعر المقدسة عبر الاستعراضات العسكرية وتهديد الحجاج بإدخال المدرعات والقوات المسلحة من الجيش والحرس الوطني وجميع القوى الأمنية.
كما أوعزت السلطات السعودية إلى عدد من الأمراء والمسؤولين والدعاة والكتاب المقربين من الديوان الملكي بالدفاع عن الموقف السعودي، وإطلاق التهديد والوعيد من رفع الشعارات السياسية في موسم الحج، وقد بدا واضحا من خلال التصريحات والمقالات والتغريدات؛ أن المقصود بالشعارات الممنوعة هو ما يتعلق بالتضامن مع فلسطين والعدوان على غزة وتأييد المقاومة والدعاء لها بالنصر، والبراءة من أمريكا والصهاينة.
بما يتعلق بتكاليف الحج المرتفعة، يقول تقرير اللقاء: في الوقت الذي تشهد مهرجانات الرذيلة التي تنظمها هيئة الترفيه اكتظاظًا بشريًا بدوافعه وأهدافه المعروفة، وتقدم كل التسهيلات للمشاركين من داخل البلاد وخارجها، وتغيب كل الاجراءات الرسمية، يُظهر النظام السعوديّ تشدّدًا إزاء المسموح به في موسم الحج. فقد ضاعفت السلطات السعوديّة تشديد القيود الصارمة على حجّاج الداخل والخارج من حيث الأعداد والاجراءات المطلوب التقيّد بها، كما فرض النظام قيودًا مشدّدة غير مسبوقة على حجاج الداخل، ما تسبب في خسائر ماديّة هائلة، عبر إلزام الحجاج بشروط مجحفة في مسائل الرسوم، والسكن، والتنقّل، في ظل مشاكل التضخّم والزيادة الجنونيّة في الضرائب التي أنهكت كاهل الحجاج في الداخل والخارج، حتى أسبغ عليه مسمى “حجّ الأغنياء”.
في الختام يؤكد لقاء المعارضة في الجزيرة العربية على أن من واجب الدول الإسلامية، في ظل استئثار النظام السعودي بهذه المراسم، التفكير على نحو جدي ومسؤول في الضغط على النظام لتأسيس إدارة إسلاميّة مشتركة لتنظيم شؤون موسم الحج والعمرة والزيارة.
مؤكدا أن الحؤول دون تفرّد آل سعود بهذه البقاع المباركة التي تشترك فيها الأمّة الإسلاميّة، يصدر عن موقف أخلاقيّ وشرعيّ برفض تولي عائلة أو دولة شؤون الحج، لا سيّما مع تعاظم خطر جنوح هذا النظام نحو التطبيع مع الكيان الصهيونيّ بما يهدّد مصير المقدّسات، ويعرّض كل حرمات الإسلام والمسلمين إلى أخطار وجوديّة.
أضيف بتاريخ :2024/06/25