أصدر علماء البحرين بيانًا استنكروا فيه العمل الإجرامي الذي طال المعزين في الحسينية الحيدرية بسيهات والأعمال الإرهابية التي طالت حسينيتين في البحرين ودعا العلماء في بيانهم لاجتثاث منابع الإرهاب كما طالبوا بمعاقبة منفذي العمليات الإرهابية .
وجاء في نص البيان :

"باسمه تعالى
ركب الشهادة

وتستمرّ الروح الحسينيّة في كلّ عام بإيقاظ النفوس وتحريك الوجدان وتنوير العقول بمبادئ الحقّ والعدل، وقيم الخير والصلاح، ومعاني التضحية والفداء لأجل الإسلام.
وتستمرّ المسيرة الحسينيّة في عطاءها الواسع المتجدّد بكلّ حرارة وحيويّة دون توقّف أو ضعف.
ويستمرّ الركب الحسيني مدّعماً بسيل من الدموع الساخنة النابعة من عمق الحسرة واللوعة على مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وبحشود الجماهير العاشقة للأمام الحسين عليه السلام ضمن مجالس ومواكب العزاء الحسيني، وبنزيفٍ من الدماء إلزاكية، وعروج صفوة من الأرواح الطاهرة في هذا الطريق في كلّ عام من عشَّاق الإمام الحسين عليه السلام، ليستمرّ ركب الشهادة الدامي معلناً انتصار المظلوم على الظالم.
ويظنّ اليزيديون الجدد أنّهم بأعمالهم الإجرامية، وقتلهم المعزّين، سيرهبون ويرعبون الحسينين ويجعلونهم يتراجعون عن إحياء الشعائر الحسينيّة، هيهات هيهات؛ فإنّ لقتل الحسين عليه السلام حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وما وقع بالأمس من هجوم إرهابي على المعزّين في الحسينيّة الحيدريّة في حيّ الكوثر في سيهات، ووقوع عدد من الشهداء والجرحى، يأتي في هذا السياق، ويكشف عن مدى خسّة ودناءة الجماعات التكفيريّة الإرهابيّة وفقدانهم لجميع القيم الإسلاميّة والإنسانيّة، وهو ليس فقط لن يثني المعزّين عن الاستمرار في ممارسة شعائرهم الحسينيّة بل سيزيدهم إصراراً وثباتاً في هذا الطريق.
ونحن إذ نعزّي عوائل الشهداء وأهلنا في سيهات بهذا المصاب الجلل، وندعو للشهداء بالرحمة والمغفرة والرضوان، وللجرحى بالشفاء، نؤكّد على ضرورة مواجهة الإرهاب التكفيري باجتثاث أصوله ومنابعه عبر خطّة جادّة وشاملة، وعدم الإكتفاء بالمعالجات الشكليّة والآنيّة.
كما ندين العمل الإجرامي بإطلاق الرصاص على حسينيتين في دمستان والهملة، ونطالب بملاحقة الجناة ومعاقبتهم بأشدّ العقوبة لكي لا تتكرّر مثل هذه الأعمال الإجرامية.

علماء البحرين
4 محرم الحرام 1437"