تقرير خاص: الموقف الأخير للدول الخليجية والعربية من #حزب_الله... هل يحمل جديداً؟
بين الذهول والصدمة استقبل الشارع العربي والإسلامي إعلان حرب المملكة السعودية على "حزب الله"، متسلحة بقرارين خليجي وعربي صنف المقاومة اللبنانية في عداد المنظمات الإرهابية!
فهل هذا الموقف يعد جديداً من الدول الخليجية والعربية بالأخص السعودية؟ وماذا عن التوقيت ولمصلحة من؟
لم يكن هذا الموقف وليد اللحظة، فالمتابع للإعلام العربي بالأخص الخليجي يدرك أن الموقف من المقاومة وخاصة "حزب الله" ليس بجديد، وقد تجلى في السنوات الأخيرة عندما لجأ هؤلاء للعب بالورقة الطائفية منذ أعوام طويلة في خدمة مصالح مشتركة بينهم المشاريع الصهوأمريكية.
بحسب مطلعين على خفايا الحرب الأهلية اللبنانية، لعب الجهاز الاستخباراتي السعودي دوراً كبيراً في مجريات المعارك التي خيضت ضد المقاومة الفلسطينية آنذاك، وعلى رأسه "كمال ادهم" يساعده رجال أعمال كانوا يتولون نقل أمراء الحرب اللبنانيين عبر طائراتهم الخاصة ويدفعون لهم ثمن السلاح الذي كان يفتك قتلا وذبحا بالأبرياء.
الكاتب الفرنسي "الآن مينارغ" يتحدث في كتابه "أسرار وخفايا حرب لبنان " عن الدعم السعودي لبشير الجميل بالمال والسلاح لمواجهة المقاومة الفلسطينية . يستنتج من هذه الوثائق التي تؤكدها شهادات من شاركوا في الحرب أن القوات اللبنانية كانت مشروعا استثمرت فيه السعودية إلى أبعد الحدود .
واستمر الدور التمويلي والتسليحي السعودي حتى العام 1982 تاريخ الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وهو ما قرأ فيه مراقبون بأن السعودية كانت على علم بموعد الاجتياح وأهدافه.
التآمر ومحاولات التخلص من قيادات مؤثرة
في مارس 1985، نفذ بعض الأشخاص انفجار اً ضخماً في بئر العبد في الضاحية الجنوبية خلف مجزرة ضخمة، كان يراد منه استهداف "السيد محمد حسين فضل الله "انتقاماً من خطه المقاوم ،كتب لاحقاً بوب ودوورد ( الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية) عن أن "الانفجار خططت له المخابرات الأميركية ومولته السعودية ونفذه لبنانيون".
وما أشبه اليوم بالأمس حين اجتمع زعماء الدول العربية بغياب سوريا في شرم الشيخ في عام 1996 وتوعدوا قوى المقاومة "حزب الله وحماس والجهاد" بالتخلص من المقاومة اللبنانية والفلسطينية باعتبارها عائقا إمام التسوية السياسية بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية وبالتالي الدول العربية!
وفي العام 2002م، أصدر الداعية السعودي عبد الله بن جبرين فتوى ضد "حزب الله" قال فيها "لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي، ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم، ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين". ونصح على حد تعبيره "أهل السنة أن يتبرأوا منهم وأن يخذلوا من ينضموا".
وجدد مفتي عام المملكة عبد العزيز آل الشيخ الفتوى كذلك في العام 2014م بقوله: "إن القتال ضد الكيان الصهيوني غير جائز شرعاً"، ولم يتوقف عند هذا الحد بل اعتبر الجهاد ضد "إسرائيل" معصية تستوجب التوبة، وجاء ذلك مقطع فيديو ردا على سؤال من شخص مدعي أنه لبناني على قناة المجد السعودية قال "إنه شارك في حرب تموز مع حزب الله ضد كيان الاحتلال الصهيوني".
المقاومة تقاوم الطيران الإسرائيلي والتأمر العربي معاً
وفي حرب لبنان 2006، وصف الأمير سعود الفصيل عملية أسر الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله "مغامرة غير محسوبة"، ووافقه في ذلك الموقف المصري الرسمي، على الرغم من ذلك بعد انتصار المقاومة في وجه الكيان الإسرائيلي خرج السيد نصر الله مباشرة وأهدى النصر للأمة الإسلامية جمعاً.
إلا أن الهجوم على "حزب الله" لم يتوقف يوماً حتى في أشد المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، ففي العام 2007م أي بعد الانتصار قدم "جيفري فيلتمان" أمام الكونغرس الأمريكي طلباً يضمن غلاف مالي قدره نصف مليار دولار، لإطلاق حملة إعلامية باستغلال كل وسائل الإعلام لتشويه صورة "حزب الله".
تشويه صورة "حزب الله"
وفي عرض موثق اقترح تركي الفيصل على الولايات المتحدة عام 2009 تشكيل جيش من المرتزقة، تتولى السعودية تكوينه وتمويله، على أن تقوم الولايات المتحدة بتسليحه وتدريبه، مهمته الوحيدة هي محاربة حزب الله في عقر داره!.
لم يستقبل الكيان الإسرائيلي قرار الخليجي والعربي باعتبار حزب الله منظمة إرهابية بالبشرى فحسب، بل تعدى إلى قوله:"الحزب تحوّل من منظمة تعتمد حرب العصابات إلى جيش نظامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، ورفضت وصفه بـ"منظمة إرهابية". بحسب صحف إسرائيلية.
صحيفة "هآرتس"،نقلت عن المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، في مقال له تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي لم يعد يعتبر حزب الله منظمة حرب عصابات"، أن الحزب اللبناني منذ ثلاث سنوات ونصف في صيف 2012 يشارك بشكل فعّال في الحرب السورية.
ويرى الكاتب أنه إذا اندلعت الحرب ستضطر "إسرائيل" إلى استخدام قوة غير مسبوقة في لبنان. فلن يكفي القصف الكثيف من الجو، بل سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى الدخول البري "من أجل أن يدفع حزب الله الثمن"!.
استعراض سلسلة المواقف وإن أتى سريعاً يكشف أن الحملة ضد المقاومة اللبنانية وقبلها الفلسطينية لم تكن جديدة، إذاً لم يعد السؤال لماذا؟.. لمصلحة من فالجواب معروف، لمصلحة المتضررين من أي فعل مقاوم، ماذا عن التوقيت الجواب مرهون بالمقبل من الأيام...
أضيف بتاريخ :2016/03/05