بعد عشر سنوات على إطلاق برنامج الابتعاث الخارجي لكلا الجنسين، هاجم مفتي عام المملكة "الشيخ عبد العزيز آل الشيخ" البرنامج بحجة الشكاوى العديدة التي ترد إليه من أولياء الأمور.

فما حقيقة هذا الهجوم المستجد من "آل شيخ" بهذه الصيغة الشرعية وفي هذا الوقت الزمني الراهن الذي يعصف باقتصاد المملكة المتراجع؟!

وجاء هجوم مفتي المملكة على الابتعاث للنساء بغطاء وتبرير شرعي إلا أنه لم يفلح في إقناع الشارع السعودي الذي رأى أنه لو كان كذلك لكان الإفتاء سيكون قبل ذلك بكثير منذ عشر سنوات.

كما أن القرار باستهداف البرنامج والمطالبة بالإيقاف لا يأتي بين ليلة وضحاها لمجرد بعض الشكاوي من أولياء الأمور.

 وبحسب مجموعة من الأولياء الأمور لـ "خبير" قولهم إنهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل تحقيق طموح أبنائهم وبناتهم في الابتعاث والدراسة في الخارج، خصوصاً من يدرسون على حسابهم الخاص إلى حين يتم ضمهم إلى البعثات على حساب الدولة، وبعض الحالات يتم انضمامهم متأخراً، كما أنهم يباشرون متابعة أحوال بناتهم عن قرب بالدعم والتواصل الدائم معهن، مما يكشف عدم صحة إدعاء المفتي وإن كانت هناك بعض حالات من الشكاوى إلا أنها بطبيعة الحال لايمكن أن تؤسس قراراً من هذا النوع!!

من جهة أخرى، أشار محللون اقتصاديون، أن السبب الرئيس وراء استهداف "المفتي" للابتعاث (النسائي)، هو العجز الحاصل في الموازنة العامة للمملكة، إذ أشارت التوقعات بأن العجز في ميزانية المملكة يقدر بـ 20% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن صندوق النقد الدولي يتوقع حصول أول عجز في الحساب الجاري السعودي منذ أكثر من عقد من الزمان، حيث تراجعت احتياطيات البنك المركزي السعودي بمقدار 10% بالقياس مع احتياطيات العام الماضي، وهو ما يُعبّر عنه بلغة الأرقام بمبلغ 70 مليار دولار في سنة واحدة.

كما أن سعر النفط أصبح في أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد من الزمان، و يتم استنفاد الاحتياطيات النقدية، والأسواق الناشئة في حالة اضطراب، والمملكة في حالة من الذعر وصل بها إلى إعلان التقشف.

الأمر الأخر هو الاستنزاف المالي جراء الحروب في المنطقة فأكثر من 20 مليار دولار هي تكلفة العملية العسكرية التي شنتها المملكة في حربها على اليمن، وذلك فقط في الأسابيع الثلاثة الأولى.

وأفاد مراقبون، مما لا شك فيه أن "المفتي" لا يصدر منه تصريح رسمي بعيداً عن إيعاز رسمي من قبل أجهزة الدولة، ويرون أن هذا الهجوم بمثابة تصريح رسمي يجس النبض إلى حين يصل بالمملكة العجز عن مواصلة برنامجها الابتعاثي للنساء وربما تجد مبرراً أخر بالنسبة للشباب، فالمفتي رهن إشارة السلطة ولديه التبريرات الكافية باسم الدين !!.

وكان "آل الشيخ" هاجم ابتعاث الخارجي للفتيات مطالباً بتوقيفه وأرجع السبب إلى أنه ترده شكاوى عديدة من أولياء الأمور، وهذا ما أثار حفيظة المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"حيث تسأل أحدهم بقوله:"طيب سماحته ليش ماطالب بتوظيف البنات في مناطقهن مو اللي من الجنوب تتوظف بالشمال واللي من الشمال تتوظف بقرى الجنوب !".

وعلق آخر بالقول: "مو الي وصلت لسماحتكم شكاوى لم يوصل إنجازاتهم أيضا!".