محلية

جزيرة تاروت: جرافات وشاحنات تجتاح غابات’المانجروف’ في جنح الظلام


اجتاحت جرافات وشاحنات في جنح الظلام غابات"المانجروف" في مخطط الجامعيين بجزيرة تاروت والتي يزيد حجمها عن 2مليون متر مربع، من قبل مقاولين .


وبدأت غابة مانجروف "القرم"، تتقلص بشكل بطيء، وعلى إثره فقدت الجزيرة أكثر من 39 ألف متر مربع، ووصف مهتمون في شؤون البيئة الاعتداء الذي يحدث من مقاولين بأنه اعتداء صارخ على البيئة وتسبب في القضاء على أشجار المانجروف وتقليصها بمساحات كبيرة من الداخل ومن الجهة الشرقية للغابة تحديدا.


وأشار نائب رئيس جمعية صيادي الأسماك بالمنطقة الشرقية والناشط البيئي "جعفر أحمد الصفواني "،إلى أن غابة تاروت الواقعة شرق مخطط الجامعيين والتي تبلغ مساحتها أكبر من 2 مليون متر مربع تتعرض اليوم إلى الاغتيال البطيء والمنظم من قبل جهات عديدة، وأضاف :تأتي جرافات وشاحنات وتعمل في الخفاء وأثناء الليل أيضا في هذه الغابة التي لا يوجد نظير لها.

مؤكدا أن هذه الغابة تتميز بمميزات عديدة لا تتواجد عند أي غابة في المنطقة، وتعتبر من أكبر الغابات المتصلة ببعضها، وهي الغابة الوحيدة التي يمتزج فيها ويختلط الماء الحلو بالمالح، مشددا على أن الغابة تعتبر معجزة ببقائها حيث قاومت أكثر من 25 عاما لمياه الصرف الصحي الذي يرمى فيها بطريقة معالجة بدائية، حتى عمل محطة المعالجة الثلاثية. كما تعتبر مقاومة للردم الذي طالها من جوانب عديدة.

وتساءل الصفواني لا ندري هل الجهات المسؤولة تدري عن هذا الردم أم ماذا؟ مُبينا بأن الجمعية أرسلت خطابات عديدة حول الردم ، مُوضحا بأن هذا الإجراء مخالف للواقع، ولكافة المحاذير التي تخص البيئة والتي تمنع أن يمس ماء البحر بالردم أو نحوه إلا للضرورة وإن كان أحد يملك في مياه البحر وهذا مخالف فإنه يعوض في مواقع أخرى، لتبقى حرمة الردم والتجريف باقية وخط أحمر للسواحل للمحافظة على البيئة البحرية، مؤكدا على ضرورة تسوير المنطقة لمنع أيدي العابثين في الغابة.


وبين عضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية والناشط البيئي" داوود سلمان آل إسعيد " بأنه لا يزال التضييق وخنق الغابة بالتجريف يأتي بجوانب عديدة، فمرة يأتي من الأمام ومرة من الخلف والمحصلة هو التهام أشجار المانجروف التي يبلغ عمرها عشرات السنين، وهذا الردم يجري يوما بعد يوم وفي مناطق متعددة وخاصة في الجزء الشرقي من غابة مانجروف تاروت وتحديدا بمخطط الجامعيين شرقي "تركية محافظة القطيف".

وتابع قوله : ليقضي ذلك التجريف على الحياة الفطرية وأشجار المانجروف والبيئة برمتها، مشيرا إلى أنه لم يتبق جزء في المنطقة إلا ونهشت أشجاره مما كان له أثر على العطاء البحري والناتج القومي من الأسماك والروبيان فبعد أن كانت المملكة تحتل المركز الأول في إنتاج الأسماك على مستوى شبه الجزيرة العربية أصبحت اليوم تحتل المركز الرابع بعد عمان واليمن والإمارات.

وبين كبير الصيادين في محافظة القطيف "رضا حسن الفردان " أن العمل على تجريف غابة تاروت مستمر ويكون العمل في الأغلب في الفترة المسائية، وبين بأنه ذهب يوم أمس للموقع وعاين ما تم تجريفه، وقال الفردان تتواجد منطقتان تم تجريفهما بالكامل حيث يصل طول الأولى 300 متر طولي في 100 متر عرضي أي بمساحة تقدر بحوالي 30 ألف متر مربع.

وأضاف كما تتواجد منطقة أخرى تم تجريفها في الغابة بطول 300 متر طولي في 30 مترا عرضيا أي بمساحة تقدر بحوالي 9 آلاف متر مربع ليبلغ ما تم إزالته من مساحة لأشجار المانجروف بحوالي 39 ألف متر مربع من أشجار المانجروف، مما يفقد بكل شجرة ثروة طائلة مما يعطيه البحر من نعمة وثروة من الأسماك والروبيان وغيره، طالب بوضع الخرسانة والصبيات من قبل البلدية لمنع هذه الجريمة النكراء بحق البيئة، بحسب قوله .


من جانبها أكدت "بلدية محافظة القطيف"ليس لديها أي أعمال أو ردميات في مخطط الجامعيين، كما أنها لم تتلق أي رسالة حول وجود تجاوزات في غابة مانجروف تاروت، مضيفة بأنها ستتابع الأمر وتتحقق منه لرصد العابثين بتجريف الغابة

أضيف بتاريخ :2015/11/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد