تقرير-(خاص): ظاهرة العنف ضد ’المعلمين’ في المدارس.. أين الحلول؟
تعد مشكلة العنف ظاهرة اجتماعية في المجتمعات السابقة والحاضرة، ومع تعدد أنواع العنف، إلا أن ظاهرة العنف ضد المعلمين في المدارس، انتشرت مؤخراً بشكل ملحوظ، خصوصا في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
يُرجع كثر أسباب إنتشار العنف بين طلاب المدارس، إلى غياب الأخصائي النفسي الذي بإمكانه البحث عن هذه العوائق وإكتشافها وتحديدها. ففي الوقت الحالي يصعب مساعدة الطلاب و الطالبات على تجاوز المشكلات التي يمكن أن تعيق مسيرتهم العلمية والعملية، وذلك لسوء نفسية المعلم بسبب كثرة الحصص أو عدم إعطائه حقوقه، فتنعدم أجواء. الألفة والمودة داخل الإطار المدرسي.
والاستهزاء بالطالب وعدم احترامه ومراعاة شعوره والتوبيخ المستمر من قبل المعلم للطالب، كلها عوامل تساعد على بناء رغبة الانتقام عند الطالب .
وأيضا العنف الجسدي الذي يتعرض له الطالب و الطالبة من قبل المعلم يدفع الطالب للإنتقام، إما بكسر سيارة المعلم أو ضربه، أو تهديده وقد يكون ولي الأمر الطالب سببا في ذلك إنعدام هيبة المعلم بتكرير عبارات من بينها، "إذا الأستاذ قال لك كلمة لا تسكت له، ما عليك من المدرس".
وفي البحث عن الحلول نجد أن بعض الأستاذة في دول مختلفة، وضعوا بعض النقاط التي من شأنها التقليل من ظاهرة العنف ضد المعلم، من بينها، الإعداد الجيد للمعلم من الناحية التربوية والعلمية، وتقريب المسافة بين الطالب والمعلم، بالإضافة إلى احترام الطالب وبالتالي احترام رأيه وأفكاره وعدم التقليل من قيمتهما، والسماح له بالتعبير عن مشاعره ، مع مراعاة عدم تجاوز الطالب لحدود الأدب.
كذلك مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، والتوجيه المستمر والغير مباشر للطلاب وحثهم على السلوك الحسن و ذلك عن طريق القصص الواقعية التي وردت في التراث الإسلامي.
ومن بين النقاط تحذير الطلاب من رفاق السوء وإرشاد الطلاب لكيفية انتقاء الأصدقاء وماهي مواصفاتهم وطرح الأمثلة وبيان النهاية المتوقعة لرفقة السوء. كما ينبغي عدم اعتماد الأساليب التقليدية في الشرح وإعطاء الطالب الفرصة للمشاركة والاكتشاف والوصول إلى النتائج وهذا سوف يضفي على الدرس صفة التشويق وحب المادة العلمية وحب المعلم. ومن الحلول الاهتمام بالتوجيه والإرشاد وتأهيل المرشدين تربويا ونفسيا للقيام بأدوارهم وتنظيم اللقاءات الدورية فيما بينهم للإطلاع على المشاكل المختلفة وكيف تم التغلب عليها والاستفادة المتبادلة من خبراتهم.
يذكر أن ظاهرة العنف من جانب الطلاب تجاه المعلمين شهدت ازدياداً ملحوظاً فى الفترة الأخيرة على الدول العربية، وتسعى بعض البلدان للحد من انتشارها، والوقوف على أسبابها بإجراء الدراسات، وإقامة الندوات بين المعلمين وأولياء الأمور.
ومع غياب الأسباب وحلولها عند الكثير من المدرسين وبعض التربويين، يبقى السؤال قائما، هل نجد الحل والمخرج لهذه الظاهرة المنتشرة، أم سنجدها في ازدياد؟!
أضيف بتاريخ :2015/12/19