ما حقيقة العلاقة بين السعودية وجماعة الإخوان في العهد السلماني الجديد؟
العداء القائم بين المملكة العربية السعودية وبين منظمة الإخوان المسلمين ليس وليد صدفة او وليد حدث أعقبه ثورات وسقوط أنظمة، فالسعوديون يرون في تنظيم كتنظيم الاخوان تهديدا لحكمهم ومملكتهم عبر تأسيسهم لنظام ديمقراطي ذو مرجعية إسلامية، وليس هناك اي مجال للشك ان عهد الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز يتباين مع عهد الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز بالنسبة للإخوان حيث دعم الملك عبدالله بشدة الانقلاب العسكري المصري في عام 2013 وساهم بشكل كبير بإقصاء الإخوان من المشهد السياسي العربي، حيث قام بضخ مليارات الدولارات من المساعدات للرئيس العسكري عبد الفتاح السيسي، كما أعلنت السعودية عن تصنيفها للإخوان كمنظمة إرهابية أسوة بالقرار المصري الذي وصفها بالمجموعة الإرهابية الخارجة عن القانون.
كما يعتبر عهد الملك عبدالله ان تيار الإخوان الذين اعتلوا السلطة في مصر وتونس والمغرب وليبيا.. خطرا مستطيرا على أنظمة وأمن واستقرار دول المنطقة.
وفي الوقت الذي تحتضن فيه قطر مؤتمرات ومنتديات الإخوان المسلمين وتستقبل رموزهم وتمد التيار العالمي بمختلف أنواع الدعم الإعلامي والسياسي والمادي تعلن باقي دول المنطقة عن اعتقالات دورية تطال عناصر الجماعة على خلفية تهم تصب جميعها في تهديد الأمن والاستقرار و"التآمر من أجل إسقاط أنظمة الحكم".
من جهة اخرى وفي عهد الملك سلمان بن عبد العزيز اتت توجهات المملكة بتدوير سياستها اتجاه الإخوان المسلمين بشكل إيجابي، لاستغلالهم في تكتل إقليمي أساسه التصدي للجمهورية الاسلامية الايرانية على أرضية طائفية بحتة، وتأتي إستدارة المملكة سياسيا من مرحلة حكم عبدالله الى سلمان لتمد أواصر الثقة بينها وبين قطر وتركيا لمواجهة النظام السوري وعلى رأسه الرئيس بشار الاسد بعد تأزم في علاقتهم على خلفية اسقاط السعودية للاخوان في مصر في العهد السابق مما سبب انهزاما واضحا امام حلف المقاومة في المنطقة وعزز الدور الايراني
كما ان تحقيق غايات آنية للنظام السعودي هي تعتبر ملحة فيما يخص سوريا واليمن يستدعي أن يكون الإخوان هم الامداد الاستراتيجي لهم في حربهم ضد اليمن ودعمهم للتيارات المسلحة في سوريا والتي تنتهج نهج الاخوان وتتحرك بدعم قطري ورعاية تركية، وهذا ما يعيد للجماعة تأكيد نفسها من جديد على الساحة الدولية كما صرح أحد أعضاء الإخوان لوكالة رويترز - رفض الكشف عن اسمه - "الأمور حولنا تتغير مع قدوم القادة الجدد إلى السلطة، وحان الوقت لنسترجع صوتنا مرة أخرى، ونوضح للعالم من نحن حقًا".
إن الواضح بشكل كبير ان العلاقة ما بين السعودية والإخوان ستبقى ضمن مجالات معينة، وان تعامل النظام السعودي مع الإخوان هو براغماتي بالدرجة الأولى.
ويصح القول أن أقوى تصريح لوزير الخارجية السابق سعود الفيصل فيما يختص بشأن جماعة الاخوان المسلمين كان ما صرح به للصحفية السعودية سمر المقرن، عنهم حيث قال: "إن السعودية ليس لديها مشاكل مع الإخوان المسلمين بل مع فئة صغيرة تنتمي لهذه الجماعة وتحمل بيعة للمرشد".
تأتي هذه التبدلات كون الولايات المتحدة الامريكية لديها مشروعها الذي يقوم على تشجيع التيارات الاسلامية السياسية من جهة ويرتكز في الوقت ذاته على تشجيع القوى المعارضة والمناوئة لها من جهة ثانية لتفتيت المنطقة لصالح الكيان الصهيوني، وبطبيعة الحال فان سياسة اي دولة في المنطقة كالسعودية لا يمكن لها ان تتجاوز بأي حال من الاحوال سياسة الادارة الامريكية، لذا هي بحاجة ولو مرحليا لتحتوي هذه الجماعة.
كما ويعتبر الملك سلمان بن عبد العزيز أن "التعاون مع الإخوان المسلمين هو الطريق الأفضل لمواجهة التحديات التي يفرضها انتشار تنظيم داعش وازدياد النفوذ الايراني وتعاظم دور حزب الله، لا سيما بعد الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني"، و"إن الخطر الإيراني يتقدم على الخطر الإخواني" لا سيما بعد الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني.
اذا السعودية تعود لتبنّي خيار التعاون مع الإخوان ان كان في مصر او مع حماس، فالانفتاح السعودي على هذه الحركة عبر استقبالها لرئيس مكتبها السياسي خالد مشعل على رأس وفد خلال أدائهم العمرة يوضح ان التواصل بين قيادة الحركة والنظام السعودي مستمر
وفي نفس التوقيت انتشر خبر ارسال حماس لحفّاري انفاق الى السعودية لحفر الانفاق بين السعودية واليمن بعد طلب المملكة منها اثبات حسن نواياها والمشاركة بالحرب الى جنب التحالف، مما استدعى من حماس نفي الخبر عبر بيان اصدرته " بوجود أي اتفاق بينها وبين المملكة العربية السعودية ينص على مشاركة مقاتليها في اليمن".
أضيف بتاريخ :2015/08/19