تقرير-(خاص): مبدأ خلط الأوراق في عملية إعدام المعارض الشيخ نمر باقر النمر
بدت حادثة إعدام المعارض للنظام السعودي الشيخ ’نمر النمر’ واضحة لكل المتابعين لقضيته بأنها بُنيت على مبدأ خلط الأوراق، لربطها بقضايا إرهابية، وزج اسمه ضمن أسماء إرهابين.
وسائل الإعلام السعودية، أعادت بث صور لعمليات تبنّاها تنظيم القاعدة أو نُسبت إليه، أثناء ذكر بيان الإعدام، مع ذكر صور وأسماء المحكومين بالإعدام، وعلى رأسهم الشيخ النمر، ليُظهر للرأي العام على أنهم في مستوى واحد مع الخطر الإرهابي الذي تمثله القاعدة وأخواتها.
ويرى مراقبون بأن هدف النظام السعودي من خلط الأوراق، هو إخضاع الشعب في ما يريده ويثبت قدرته على الشعب بالقمع ليمنع الناس من التحرك والمطالبة بالحقوق ويخمد الأصوات المرتفعة.
السعودية التي وسعت نشاطها في العالم تحت مسمى" التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، لتنظيف سيرتها الملوّثة بدعم المتطرفين والجماعات الإرهابية، وحين فشلت في إقناع الكثير من الناشطين والمنظمات الحقوقية والجهات الدولية في الغرب، وعند الكثير من العرب، أقدمت على الإعدام في هذا الوقت الراهن، في محاولة منها للقول بأنها بدأت من الداخل في محاربة الإرهاب.
صحيفة "رأي اليوم" الصادرة في لندن رأت في افتتاحيتها اليوم " بأن إعدام عدد من المتهمين بالتشدد، وتبني فكر تنظيم "القاعدة"، والإقدام على احتجاجات وتفجيرات، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بين أعوام 2003 إلى 2006، من أجل التغطية على إعدام الداعية الشيعي نمر النمر، المتهم بالتحريض على احتجاجات سلمية تطالب بالديمقراطية، وحقوق الإنسان، على غرار ثورات الربيع العربي الآخرى التي حظيت وتحظى (في سورية) بدعم القيادة السعودية".
كما وصفت منظمة العفو الدولية حادثة إعدام الشيخ النمر بـ تصفية الحسابات، وعلق مدير المنظمة "العفو الدولية" في الشرق الأوسط فيليب لوثر "تقول السلطات السعودية إنها نفذت أحكام الإعدام هذه للحفاظ على الأمن، لكن إعدام الشيخ نمر باقر النمر يوحي أنها تستخدم الإعدامات لتصفية حسابات سياسية (...) تحت غطاء مكافحة الإرهاب".
وأضاف لوثر "إنها محاولة لإسكات الانتقادات ضد النظام وخصوصا في صفوف مجموعات الناشطين الشيعة"، معتبرا أن محاكمة الشيخ النمر كانت "غير عادلة بوضوح".
وبالعودة إلى لعبة خلط الأوراق وهي لعبة خاسرة، حتى وإن لم تتضح الرؤية للكثيرين من عامة الناس، ربما تتضح لهم قريبا حين يميزون كل ورقة من أخرى.
أضيف بتاريخ :2016/01/03