محلية

هل تلجأ السعودية لفرض "التجنيد الإجباري على مواطنيها؟

 

بين مؤيد ورافض التجنيد الإجباري إلا أن البعض يرى أن دعوة مفتي عام المملكة "عبدالعزيز آل شيخ" إلى التجنيد الإجباري لم تأتي من تلقاء نفسه فطالما كانت السلطة السياسية محركة للسلطة الدينية والقضائية معا.

وما يثبت ذلك أكثر تراجع رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى "سعود السبيعي"، عن كلامه الذي قاله بعد دعوة مفتي عام السعودية بأن المملكة ليست بحاجة إلى التجنيد الإجباري حيث لم يمضِ أسبوعين على تصريحات "السبيعي"، حتى تراجع عن موقفه، وقال لصحيفة محلية بارزة إن رفضه لنظام التجنيد الإجباري يعد رأياً شخصياً ولا يعبر عن رأي مجلس الشورى، كما أنه لم يأت معارضاً لرأي مفتي عام المملكة.

واضطر "السبيعي" إلى تبرير موقفه بالقول إن عدم تأييده لتطبيق التجنيد الإجباري عائد إلى التجربة السابقة التي خاضتها السعودية في حرب الخليج، حينما هب ألوف المواطنين للاستجابة لدعوة فتح باب التطوع في الأزمة بذلك الوقت، وقال أيضاً "لو تعرضت المملكة - لا سمح الله - لأي خطر ستجد جميع أبنائها، بشبابهم وكبارهم، يتقدمون للدفاع عن الدين والبلد". بحسب تعبيره.

ولم يكن السبيعي وحده في هذا الرأي فقد شاركه في ذلك اللواء متقاعد صالح القرزعي بقوله : إن عملية التجنيد الإجباري أو تدريب الشباب، أمر في غاية الأهمية، ويكون تحت إشراف الدولة؛ بحيث يكون هناك نخب مدرّبة ومؤهلة للدفاع عن الوطن، مشيراً إلى أنه أفضل من التجنيد الإجباري؛ موضحاً أن المتطوع يدافع عن عقيدة راسخة، أما المجنّد قد لا يخلص في التدريب إذا لم يكن لديه الرغبة الداخلية.

فالدولة السعودية اليوم تساهم وتساعد حالياً في إعادة الشرعية اليمنية، وتحتاج الآن إلى الدعم الإعلامي وتثقيف الشباب في النواحي السياسية المختلفة، أما التجنيد الإجباري فليس وقته، ولا يوجد ما يستدعي ذلك؛ أما فتح باب التطوع فلا مانع، بحسب رؤية "القرزعي" وتصريحه هذا يوضح أن التجنيد للمواطن السعودي هو الدور المطلوب حالياً من مناصريها سواء كان عسكرياً أو فكرياً.

إلا أن المقرب من النظام السعودي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية " أنور عشقي"، أعتبر أن التجنيد الإجباري بات ضرورة مُلِحّة في الوقت الحالي.

وليس فقط سجل "عشقي" موقفه اتجاه التجنيد الإجباري وإنما أبعد من ذلك فأخذ يوطن ويشرعن التجنيد الإجباري بقوله إن مسؤولية المملكة توسعت تجاه أشقائها العرب، وأخذت دور الريادة في المنطقة، ووجود مجندين يضمن حماية الأمن القومي العربي.

أجل الدور الريادة الذي يطرحه عشقي هو مشاركة السعودية في الحروب على الآخرين فبذل أن تمثل دور الوساطة بين الأطراف العربية المتنازعة، وجمع الأطراف المعنية على طاولة واحدة لحل الأزمات العالقة .

وبين ماتحتاجه السعودية الآن سواء كان على مستوى الجنود المجند إجبارياً أو الجنود المجند إعلامياً وثقافياً يحتاج المواطن إلى قراءة صحيحة بعيدة عن التبعية للأنظمة السياسية الخاضعة للهيمنة والمصالح الكبرى في المنطقة حتى لا يكون المواطن لعبة يدريها هؤلاء السياسيون وفق لمصالح معينة بعيدة عن مصلحة الوطن الذي يعيش فيه كما أنها لا تتوافق مع مبادئ الإسلام الذي ينتمي إليه.

أما قول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود ورئيس الجمعية السعودية للعلوم السياسية "سرحان العتيبي" عن أنه لم نسمع أي تأييد من قبل المسؤولين على مبادرة مفتي المملكة عبد العزيز آل شيخ معتبراً المبادرة أنها "تُعَدّ خدمة للوطن، وليست عسكرة للشباب ،وأن تجنيد الشباب يساهم في تغطية المساحات الكبيرة، كما أنه يُخفّض من نسبة البطالة".

الأمر الذي ماكانت السعودية لتسمح إلى " العتيبي" ولا حتى إلى مفتي عام السعودية الحديث عنه لو لم يكن وفق ماتريد وتسعى إلى جس نبض الشارع السعودي كما هو عادتها.

فهل تجبر السعودية مواطنيها إلى التجنيد الإجباري خاصة وإن جنودها في الجنوب مع حدود اليمن صاروا يفرون من مواقعهم ويتغيبون عنها بحسب الوثيقة المسربة ،حيث توعد الحرس الوطني السعودي الجنود المتغيبين والهاربين بالفصل والمحاكمة وفقًا لنظام العقوبات العسكرية.

ومؤخراً فتحت قيادة القوات البرية الملكية السعودية - اللجنة المركزية لقبول الطلبة – عن فتح باب القبول الإلكتروني في وحدات المظليين والقوات الخاصة اعتباراً من يوم الأحد الموافق 15 / 11 / 1436هـ، ولمدة ثلاثة أسابيع.

إلا أن السؤال الأهم هل السعودية فعلا تقوم بتطبيق نظام التجنيد الإجباري بعدما طلبت من المحسوبين عليها التنظير له؟؟

أضيف بتاريخ :2015/08/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد