السعودية للمهجرين السوريين: (نعم) لمساعدتكم و(كلا) للجوء في السعودية !!
تداولت بعض وسائل الإعلام مقالا بعنوان "السعودية : نعم للمساعدات و لا لاستقبال اللاجئين"
ويتحدث المقال عن الدور السعودي البارز في توفير المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين والأموال وبحسب المقال"فقد شاركت المملكة في مؤتمر الكويت للمانحين في يناير/كانون الأول 2013 بمبلغ 213 مليون دولار، لتصبح الدولة الثانية بعد الكويت التي شاركت بـ325 مليون دولار. وكانت لها نفس المشاركة أيضاً في مؤتمر المانحين الثاني في مايو/آيار 2014، بنحو 18 مليون دولار.
وارتفع مستوى هذا المبلغ عام 2014 مرة أخرى، حيث تبرعت السعودية ب 755 مليون دولار، ليس فقط لفائدة الاجئين السوريين، بل أيضا لخدمات إنسانية في بلدان أخرى، لتصبح بذلك سادس دولة مانحة على مستوى العالم، بحسب تقرير "المساعدة الإنسانية العالمية" الذي تقوم بإعداده منظمات عالمية للتنمية."
لكن في الوقت ذاته يستنكر كاتب المقال ويتساءل ..لماذا لاتستقبل المملكة اللاجئين السوريين على أراضيها؟ فهي الدولة الغنية التي تعيل إلى جانب مواطنيها عدد كبير من الأجانب المقيمين الذين يعملون في مختلف قطاعاتها الحكوميّة والخاصة ..
ويقول المقال إنّ "السعودية لم تستقبل حتى يومنا هذا لاجئا سوريا واحدا، وعوض القيام بذلك تتركهم يخوضون معركة الطريق الخطر باتجاه أوروبا"
دولة كالمملكة العربية السعودية هل هي عاجزة عن إعالة اللاجئين السوريين وتوفير مساكن ووظائف لهم؟!
في الحقيقة رغم أن كاتب المقال قدَّم إجابةً مقنعة على هذا السؤال في النهاية، إلا أنّ هناك حقائق أخرى قد لايعلمها الكاتب عن دولة النفط الغنية..!
أنّ الدولة المانحة والسخية في عطاياها لصنع الدمار والخراب في العديد من دول المنطقة، هي عاجزة عن توفير السكن و الوظائف بل وحتى المقاعد الجامعية للكثير من مواطنيها..
إنها السبب وراء تهجير السوريين حين أرسلت لهم شذاذ الآفاق ليعيثوا في سوريا فسادًا وهي السبب في موت الكثير منهم في طريق الهجرة لأوروبا لأنها ببساطة ترفض استقبالهم.
يجيب الكاتب في نهاية المقال على السؤال الذي طرحه قائلاً "أن السوريين الفارين، غادروا بلدهم بسبب ثورة ينظر لها الجانب السعودي منذ بدايتها نظرة متشككة.
فما أطلق عليه تسمية "الربيع العربي" عام 2011 لم يلق أي ترحيب من طرف النظام السعودي المحافظ."
لكن ربما أغفل الكاتب هنا كون السعودية قد كالت بمكيالين في موضوع ماسمي بـ"الربيع العربي" لحساب مصالحها السياسية ففي سوريا كانت من الداعمين للمعارضة و دعمتها بالمال والسلاح والإرهابيين لكنها في البحرين تقمع الشعب البحريني المنتفض على النظام الظالم!
وفعلت الشيء ذاته مع شعبها المطالب بأبسط حقوقه، وهنا نعود للمقال حيث يقول الكاتب"وقد استطاع النظام السعودي تهدئة مواطنيه الذين بدأوا أيضاً بالمطالبة بالعدالة الاجتماعية والحرية السياسية والثقافية، وسيادة دولة القانون..."
ويضيف موضحًا خطر استقبال اللجئين السوريين في هكذا حالة" وفي حال استقبال لاجئين سوريين، فقد يزيد عدد المطالبين بتلك الحقوق، ما قد يهدد النظام السعودي القائم"
كمايشير الكاتب في النهاية إلى أنّ"مواقف بعض اللاجئين الليبرالية قد تصطدم بالإسلام الوهابي المنتشر في البلاد"
أضيف بتاريخ :2015/09/02