محلية

#حمزة_الحسن: موقف #الرياض من #كندا فتح الأعين تجاه ملفها الحقوقي

 

في معرض تعليقه على قرار المملكة بشأن طرد السفير الكندي وتجميدها كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة مع كندا، قال الباحث والكاتب د. حمزة الحسن إن "رد فعل الرياض على كندا لن يغير رأي العالم بقمعها ودمويتها داخليا وخارجيا. لن يحسن ملفها الحقوقي. لن يجعل الآخرين يصمتون، بل سيحفزهم ما جرى لكندا".

لافتا إلى أن الرياض لا تمتلك أموال قارون. ولو امتلكتها سيشلحونها إياها، متابعا قوله:" قليل من العقل والعدل يوفر كثيرا من الخسائر".

وتحت وسم #"السعوديه_تطرد_السفير_الكندي" أطلق المعارض "حمزة الحسن" سلسلة تغريدات بحسابه الخاص "تويتر" في هذا الصدد افتتحها قائلا: "من يعمل في حقل حقوق الإنسان يعرف أن الدول الغربية تنسق فيما بينها في المواقف. فالدول المستهدفة بالضغط السياسي من البوابة الحقوقية تتولاها مجموعة من الدول"، مستشهدا بـ" ملف البحرين الحقوقي بأنه كان تتصدره سويسرا قبل أن تتراجع وتنسحب من الواجهة تحت الضغط الخليجي".

وأضاف: "لا يعني تراجع سويسرا أن الأمر انتهى وإنما تصدر الملف دولة أخرى، وهناك تضامن أوروبي معها. الخليجيون التفتوا إلى الأمر، ونجحوا باستخدام الورقة الاقتصادية، وكأنها تأديب للدول التي تنتقدها سياسيا أو حقوقيا، ولكن ليس كل دولة سهلة البلع والكسر".

ولفت إلى أن "ألمانيا تم الضغط عليها سعوديا لتغيير موقفها السياسي من اليمن وغيره". وتابع: "لم تستطع الرياض قطع العلاقة الدبلوماسية معها، أو لا ترغب في ذلك، فعاقبتها بعدم إرساء أي مشاريع جديدة عليها. هذه قضية معلومة ومن يراجع العم غوغل يكتشف ذلك. والآن حدث ما حدث لكندا"، وفق تعبيره.

الدول الغربية قزّمت حقوق الإنسان..

وتساءل "الحسن": "هل يعني أن محمد بن سلمان كان ناجحا في لعبته الجديدة هذه؟ إلى حد ما" وأجاب بقول: "نعم! الدولة الغربية (مع استثناء الدول الاسكندنافية) تحمل ملف حقوق الإنسان بكف، ومصالحها بكف أخرى. وغالبا ما تكون المصالح هي الراجحة، ولذا يكون التراجع الغربي."

وأوضح أن "الدول الغربية قزّمت موضوع حقوق الإنسان، بسبب تسييسها له، واستخدامه بشكل فاقع في الضغوط السياسية، بحيث تجنبت نقد حلفائها، أو الضغط عليهم لتقديم تنازلات سياسية ومالية، كما السعودية. هذه حقيقة. ولم يعد لحقوق الإنسان ذاك الألق أو للغربيين تلك الثقة!".

وأكد أن الدول الغربية تريد حماية نظام آل سعود. ولكن ملف حقوق الإنسان صار مصدر ابتزاز، ولم يكن الموقف مبدئيا، إلا ما ندر".  مبيناً أن "هذا لا يعني أن موقف ابن سلمان القمعي صحيح، ولا موقف حلفائه الغربيين. الضغوط الحقوقية ستستمر، والابتزاز السياسي والمالي أيضا."

ولفت "الحسن" إلى أن الرياض تعلم أن عقودها التجارية وصفقاتها إنما هي لغرض سياسي أيضا، وهو أن تدافع الدول الغربية عنها وتحميها وتغطي سوءاتها لا أن تشارك في الضغط والفضح لآل سعود. حين تتقلص مصلحة دولة غربية ما، ينطلق اللسان، وترى الأفلام الوثائقية والبرامج والنقد!".

وقال: "في السنوات الأخيرة، رأينا منافسة غربية في النقد. فبعض دولها وعبر إعلامها ترفع سقفه (كما بريطانيا وفرنسا وأمريكا) لتحصل من الرياض على ما تريده أو تزيد حصتها من الأموال السعودية السائبة. ترى حملة إعلامية وفجأة تتوقف. ترى نقدا ثم تمضي شهور صمت!".

هل قرار ابن سلمان موفقا؟..

متسائلا عن هل كان قرار محمد بن سلمان موفقا في لجم كندا ومن وراءها من الدول الغربية؟ أجاب "الحسن": كلا! لقد اثبت بقراراته تجاه كندا أنه انتقائي اختار الأضعف، ولم يجرؤ على الأقوى. إذا اخمد صوتا واحدا فهو لن يخمد بقية الأصوات التي تراه ضعيفا وفرصة دائمة للابتزاز".

وبيّن أن "قرار ابن سلمان يوضح أنه متأثر بنقد الغرب وليس بموقف الضحايا من المسعودين الذين وضعهم في المعتقل وحكم عليهم بالإعدام أو بسنين طويلة سجنا لأتفه الأسباب. مادام ابن سلمان يتأثر بما يُقال من نقد، فإنه لن يتخلص منه إلا بطي ملف القمع كاملا وهو لن يفعل!".

تمنع نقد سلوكها في اليمن ..

وأفاد بأن "الرياض الآن تدفع لوكالات الأمم المتحدة وللمفوضية السامية لحقوق الإنسان ولغيرها، بغية منعها من نقد السلوك السعودي المشين في اليمن وغيره. ومن هنا مثلا تجدون الغضب على غريفيث، وتهديدات الرياض للأمين العام للأمم المتحدة حين وضعها على القائمة السوداء!".

الضعيف داخليا لن يكون قويا خارجيا..

ورأي "الحسن" أن "الرياض اليوم أضعف مما كانت عليه في الماضي". واصفا "انتفاخ محمد بن سلمان" بأنه "برميل هراء في مجمله". موضحا أن "الضعيف داخليا لن يكون قويا خارجيا. من يستجدي الحماية والغطاء الغربي سيكون ع الدوام خاضعا لابتزازه من يفرط في جيرانه لن يحميه الأبعدون ولو طال الزمن!".

وبحسب "الحسن" فإن مواجهة سويسرا وكندا وبينهما ألمانيا (على النص!) لن تلغي سياسة الابتزاز، لأن من يبتزونه (حمار) يظن أنه يستطيع مواجهتها بطرد سفير مؤقتا وليس بتصليب الوضع الداخلي وإرساء قيم العدالة. سياسة البلدوزر قد تنجح في مفصل ما، ولكنها فاشلة تكتيكيا واستراتيجيا".

وقال: الرياض باستهدافها كندا تريد أن توصل رسالة إلى كل منتقديها من حلفائها بأنها ستستخدم ورقتها المالية لمن ينتقدها، في حين أنها تتناسى أن لدى حلفائها أوراق ضغط عليها أكبر بكثير مما لديها. قد تتراجع كندا، وهذا مرجح عندي، ولكن هل سينتهي النقد؟ كلا".

المملكة هشة أمام النقد..

وتابع: اثبت ابن سلمان في موقفه تجاه كندا، أن بلاده وسياساته هشة أمام أي نقد، وهو ما لم تفعله دول أضعف وأصغر، وكذلك دول أكبر أيضا. لقد فتح موقف الرياض من كندا المزيد من الأعين تجاه الملف الحقوقي بدل أن يُغلقها. هذه حقيقة، ولكن المصفقين لا يفهمون أبدا!".

واعتبر أن "سياسة البولدوزر الإنتقائية تجاه كندا وسويسرا، وكذلك حتى في المحيط الإقليمي (قطر والآن عُمان) ومعاقبتها أو تهديدها بالعقاب لتغيير مواقف سياسية أو حقوقية، تدل على أن ابن سلمان متخصص في صناعة المزيد من الأعداء، وتحويل الأصدقاء والحلفاء إلى خصوم!".

وأضاف: شكرا للداشر ولذبابه وطباليه، فقد صنعتم مملكة (عظماء!) ظاهرها الانتفاخ، وواقعها بائس محليا وإقليميا ودوليا. شكرا لكم النصر على كندا! ويبقى أمامكم: إيران وقطر واليمن وسوريا والشعب المسعود، ولجين ونسيمة وسمر وعزيزة وإيمان والحامد والقحطاني ووووو!"

ورأى "الحسن" أن "التوتر الداخلي للنظام وهزائمه وفشله الخارجي عسكريا وسياسيا ينعكس على الداخل قمعا"  وتابع: "حين تجد نظاما ما يصارع على أكثر من جبهة، فثق أنه يخسر. ليس السعودية فقط.. بل حتى أمريكا وترامبها. التوتر سمة الحكم الجديد".

أضيف بتاريخ :2018/08/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

فيسبوك

تويتر

استبيان