محلية

#حمزة_الحسن: مواصل النظام السعودي رحلة الدم والعنف دلالة على خوفه وعدم إدراكه للنتائج

 

أستعرض الباحث والناشط السياسي حمزة الحسن في شرح مفصل لما يمارسه النظام السعودي من عنف وقمع غير مسبوق اتجاه المعارضين والنشطاء وصولا لاستهداف النساء بالاعتقال والإعدام، مشددا على أن مواصلة النظام رحلة الدم والقمع دلالة على خوف وتردد وعدم إدراك للنتائج.

وفي سلسلة تدوينات له بحسابه الخاص "تويتر"، افتتحها "الحسن" قائلا: إن ""حيازة" القدرة على ممارسة العنف تختلف عن استخدامه. أي دولة أو حزب أو جماعة أو فرد أو قبيلة، تمتلك القدرة على استخدام العنف تجاه دولة أخرى أو مواطنا أو جماعة أو حزبا أو قبيلة.. كونها تمتلك شيئا من القوة، تستطيع ممارستها على من هو أدنى أو أضعف".

لافتا إلى أن "لا أحد عاقل يعتقد بأن امتلاك القدرة على استخدام القوة بتوسع وخارج إطار القانون المنظم لاستخدام القوة، سواء كان ضد الخصم أو المنافس أو المواطن العادي المطالب بحق أو حتى الخارج عن القانون.. يحمل دلالة حكمة ووعي! " موضحا أن "قمة الوعي هو الاستخدام الحصيف لها وبأقل مقدار ممكن لتحقيق الغايات".

وتابع: "لو كان استخدام القوة والعنف وحتى الحرب، دلالة وعي وحكمة وحزم وعزم وظفرات، لانقلب الكون إلى غابة. بل لانقلبت الحياة إلى جحيم داخل كل بيت وعائلة. استخدام القوة والعنف ليس فضيلة لمن يستخدمهما، خاصة في القضايا الملتبسة أو غير المشروعة، وخاصة إذا استخدمت بتمادٍ ولتحقيق غاية باطلة!".

وحول استخدام القمع في المملكة السعودية، الذي يوغل فيه ولي العهد محمد بن سلمان بلا عقل، رأى "الحسن" أنه "لا علاقة له بقوة النظام السياسي، بل بـ (الإخضاع القسري) من قبل النظام للشعب، كيما يقبل بأصل النظام، أو بسياساته، أو بكليهما معا." داعيا من يعتقد بأن الاعتقالات مؤشر قوة لآل سعود ولشخص ابن سلمان، بأنه "عليه أن يعيد النظر".

وشدد "الحسن" على أن لا يمارس القمع الأعمى إلا ضعيف وقلق. ولا ينتقد الضحايا ويسخّف فكرة مواجهة الطغيان على قاعدة (المواطن ضعيف/ والحاكم قوي) إلا أحمق، لا يفهم معنى (الدولة/ الشرعية/ الاستقرار/ القانون/ الحقوق والواجبات). التفاخر بأن النظام قوي لأنه يعتقل.. مصيبة! وتهديد المواطن بعصا المباحث جهل!".


وبيّن أن الاعتقالات في المملكة، "شهدت منعطفاً تصاعدياً منذ وصول سلمان وابنه إلى العرش. هدفها الأساس: إثبات أن النظام قوي داخلياً/ وتيئيس المطالبين بالإصلاح والتغيير أن لا أفق لنشاطهم وأن النظام باقٍ على وضعه البائس على الحالي/ وردع المتطلعين لحياة أفضل من المطالبة بحقوقهم."

وأدان "الحسن الاعتقالات (السلمانية) وقال عنها أنها "في معظمها "استباقية" أي أنها اعتقالات مبنيّة على (احتمال) أن فلان أو إعلان يمكن أن يشكل خطراً أو يقوم باعتراض على النظام أو سياسة ما يقوم بها ويتبناها. والاعتقالات تحمل صفة "الانتقام" وبأثر رجعي، وفي الغالب تتعلق بمواقف أو كتابات وتغريدات عمرها سنوات!".

ومن سمات الاعتقالات السلمانية أنها بدت وكأنها بغرض "تسهيل الاستئثار بالسلطة" بل احتكارها، وتمرير سياسات معينة قد تلقى اعتراضاً من فئات اجتماعية. لكن الحقيقة هي أن القمع السلماني "منهجي" كما يعبر عن ذلك الحقوقيون. وهي أوسع من أن تبرر باحتكار السلطة أو الاعتراض على بعض سياساتها، بحسب "الحسن".

وأوضح أن حملة العنف السلماني تختلف عن حملات الاعتقالات في عهود الملوك السابقين بالكثير، ليس فقط في دوافعها، بل في شموليتها، وفي عمقها، وفي تجاوزها للخطوط الحمراء، وفي بُعدها عن القانون الذي وضعه النظام نفسه، ومخالفة الأعراف الاجتماعية خاصة فيما يتعلق باعتقال النساء وربما إعدامهن!.

وتابع قوله: "حتى وفق منطق النظام، فإن الإعدامات، والاعتقالات التي لا تتوقف، والتعذيب غير المسبوق المودي بقتل المعتقلين، وكل حملة العنف والدم، قد حققت أغراضها، فقد احتكر سلمان وابنه السلطة ووضع كل القوى في السجون وأشاع جوا من الرعب غير مسبوق. لماذا ـ إذن ـ مواصلة رحلة الدم والعنف السلماني؟".

وأعرب "الحسن" عن اعتقاده بأن "العنف الرسمي السعودي قد استنفذ أغراضه، أو لنقل حقق أهدافه"، معتبرا أن مواصلته "النظام" لمسيرته الحالية بزخم وحماس يكشف عن أمرين: أ/ أن النظام لازال قلقا متوترا خائفا وما مواصلة العنف إلا تعبير عن ذلك. ب/ أن سلمان وابنه لا يدركان كفاية الخسائر المترتبة عليهما بسبب الإفراط في القمع".

وذكر "الحسن"، "قصة ذات دلالة"، وقال: "علم الملك فهد بداية التسعينيات، أن شخصية نجدية مؤثرة اجتماعيا، اعتاد في مجلسه على النيل منه ومن سياساته. طلب الملك فهد رقم هاتفه، واتصل به. رفع الرجل السماعة وسأل: من المتحدث؟ أجاب: فهد بن عبدالعزيز! ثم اخذ الملك يشتمه بكل التعبيرات. وكأنه يقول: هذه بتلك!".

وأضاف: كان فهد يدرك أن اعتقال الرجل ليس مكسبا، أو لنقل كان فيه ضرر أو آثار جانبية. لم يكن فهد متسامحا، ولا عرف عنه ذلك. كان وزير داخلية فيصل وكان يحقق مع المعتقلين. المسعود كبير المباحثيين أخفى العشرات في أقبية مبناه في جدة. وحين بيع المبنى وجد المشتري عظام الضحايا حين تم هدمه!".

مع هذا، فإن عهد سلمان وابنه أسوأ من عهد فيصل ـ فهد، بكثير! في عهد فيصل ـ فهد، خرج معتقلون متهمون بتدبير انقلاب عسكري بعد نحو ٤-١٠ سنوات سجن، والآن يُسجن المرء عشر سنوات لتغريدة! في عهد فهد ـ فيصل، كانت الاعتقالات للمعارضين، وليس لكل أحد حتى الموالين كما هو الآن في عهد (الداشر)!، وفق تعبير "الحسن".

ولفت إلى أنه "في عهد فيصل ـ فهد لا تعتقل النساء على خلفية سياسية، اللهم إلا نادراً. الآن اعتقال النساء جزء من البرنامج الممنهج للقمع، وهنّ بالعشرات. بل أن النائب العام يطالب بإعدام أحداهن (إسراء الغمغام) لأنها دعت إلى التظاهر. لم يعد اعتقال المرأة وتعذيبها أمراً معيباً في العهد السلماني!".

وأردف "الحسن" بقول: "في عهد فهد كان الممنوعون من السفر جلّهم من الشيعة، لأنهم زاروا الأماكن المقدسة في العراق أو إيران. اليوم هناك عشرات الألوف جلهم من كبار السن ممنوعون من السفر لهذا السبب التافه، وليس لسبب أمني، كأن يلتحقوا بداعش أو القاعدة أو ليتدربوا على سلاح! هل هناك نظام عاقل يفعل هذا؟!

وواصل الحسن أن "هناك عشرات الألوف من الممنوعين من السفر والذين أوقفت خدماتهم، فلا يستطيعون حيلة ولا سبيلا، حتى الوصول إلى حساباتهم في البنوك غير ممكن. والأسباب تافهة كعدم دفع فاتورة كهرباء أو عدم تسديد مخالفة مرور! وما أكثر الجهات التي توقف الخدمات! أنهم يتلذذون بالقمع والتنكيد على الناس!".

وانتهى "الحسن" إلى أن "النظام القائم اليوم أكثر شراسة من أي وقت مضى. هو نظام غير واثق من نفسه، من بقائه، من استمراره. يظن ابن سلمان أن لديه ميزة وهي استخدام العنف الأعمى والقمع الأعمى والتضييق الأعمى على المواطنين، بدون رقيب أو حسيب. ينسى أن هناك تبعات لمثل هذه الأفعال وما يقوم به ضار بالحكم الفاشي".

وقال: لقد حقق القمع معظم أغراضه، ولم تبقَ إلا التبعات اجتماعيا وسياسيا وإعلاميا وحقوقيا. استمرار الاعتقالات لا يخدم النظام اليوم، ويجعل المجتمع ساخطاً متوتراً حتى ضمن فضاء السلطة الاجتماعي. وهي تنذر بردات فعل عنفية، كالتي شهدناها في البكيرية والطرفية، وتستهلك مشروعية النظام وسمعته".

مضيفا بقول: هناك "كفاءة!" في القمع. فوزارة الداخلية استثمرت في رجالها في (كيف تقمع وكيف تحقق وتستخرج المعلومة). لكن الأبعاد والتبعات السياسية لا يدركها المهنيون والجلادون والإداريون. هذا أمر يختص بصانع القرار السياسي، الذي لا يجد أحدا اليوم لديه الجرأة لينبهه إلى أن مسيرته خاطئة ومضرة به!.

وأكد أن القمع الشامل أفقيا وعموديا، يكشف عن ضعف وجهل، وكلما زاد الشعور بالضعف، زاد القمع. شمولية القمع جعلت جميع فئات المجتمع ـ عمليا ـ في جبهة واحدة، رغم تمزيق النظام للحمة الوطنية منذ عقود. لم يعد النظام يحابي فئة ما أو يستثنيها من القمع. يكاد لا توجد عائلة إلا وأصابها بلاء (الداشر)!، وفق قوله.

وشدد أنه "حين لا يقبل النظام بالاعتدال، ولا بالمعتدلين ويضعهم في السجون، لا يبقى سوى الخيار الجذري. شعور الناشطين يقول: بأنه لا إمكانية في تحقيق إصلاح تدريجي في النظام السياسي، ولا غيره، بوجود هكذا نظام. وبديهي أن الحديث يتوجه إلى الحلول الجذرية، والرغبة في إنهاء النظام السعودي".

واختتم "الحسن" تدويناته" قائلا: "القمع السلماني الأعمى لا يسبب أزمة وإجهادا واضطرابا لقوى المجتمع فحسب؛ بل يكشف أيضا عن حقيقة أن أزمة النظام وتوتره تستمر معه باستمرار حالة القمع التي يمارسها، والتي هي في معظمها غير مبررة لا قانونا ولا أخلاقا ولا شرعاً ولا حتى سياسةً ومصالح. خسائر (الداشر) تكبر في استمرار قمعه".

أضيف بتاريخ :2018/09/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

فيسبوك

تويتر

استبيان