السلطات السعودية تعتقل الشيخ عبد الجليل المكراني
اقتحمت قوات النظام السعودي يوم الجمعة، 4 مارس/آذار الحالي، مدينة الأحساء ونفذت عملية اعتقال جديدة ضد عالم دين بارز من أهالي المنطقة، وذلك ضمن حملات الاعتقال التعسفي التي تطال أهالي الأحساء والقطيف بشكل شبه يومي.
وبحسب ما ذكر موقع "مرآة الجزيرة" بأن مصادر مطلعة ذكرت أن قوات النظام السعودي اعتقلت الشيخ عبد الجليل المكراني من مدينة المبرز دون عرض مذكرة قضائية أو توضيح الأسباب، كما لم يُعرف مكان احتجازه حتى اللحظة.
وللشيخ المكراني سيرة عليمة ودينية حافلة بالعطاء والانجاز العلمي، ما يطرح تساؤلات عن مبررات الاعتقال التعسفي الذي أقدمت عليه السلطات السعودية بحق وجه علمائي شيعي بارز، في وقت تزعم السلطات الانتفتاح على مختلف المكونات واحترام حقوق جميع المذاهب والطوائف!
والجدير بالذكر أن قوات النظام السعودي كانت قد اقتحمت العوامية قبل نحو أسبوعين، وقامت باعتقال كل من جعفر حسن النمر وعلي حسن النمر عما الشهيد مقداد النمر، فيما ذكر الناشط المدافع عن حقوق الإنسان "يحيى الحديد" بأن نظام آل سعود يقوم بحملة اعتقالات كبيرة في منطقتي القطيف والأحساء.
وفي سياق متصل، تبرز قضايا عدد من العلماء المعتقلين من دون محاكمات خلف القضبان وفي أعناق الجميع، الذين اعتقلوا ضمن حملة بوليسية لاعتقال جمع من العلماء بينهم الفقيه العالم السيد هاشم الشخص.
علاوة على ذلك، وضمن أساليب انتقامية وجرمية اعتاد النظام السعودي على تبنيها بوجه رجال الدين الشيعة في شبه الجزيرة العربية متبعاً بذلك سياسة التمييز الطائفي، قامت قوات آل سعود، أواخر يناير/كانون الثاني 2022، باعتقال الشيخ كاظم محمد العمري نجل أبرز رجال الدين الشيعة في المدينة المنورة، العلّامة الشيخ محمد علي العمري.
ولأن الشيخ العمري معروف عنه ابتعاده عن النشاط السياسي، وانحصار عمله في نشاطه الديني، فتبدو محددات الاعتقال أكثر وضوحاً لناحية كونها ترتبط في حضوره الديني بين أوساط المؤمنين في المدينة المنورة. وفي يناير/كانون الثاني من هذا العام، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، حكما بالسجن ضد رجل الدين الشيعي الشيخ عبداللطيف الناصر، وهو من سكان الدمام شرق “المملكة”، بالسجن لمدة 8 سنوات. وكانت السلطات السعودية اعتقلت “الناصر” بشكل تعسفي على جسر “الملك” فهد الذي يربط بين “السعودية” والبحرين في يونيو/حزيران 2019، أثناء سفره مع أسرته.
ورغم الدعوات والمطالبات، إلا أن النظام لايعير لذلك انتباها، ويواصل بطشه ضد العلماء ورجال الدين من دون أي رادع أو التزام بالقوانين المحلية والدولية، حتى أضحى هنالك العديد من العلماء تعتقلهم السياسة البوليسية والاستبداد والقمع والانتقام وتغيّبهم في الزنازين المعتمة ويتعرضون لمحاكمات هزلية وغير عادلة، في انتقام واضح من انتمائهم الديني ودورهم التوعوي في البلاد، وتأثيرهم في المجتمع وتوعيته، وهو ما لا يروق للنظام السعودي، الأمر الذي يجعل قضيتهم أساساً “في أعناق الجميع” للمطالبة في الإفراج عنهم والكف عن الانتقام منهم بصورة متزايدة وإطلاق سراحهم وكسر قيود سجنهم من دون قيد أو شرط.
أضيف بتاريخ :2022/03/09