في جردة له على أصناف الانتهاكات التي تمارسها السلطات السعودية على مراسم الحج والعمرة؛ سرد مرصد انتهاكات الحج والعمرة في تقرير حديث لها؛ سلسلة ما ارتُكب العام الماضي بحق الحجاج والمعتمرين، راصدة تناميا في منسوب الإجراءات القمعية التي تنتهك حقوق الإنسان لا سيما بحق من يختلف معها في وجهات النظر السياسية أو الدينية. 

تمثلت أحد أهم أشكال الانتهاكات في امتناع السلطات  عن إصدار تأشيرات الحج والعمرة للنشطاء والعلماء والأكاديميين والمثقفين والمفكرين والإعلاميين وغيرهم من مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية، الذين يختلفون مع السلطات السعودية في الرؤى والمواقف السياسية أو الفكرية. 

وأشار في هذا السياق إلى منع الكثير من السياسيين والعلماء والأكاديميين والمثقفين والمفكرين والإعلاميين وغيرهم من مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية من الحج والعمرة بسبب خلافهم معها في المواقف السياسية أو الآراء الفكرية، مع أنها سمحت في نفس التوقيت للعديد من أصحاب الديانات الأخرى كالهندوسية واليهودية بزيارة المدينة المنورة. 

ومنع المسلمين المختلفين مع السعودية سياسياً وفكرياً من الحج والعمرة إنما يُمثل ظاهرة جديدة في تاريخ المسجد الحرام، في حين كان الحرمين طيلة القرون الماضية مفتوح لجميع المسلمين بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو الفكرية، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة، شهدت مناسك الحج والعمرة تقييد ومنع خاضع للمزاج السياسي. 

كما قسّم التقرير ممارسات المنع إلى قسمين: منع جماعي وآخر فردي. 

بما يتعلق بالمنع الجماعي: تتمثل هذه الممارسة بمنع دول أو جماعات بأكملها من أداء الحج والعمرة دون مسوغات قانونية، حيث قامت السلطات السعودية بمنع الحجاج من سوريا، ولم يكن هذا العام هو العام الأول لمنع السلطات السعودية للدول والكيانات والجماعات والأحزاب من الحج أو العمرة، فقد سبق لها أن منعت الحجاج البدون في الكويت وهم ما يقارب من %10 من سكان الكويت من الحج لعدة أعوام متتالية، وكذلك منع القطريين عن الحج إبان أزمتها مع الدولة القطرية. 

كما قامت السلطات السعودية بمنع الكثير من الجماعات والتيارات والأحزاب ممن صرحوا بمواقف سياسية تُخالف التوجه العام للسلطات السعودية. 

المنع الخاص أو الفردي شمل منع شخصيات معينة من أداء الحج والعمرة دون مسوغات قانونية واضحة ومن بين الشخصيات الممنوعة د. طارق السويدان د. أحمد الريسوني، د. الصادق الغرياني، د. محمد الصغير، د. محمد رباني إياد البغدادي محمد خير رمضان، د. عزام التميمي، حاكم المطيري، وقائمة من الممنوعين تطول.