أبناء حي الكرادة في العراق... وعيد الحزن!
مريم الشروقي ..
أبناء حي الكرادة في العراق، لا نعلم هل نبارك لكم بالعيد أم نعزّيكم في مصابكم الجلل؟! فالعيد حزين وليس به لذّة مع ما يحدث حولنا، 50 جثّة تفحّمت، و200 بين قتيل وجريح، في أكبر تفجير إرهابي طال 7 مبانٍ في وسط حي راقٍ في العراق العظيم المُدمّر حاليّاً!
من جانب آخر تفجيرات في عدن وصنعاء، وتفجيرات في تركيا شمالاً وغرباً، وتفجيرات في المملكة العربية السعودية في أنحاء متفرّقة حتى وصلوا إلى المدينة المنوّرة، ومحاولة تفجيرات في دولة الكويت الشقيقة، وتفجير في مملكة البحرين! ماذا بقي من أجل السلام والأمن؟! لم يبقَ شيء، فنحن نتوجّس ناراً تشتعل كل يوم، وسبب اشتعالها الطامعون والحاقدون والمطأفنون والمؤجّجون، ولا أحد يستطيع ردعهم عمّا يقومون به، ونضيف إليهم الإرهابيين، إرهابيي الفكر والتعصّب، أولئك الذين يظنّون بأنّهم شعب الله المختار، وأن الجنّة تحت أقدامهم، ويسوّق لهم المتمصلحون قتل الأنفس البريئة بحزام ناسف! من قبل بهذا ومن يرضى ومن يريده على أرضه؟!
كفانا اقتتالاً فيما بيننا، وكفانا تقسيماً وتجريحاً لبعضنا البعض، فما يزيدنا هذا إلا خراباً ودماراً، ولننظر إلى الأمة العربية وحالها هذه الأيام، من المشرق إلى المغرب ومن الشمال إلى الجنوب، حروب طاحنة أو في بدايتها، أو فتن لا أوّل لها ولا آخر، وبعد أن نشاهد التلفاز نسأل كما سألنا في أول المقال كم عدد السنة الذين تضرّروا وكم عدد الشيعة الذين تضرّروا، وكلّ في واديه وملّته وفئته وطائفته.
تقوقعنا على أنفسنا وطائفتنا وفئتنا وعرقنا بسبب التشدّد والتطرّف، وبعدها نقول نحن أمّة واحدة! أفهمونا أين هو مفهوم الأمة الواحدة ونحن نتطاحن ونتناحر؟! لا نعتقد بأنّ هناك عاقلاً يستطيع أن يقول بأننا أمّة واحدة!
ما حدث في كرادة العراق لا شيء أمام الحروب الطاحنة التي واجهها العراق، ولإعادة إعمار العراق سنحتاج إلى 3 عقود، إن لم يكن أكثر، فالعرب والمسلمون في أدنى مستواهم الفكري، لأنّ التركيز اليوم على الطائفة والفئة الواحدة، وليس التركيز على الوحدة واللحمة.
الوحدة واللحمة والمصالحة والإصلاح ركائز رئيسية لاستقرار الدول والأمم، ولا تنجح الأمم في مشروع التنمية والتقدّم ما دام أبناء هذه الأمم والدول في فرقة وتقسيم وإباحة دماء، فلنعِد حساباتنا وكفانا شتاتاً أكثر مما نحن فيه!
صحيفة الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2016/07/07